بدوي زبير الرحيل الى القلوب

Thursday 27 June 2019 7:43 am
بدوي زبير الرحيل الى القلوب

*بدوي زبير*

----------
 *فؤاد باضاوي* 
حلق في فضاءات الإبداع طيفا ونسيما باردا هب من مدينة التجارة العالية / شبام/ حضرموت فوضع بصمة لن تمحيها السنين من ميادين الأصالة والطرب الأصيل في مختلف ألوان الغناء اليمني والدان الحضرمي خاصة وكان ومازال فارس رهانه الرابح ..
بكته القلوب قبل العيون يوم رحيله في العام 2004م ..
أحمد يسلم زبير الشهير ب/ بدوي زبير مطرب شنف الآذان وخفقت له القلوب وتفرد فنانا وشاعرا وملحنا ومهندسا ونجارا .. أجاد رقصة الزربادي صعبة المراس أجاد العزف على آلتي الكمان والناي الى جانب تميزه في العزف على آلة العود  فكانت أغنياته التي كتب كلماتها خالدة في قاموس الغناء ... أهوال " ومن يعلم اليوم سري ووداعا ياسماوات المحبة وكفى يادهر وغيرها كثر ... لحن لفارس الكلمة الحبيب الراحل / حسين المحضار الكثير من الأغنيات بينها .. ليله معك في تريم .. لأجلك أنت عشقت الغيل وخطفت قلبي لإنك ماتخاف .. وتفنن في أداء أغنيات شاعرالدان الراحل حداد بن حسن الكاف و أبدع في أغنيات ثنائي الوادي الشاعر الراحل عبد القادر الكاف وملحن الروائع  المبدع الممتع / حسن باحشوان .. فكان تكامل الثلاثي الكبير في أجود أغنياته لقب بجوهرة الطرب وراعي المحبة ومطرب الأجيال ... 
تسارعت خطوات حياته فكان نسيما دايم الأسفار بين مختلف مدن حضرموت ودول الخليج وليبيا والولايات المتحدة الإمريكية ينثر رحيق عبيره هنا وهناك ...
          تسمعه وهو يتعملق في أداء أغنية " يشوقني برق " كأنه عصفور يغرد بين أغصان الشجر ويأتي غناء الدان الحضرمي عنده في المقام الأول وكان أفضل من يغني أغاني الدان ويجيد تفاصيلها .. كان إنموذجا للفنان والمطرب الحقيقي وحالة خاصة مرت على تاريخ الطرب والأصالة الحضرمية وستنتظر حضرموت طويلا لتنجب بدوي زبير آخر لأن أبوصالح فنان بمواصفات خاصة وخاصة جدا ...
مازال عشاق الطرب الى اليوم يتحسرون على رحيل هذا الموهوب الذي قالها : وداعا ياسماوات المحبة وداعا ..بعد نكران الأحبه وداعا ...
ودعنا مسرعا كما أتانا مسرعا فلم نرتوي بعد من نهر إبداعه الكبير ولم يكمل ذائقتنا الفنية بعد وأهوال تأتيك من حيث لاتدري .. 
رسم للدان الحضرمي خطا بيانيا جديد ومنحه كامل إهتمامه وأضهر ألحانا إنتثرث في الساحة الفنية وغناها مجددا بصوته العذب وأداءه المميز وروحه المرحة 
ينتزع الآهات من بين الضلوع وهو يتسلق سلم الموسيقى بتروي ونغمات متناسقة تقشعر لها الأبدان وآه ماأجملك وأروعك أيها الفارس الخالد في القلوب .. 
أبوصالح كان مبدعا بمواصفات إنسانية نفتقدها في هذا الزمان الردي ..
بسط نفوذه على الساحة الفنية بموهبته الكبيرة فكان سفيرا فوق العادة للوادي ولمدينته وموطن عشقه وكنانه / شبام / العالية المكينة الجميلة ... وكان صوته يصدح عاليا فوق ناطحات السحاب الحضرمية فيتردد صداه في ربوع الوادي الخصيب ليحرك الوجدان والأشجان ويتغلغل داخل الروح يزلزل المشاعر ليعلن عن صاحبه إنه إبن الزبير بدوي المتعة والأنغام الساحرة رجل الإنسانية والمقام العالي راعي المحبة والألحان البديعة الخالدة ..
رحل بدوي ورحلت معه الأنغام الجميلة .. رحل جوهرة الطرب عن دنيانا ولم ترحل سياجاه وإبداعاته التي خلدتها الذاكرة للأجيال القادمة لتستمتع بكل جميل صنعه وصبغه في قلوب عشاقه ومحبيه في حضرموت وخارجها ..
سنذكرك ونتذكرك كثيرا و طويلا وسنظل نردد على الدوام روائعك ونستمع لصوتك كلما إشتقنا للطرب الأصيل والصوت الجميل ونتحسر على زمن مضى كنت فيه التاج والصولجان وراعي المحبة والوفاء والأصالة .. 
تغشاك رحمة رب العرش العظيم وغفرانه ياحبيب كل القلوب ....

الأكثر قراءة