ماذا بقي لنا من ذكرى 7/7 ؟!

Sunday 07 July 2019 6:17 am
ماذا بقي لنا من ذكرى 7/7 ؟!
----------
كتب / ناصر عوض لزرق
تمثل 7/7/2007م الذكرى الأولى لانطلاقة الثورة الجنوبية المطالبة باستعادة الأرض التي سلبت بقوة السلاح على يد قوات نظام صنعاء في 94م ونهب وسلب كل مقدرات وثروات الجنوب .
استطاعت ثورة 7 يوليو من أن توحد الشعب الجنوبي على كلمة وقول واحد في محاربتها لمن غزاها وقتلها ونهب ثرواتها، وجعلت الجميع على قلب رجل واحد .
لم يتلك الجنوبيين أي سلاح أو قوة وإنما خرجوا بصدور عارية وبمطالب سلمية تنادي باستعادة دولة الجنوب وانفصالها عن الجمهورية العربية اليمنية .
ظل الجنوبيون ومنذ يوليو 2007م متحابين ومتآخين وهدفهم واحد وزادت حرب الحوثيين على الجنوب مطلع 2015م من تماسك وتعاضد الجنوبيين ومثلوا العنوان البارز في التلاحم في مواجهة العدو وكانوا العنوان الأبرز لدى العالم ببطولاتهم .
انتهاء حرب مارس وهزيمة الحوثيين وطردهم من المحافظات الجنوبية كانت النقطة الفاصلة وأخر سطر في حكاية المطالب الواحدة الجنوبية في التحرير والاستقلال وانحرفت هذه المطالب واصبح كل يغني على ليلاه .
 
انحراف المطالب والانجرار خلف المصالح
انتهت حرب الحوثيين على المحافظات الجنوبية وامتلك الجنوبيين القوة والسلاح وصار باستطاعتهم أن يقيموا دولتهم التي ظلوا طوال ثمان سنوات وهم يبحثون عنها، غير أن المعادلة تغيرت وصار كل منهم يبحث عن مصالحه وعبر شعار القضية الجنوبية .
انقسم الجنوبيون وصار كل منهم يخون الأخر ويرى أنه الممثل الأحق بالقضية الجنوبية، فصارت هناك المجالس والمكونات التي لا ترى أحد سواها أحق بتمثيل الجنوب وقضيته العادلة .
اختلف الجنوبيون فيمن يعتبرونه حليفاً لهم فذهب البعض صوب الشرعية وانضم الأخر لصف التحالف العربي وانتقل الآخر إلى جاني إيران وعمان وغيرها من الدول، وصار كلاً منهم يرى الآخر يمشي في الطريق الذي يرجعهم إلى باب اليمن وينصب نفسه الممثل للقضية الجنوبية .
خمس سنوات ولا زال الجنوبيين يبحثون عن القيادة التي تستطيع أن تمثل القضية الجنوبية وتعيد لهم دولتهم التي تعتبر اليوم في متناول أيديهم بعد أن امتلكوا السلاح والقوة التي تفنن نظام صنعاء في استخدامها لقمع المسيرات والتظاهرات الجنوبية منذ انطلاقتها في 2007م .
لم يتبقى للجنوبيين اليوم سوى الإعلام التي ترفعها قياداتها في مهمة الاسترزاق بها واسم القضية الجنوبية من أجل توسعة النفوذ والأرصدة في حسابهم الشخصي، ليتمكنوا أن يقضوا على ما انطلقت بها ثورة 7/7 وتصير في خبر كان .
تفنن الجنوبيون في مهاجمة بعضهم البعض والصاق صك التهم والتخوين وكل ذلك إرضاءً لممولهم ومن يقودهم، تاركين هدفهم الرئيسي والرسمي المتمثل في التحرير والاستقلال والانجرار خلف قوى خارجية لا ترى في انفصال الجنوب مصلحة لها .
 
فماذا بقي لنا اليوم كجنوبيين من ذكرى 7/7 ؟!