هذه اللقطة، وهذا الحدث، و تلك المباراة ، لازلت أتذكر تفاصيلها جيداً رغم إني كنت طفلاً صغيراً يومها، لازلت أتذكر كيف كان يملؤني شعور القهر والحسرة على طرد زيدان، و أنا من كنت أظنه إنه من سيحمل كأس العالم في نهاية المباراة!
لازلت أتذكر مواساه أبي لي بعدها فقد طرد أسطورتي ، و متى في أخر مباراة له وفي نهائي كأس العالم ! ليلتها لم أستطع النوم من فرط الصدمة ، شخصياً أعتبر هذا المشهد أسوأ مشهد في عالم كرة القدم.
لكن في نفس الوقت أعتبره أعظم درس ممكن أن تأخذه من كرة القدم ، فقد كبرت و أدركت أن زيدان عرف إن الكرامة أغلى من الذهب، و أغلى من كأس العالم نفسه ، و إن نخوته وغيرته على عائلته فوق كل الحسابات والاعتبارات ، فوق يوم عرس الوداع ، فوق الصحافة الفرنسية، و فوق المجد!
و إنك إذا ما خيرت يوما ًما بين كرامتك وما بين أي شيء أخر أختر الكرامة دوماً مهما كانت المغريات والعواقب، فالكرامة هي أما المكسب الحقيقي أو الخسارة الحقيقية.
شكراً لك زيزو لم تكتفي فقط بأعطانا متعة فوق الخيال عند مشاهدتك تدلل معشوقتك الساحرة المستديرة ، ولم تكتفي بتحقيق كل البطولات والالقاب الفردية والجماعية ، بل و أعطيتنا أيضاً درسا مهما جداً في الحياة .
ناصر بامندود
