كشف مؤامرة هي الأخطر على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تديرها قيادات يمنية مقيمة في الرياض (صورة وتفاصيل)

Friday 03 May 2019 4:49 am
كشف مؤامرة هي الأخطر على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تديرها قيادات يمنية مقيمة في الرياض (صورة وتفاصيل)
----------

سلمت الشرعية تعز لدولة قطر، دون أي جهد يُذكر. وبأموال وسلاح التحالف تحارب الدوحة في تعز حلفاء الرياض، وكل هذا يحصل تحت شعار مواجهة نفوذ الإمارات، الجناح الثاني للتحالف بعد السعودية.

عاجل : اول تصريح للتحالف العربي .. بعد الغارت العنيفة الذي هزت العاصمة صنعاء قبل قليل (12:20ص)

تغفل الرياض كثيراً من الملفات المهمة التي تغنيها لاحقاً عن دفع كلفة مضاعفة في مواجهة نفوذ وأطماع المثلث القطري الإيراني التركي في اليمن والمنطقة.

يعمل محمد بن سلمان بإصرار على ترتيب ملفات وخيارات السعودية في المنطقة والإقليم والعالم.. لكن، وبكل برود، تعمل أدوات السعودية في اليمن ضد مشروع محمد بن سلمان سواءً كان ذلك بدراية وبفعل نفوذ محتمل للإخوان داخل مؤسسة الحكم السعودية أو دون علم، من خلال عدم التعاطي بموضوعية مع ملفات تشكل خطراً حقيقياً على مشروع ابن سلمان وتوجهاته الجديدة.

تتقاسم طهران وقطر تعز بدون أي كلفة مالية أو حتى بشرية.. فقط إزاحة حلفاء الرياض إلى خارج مشهد التأثير في قرار المحافظة عسكرياً وإدارياً، وتعز لها تأثير غير محدود على مجريات الأحداث في اليمن.

في تعز هناك كتلة تمثل أحزاب اليسار والمؤتمر الشعبي، وهناك فصيل سلفي يملك قوة عسكرية كان لها إسهام كبير في تحقيق انتصارات ميدانية في مدينة تعز ضد المليشيات الحوثية (الذراع الإيرانية في اليمن) وهذه الكتلة هي الأقرب للرياض سياسياً، وأيضاً ليس لديها مشروع يشكل خطراً على المملكة حتى حال توافرت له الظروف الملائمة، ووفق منطق السياسة والمصالح يفترض أن تقف الرياض بكل قوة إلى جانب هذا التكتل.

وتتواجد في تعز، أيضاً، كتلة وازنة عسكرياً استفادت من دعم التحالف العربي، وشكلت جيشا متكاملا، وهذه الكتلة هي الإخوان المسلمون، والتي يعتبر محمد بن سلمان مشروعها خطرا وجوديا على بيت الحكم السعودي، وهناك إجراءات تتم بحق كل من يثبت صلته بالإخوان المسلمين في السعودية كتأكيد على توجه المملكة وقيادتها.

يذهب الأداء السعودي لتعزيز قوة الإخوان المسلمين والحوثيين أيضا الذين يستفيدون من تقاطع مصالحهم مع الإخوان وفق ترتيبات إقليمية أضحت هي من تحرك حتى الجبهات في تعز، وقد لوحظ أنه أيام حرب الإخوان المسلمين على كتائب أبي العباس ساندت المليشيات الحوثية الإخوان بإيقاف كل تحركاتها العسكرية ضد تعز، وهذا السكون أيضا ليس حديثا بل من أيام تحريك جبهات الساحل، حيث أوقف الإخوان جبهات تعز لتمنح المليشيات مساحة للتعزيز إلى الساحل من جبهات تعز.

طردت المليشيات الحوثية السلفيين من دماج، لأنها اعتبرتهم بؤرة نفوذ عسكري ومذهبي سعودية، وهجرت القوات العسكرية الإخوانية السلفيين من تعز لأنهم يشكلون أيضا بؤرة نفوذ مستقبلية للمؤسسة الدينية السعودية وليس لأنهم حلفاء للإمارات.. السعودية ما زالت إلى اليوم هي من تدعم المراكز الدينية السلفية في تعز.. لكنها لم توقف تهجيرهم ولم تبدِ أي ردة فعل لهذا التمادي الخطير من الإخوان المسلمين.

تحرك الدوحة إخوان تعز وفق مشروعها وصراعها مع السعودية، وتصدق الرياض كذب الإخوان بأنهم يدافعون عن النفوذ السعودي أمام محاولات التموضع الإماراتية..

تكرر الرياض خطأ تعاطيها مع رؤية وتدليس الإخوان بأن مليشيات الحوثي لا تشكل خطرا حقيقيا، وإنما هي ورقة جديدة أشهرها علي صالح في وجه الرياض، وأن الخطر هو في الحرس الجمهوري والقوة العسكرية التي بناها صالح طيلة سنين. وتتعاطى السعودية مع الشرعية المختطفة من قبل الإخوان كممثل لليمن الحليف للمملكة.

تملك قطر جناحا سلفيا تمثله جمعية الحكمة في تعز، وتملك إلى جانب جيش الإخوان المسلمين لواءً عسكرياً يضم مجاميع تم استقدامها من كل مناطق الجنوب والشمال، بينما سلفيو المملكة يكتفون بدعم المراكز الدينية السلفية في تعز وغيرها، وتسكت عن تجريد هذا التيار من كل مصادر قوته مقابل تعزيز قوة السلفية القطرية التي تستخدم الإخوان أيضا كذراع دولي.

يعمل الإخوان لاستخدام الرياض سلاحا ضد الإمارات خدمة للدوحة، وتستفيد طهران من تفتت الجهد المقاوم للحوثية في الميدان لتعزيز نفوذها على حدود السعودية، وتغرد السعودية بعيداً عن كل تحركات خصومها لترتيب أوراقهم تحت ظلال جدارها الجنوبي.

إلى متى تبقى السعودية ممولاً لمشاريع خصومها في اليمن.. لا تحتاج التطورات على الأرض إلى منجم يكشف أسرارها، فكل المعطيات والمؤشرات تذهب إلى اتجاه خسارة الرياض فرص تعزيز حضورها في اليمن من خلال سكوتها على فشل الشرعية واستحواذ الإخوان المسلمين على قرار الشرعية وتوظيفه لمصلحة قطر وطهران في آن واحد.