“ناشونال انترست”: خروج الولايات المتحدة من اليمن كان سيجنبه الكارثة الإنسانية التي يعيشها

Monday 30 November -1 12:00 am
“ناشونال انترست”: خروج الولايات المتحدة من اليمن كان سيجنبه الكارثة الإنسانية التي يعيشها
----------

 

يقول المحامي مايكل زيغيسموند إنه لو سحبت الولايات المتحدة دعمها للتحالف السعودي في اليمن ربما جنب البلد هذه الكارثة التي يعيشها اليوم.

وفي مقالة بمجلة “ناشونال إنترست” قال إن المحللين الدفاعيين حول العالم ربما قاموا بالتعبير عن الدهشة عندما دعا كل من وزير الخارجية مايك بومبيو والدفاع جيمس ماتيس عن وقف للإعمال العدوانية في اليمن خلال 30 يوما. ويعلق الكاتب إن الدعم الأمريكي للحرب اليمنية أصبح مترددا ولكنه جاء بعد ثلاثة أعوام ونصف. وتبع هذا قرار بوقف عمليات تزويد المقاتلات السعودية والإماراتية المشاركة في الغارات الوقود في الجو، مع أن ماتيس أكد أن الدعم الأمريكي سيستمر.

 ومع أن هذه التحركات متأخرة وكان يجب أن تحدث منذ زمن إلا أن الإشارة التي قدمها عن استمرار الدعم والمساعدة في التسوية هو نهج غير صحيح. فالمدخل الصحيح كما يرى الكاتب هو الخروج من الحرب وهو أمر كان يجب أن تفعله الولايات المتحدة منذ زمن طويل. خاصة ان الدعم الامريكي للعمل العسكري في اليمن بدأ في عام 2015 عندما تدخل السعوديون في الحرب الأهلية اليمنية.

واتخذ الدعم عدة أشكال: توفير الوقود في الجو، التشارك في المعلومات الأمنية، علاقات عامة والتدريب وبيع السلاح. ولم يتزحزح الدعم الأمريكي حتى الآن، رغم الشجب الدولي لضرب المدنيين وعسكرة المجاعة وانتشار الكوليرا بسبب الحرب. وبل ونشرت الولايات المتحدة مقاتلاتها وقواتها في الحرب. وبعيدا عن تواطؤ الولايات المتحدة في قتل المدنيين اليمنيين تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية نمو تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

بحسب تقرير لمجموعة الأزمات الدولية فالمنظمة الجهادية بعد عامين من الحرب: “هي أقوى منها من أي وقت مضى” وهذا بسبب عدم وجود قوة دفع من الحوثيين الذين كانوا سيواجهون تنظيم القاعدة.

وبحسب تقرير لمجموعة الأزمات الدولية فالمنظمة الجهادية بعد عامين من الحرب: “هي أقوى منها من أي وقت مضى” وهذا بسبب عدم وجود قوة دفع من الحوثيين الذين كانوا سيواجهون تنظيم القاعدة. كما أن التحالف الذي يقوده السعوديون يقوم بحماية وتوفير الجنود للتنظيم الجهادي من هجمات الحوثيين. وباختصار يقول الكاتب إن دعم الولايات المتحدة للحملة السعودية في اليمن فإنها تقوم بتوفير الدعم للقاعدة، مع أن الهدف الرئيسي من المشاركة في الحرب اليمنية هو قتال الجهاديين هناك. وبحسب تقرير رئاسي عام 2016 فالمبرر للدعم المحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة إلى التحالف الذي تقوده السعودية من خلال إشارات غامضة لسلطة الرئيس كقائد أعلى للقوات المسلحة. ومهما كان المقصود فهذا لا يبرر أية استراتيجية تقوي وتثري تنظيم القاعدة. ويعتقد الكاتب أن الولايات المتحدة تجنبت التواطؤ في الحرب اليمنية وصعود القاعدة معا من خلال تجاهل اليمن معا. فلو قررت منذ البداية أن تسحب دعمها لعانت السعودية من ثقل الشجب الدولي بشكل دفعت السعوديين للتفاوض الذي يدعو إليه المسؤولون الأمريكيون الآن. إلا أن واشنطن لم تكن راغبة بترك اليمن لأن قادة الحكومة الامريكية شعروا بضرورة مواجهة إيران ودعم السعودية. ويتهم السعوديون المتمردين الحوثيين بأنهم اتباع إيران بنفس الطريقة التي ينظر فيها لحزب الله في لبنان. ويرى المحللون منذ عام 1979 إيران قوة مزعزعة للاستقرار وراعية رئيسية للإرهاب ومعادية للغرب. وخلال العقدين الماضيين شعر المنظرون الاستراتيجيون وبشكل متزايد من التأثير الإيراني في لبنان والعراق وسوريا. ونظرا لموقع اليمن على مضيق باب المندب وخليج عدن ففكرة خسارته لإيران أثارت قلق المسؤولين الدفاعيين الأمريكيين. وزادت المشاعر المعادية لإيران مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض خاصة بعد وصفه المعاهدة النووية بأنها الأسوأ في التاريخ، أضف إلى هذا أن الولايات المتحدة وحلفاءها في السعودية وإسرائيل تقف ضد إيران ولهذا أصبحت مواجهة التأثير الإيراني على الحوثيين قضية لا جدال فيها. وتفكر الإدارة الآن بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، مع أن هذا التفكير يفترض وجود تحالف إيراني-حوثي قوي. مع أنهما حليفا مصلحة ضد عدوهما المشترك، السعودية. كما أن الدعم الإيراني للحوثيين كان محدودا حتى الحملة السعودية. كما أن العلاقة الدينية أو الأيديولوجية محدودة نظرا لأن شيعة إيران هم من إمامية واليمن من أتباع المذهب الزيدي. ونظرا لعدم وجود المبررات لدى المسؤولين الأمريكيين بشأن استمرار المشاركة في الحرب فقد استمروا بالدفاع عن حماقتهم بطريقة لا عقلانية. ورغم استمرار المذابح السعودية واصلت البنتاغون القول إن التحالف يحاول تجنب سقوط المدنيين. واستخدمت الولايات المتحدة وبريطانيا الفيتو في حزيران (يونيو) لحماية الميناء البحري الذي يعد اهم شريان حياة لأكثر من 8.4 مليون يمني على حافة المجاعة. وقدم بومبيو في إيلول (سبتمبر) مخطئا شهادة للكونغرس شهد فيها أن التحالف بقيادة السعودية يقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب سقوط المدنيين. وقال لو لم تكن الكارثة في الحرب اليمنية كافية لتغير المؤسسة الدفاعية موقفها من الحرب اليمنية فإن مقتل الصحافي في واشنطن بوست وأب لثلاثة أولاد والذي كان يقيم في فرجينيا، جمال خاشقجي ربما كان كاف لتغيير الرأي. مع أن ترامب لا يزال يدافع عن صفقات السلاح إلى السعودية. ويختم الكاتب بالقول إن دعوات واشنطن الأخيرة للسلام قد تعني بعد تمنع من المسؤولين الأمريكيين، إمكانية التأثير على ميزان القوة الإقليمي عبر الدبلوماسية وليس قوة السلاح. ولو اعترفت الولايات المتحدة أن سحب الدعم منذ وقت طويل كان سيجنب اليمن سنوات من الكارثة فعليها تعلم درسا مهما. وبدلا من استمرار التورط في حرب ذات مخاطر وتداعيات غير معروفة أن تقلل من خسائرها وتغادر اليمن مرة وللأبد.