#الضالع .. انتصارات في مواجهة الدبابات وهزائم في حرب الخدمات

Tuesday 29 October 2019 2:57 pm
#الضالع .. انتصارات في مواجهة الدبابات وهزائم في حرب الخدمات
----------
 
المهندس الضالعي : الوضع في الضالع سيّء والمسؤلين مهملين المدينة و مهتمين بمصالحهم 
الضالع / تقرير | عادل حمران 
المدينة التي صنعت النصر للجنوب ، واحتفلت بأول انتصار عسكري ضد المليشيات الحوثية هُزمت أمام أكوام القمامة وطفح المجاري و عانى سكانها من ترد كبير في الخدمات ، ومنذ سنوات وشوارع المدينة مكدسة بالقمامة و مليئة بالحيوانات الضآلة و مياه المجاري التي باتت يوميا تختلط بحياة المواطنين و طرقاتهم ، حتى اعتادت أعين سكان المدينة على رؤية تلك المناظر. وقد أضحت جزءاً من المشهد اليومي في حياتهم، يلتمسون طريقهم وسطها قفزاً على ألواح خشبية أو فوق أحجار يضعون أطراف أصابع أقدامهم عليها للمرور والتنقل بين حي وآخر.
#مشاكل قديمة 
قد لا تصدق عزيزي القارئ بأن الضالع لا تملك مقلب قمامة ولا أحواض للصرف الصحي ، وهذا السبب الرئيسي للمشكلة التي أرقت حياة الناس ، وكل ما تملكه المدينة أراضي قاحلة تم إيجارها كـ مقلب للقمامة لعدة سنوات وبسبب التوسع العمراني تم البناء بالقرب منها وساهم السكان في منع سيارات النظافة من الوصول الى المكان بل تعرضت لاطلاق نار عدة مرات ، وهذا ما فاقم المشكلة وساهم في تشويه وجه المدينة وبات صندوق النظافة عاجز عن إيجاد مقلب يساعدهم في تحسين وجه الضالع العابس .
مشاهد وصور صادمة انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي لشوارع الضالع و أزقتها وهي مكدسة بالقمامة و مغمورة بمياه المجاري وبدورنا نزلنا إلى الضالع وبحثت المشكلة مع قادة السلطة المحلية و المجلس الانتقالي و جهات الاختصاص ، بحثاً عن الاجابة عن الأسباب التي أدت إلى أن وصل مستوى النظافة في المدينة إلى هذه الدرجة من التدهور المريع ؟
مدير مكتب النظافة و التحسين الاستاذ عبدالسلام الجعبي ، تحدث بالقول المشكلة ليست وليدة اللحظة بل ممتدة منذ سنوات حيث تفتقر الضالع إلى مقلب للقمامة و شبكة للمجاري ، وكل ما عمله المسؤولين السابقين تأجير مقلب قمامة بـ 300 الف ريال شهريا و أحوض للمجاري عبارة عن أراض زراعية بـ 150 الف ريال شهريا ، وبسبب الانفجار السكاني بات المقلب السابق يقع على مقربة من منازل جديدة للمواطنين ويتم منع سيارات النظافة من الوصول اليه وهذا ما عرقل عملنا و تركنا عاجزين عن تحقيق اَي شيء في ملف النظافة . 
وبشأن مياه الصرف الصحي أوضح الجعبي أن المدينة لا تملك شبكة مجاري حقيقية حتى الآن مشيرا أن كل ما تملكه هو شبكة بدائية أنجزها المواطنون ومالكوا المحلات التجارية  بأنفسهم في عام 1998م حيث بدأ التاجر محمد علي الوداد بعمل شبكة مجاري من المدينة إلى الفجير بحجم 12 هنش وتم الربط اليها من العرشي و حافة كلد و الرباط بعضها بحجم 16 هنش مما وضع عجز أمام الشبكة إضافة إلى تخريب متعمد برمي حجار إسمنتية  و أكياس بلاستيكية و مكدسات القمامة وإطارات الدراجات بهدف افساد الشبكة وطفح المجاري.
وتابع الجعبي قائلاً: قدمت إلينا عدد من المنظمات منها الصندوق الاجتماعي و الصندوق الدولي و مركز الملك سلمان وعملوا دراسات و وعدونا بتجهيز احواض مجاري و شبكة داخلية ولكننا لم نجد مكان حتى الآن لتنفيذ المشروع فكل منطقة تمانع من عمل الأحواض بالقرب منها وتم إيقاف المشروع عدة مرات رغم ان الميزانية كانت موجودة و الدراسة جاهزة . مشيرا أنه قام باجراء دراسة اخرى ويبذل جهود متواصلة لإقناع المواطنين وسيتم البدء بالمشروع اذا ما كتب لهذه الجهود النجاح مشيرا أن نجاح المشروع سيظهر الضالع بملامح اجمل وبشكل يبعث على السرور .
#معاناة و عبث 
صندوق النظافة و التحسين جزء من المشكلة لكنه عمود الحل إلا انه يعاني حيث يعمل دون ميزانية تشغيلية و ايرادات الصندوق تذهب الى أياد عابثة  ناهيك أن عمال النظافة ايضا مشكلة بحد ذاتهم فرواتبهم الزهيدة لا تكفي اجرة مواصلاتهم من منازلهم إلى أماكن العمل حيث لا يتجاوز راتب الموظف 50$ شهريا ، وهذا بعد الزيادة التي أعلن عنها الرئيس عبدربه منصور هادي ، مما جعل نصف الموظفين يبحثون عن أعمال اخرى او يتجهون إلى السلك العسكري فيوجد قرابة 280 موظف و موظفة لا يعمل منهم إلا 120 موظف في عموم مديريات الضالع ، وهذا ما أكده الجعبي ؛ حيث أشار بانه لا يملك ميزانية تشغيلية وان هناك قوات تابعة للمقاومة لم يسميهم تسيطر على ايرادات صندوق النظافة و التحسين مستندين عن القوة العسكرية ولَم يجدوا من يمنعهم حتى الآن . 
واسترسل الجعبي بان المعوقات أمامهم كثيرة حيث تم فرض عشرات الموظفين الذين لا يعملون بل يستلمون رواتبهم الى البيوت فقط لأنهم من أبناء المدينة ، وآخرون تَرَكُوا أعمالهم و توجهوا نحو السلك العسكري نظرا لتدني رواتب النظافة ولا تفي بتوفير ولو جزء من متطلبات الحياة اليومية للعمال .
#كارثة بيئية 
غياب المقلب و احواض المجاري في الضالع وضع المدينة امام كارثة بيئية حقيقية ساهمت في انتشار الأوبئة و الأمراض المختلفة وشوهت منظرها حيث تحول شارع المدينة اليتيم إلى مقلب كبير للقمامة وبات موطن لتكاثر الحشرات و الأبقار و الحيوانات الضالة التي تتخذ من تلك الأكوام طعام لها و تتشاطر اكياس القمامة و بقايا الطعام وتسكن وسط الشارع دون اعتراض من احد بل اصبح المشهد طبيعي وبات الناس يتعايشون مع واقعهم الجديد .
لم نكتفي بما قاله مدير صندوق النظافة بالضالع بل توجهنا بالسؤال لرئيس انتقالي المحافظة العميد عبدالله مهدي والذي تحدث بالقول :" أساس المشكلة هو مقلب القمامة لاسيما أن مالك المقلب اخل بالاتفاق و منعهم من احراق القمامة فيه رغم وجود عقد ايجار سابق مع صندوق النظافة بالاضافة الى اصحاب الطريق يحاولون ابتزاز صندوق النظافة حيث منعوا سيارات النظافة من الوصول إلى المقلب ، مضيفا بأنهم يعملون الى جانب السلطة المحلية و محافظ المحافظة من اجل حل المشكلة التي فاقمت حياة الناس في الضالع ولا حل إلا بإيجاد مقلب للقمامة بعيد عن منازل السكان .
وطالب مهدي من كل الأصوات التي تنتقد دون معرفة إلى مساعدتهم و العمل معهم من اجل إيجاد الحلول فالانتقاد سهل ولكن الصعب هو العمل داعيا كل من يهمه أمر الضالع الى مساعدتهم في نظافتها و تحسين وضعها و ترميم جراحها فما زالت الدماء تنزف يوميا ". ، 
#إهمال و فساد 
المنظمات المحلية و الدولية تسعى الى صناعة حلول نهائية لمشاكل المواطنين و خصوصا في اعداد و تأهيل البنية التحتية و الضالع ليست استثناء إلا انها لم تجد عقول حقيقة و مسؤولين بحجم المسؤولية التي على عاتقهم ، في عام 2009م كان لدى الضالع منحة تقدر بمليون و 200 الف دولار لعمل شبكة داخلية و احواض مجاري ولكن المواطنين رفضوا المشروع متعذرين بأنها تقع قرب منازلهم رغم انها كانت مخططة في احد الشعاب البعيدة الا ان المسؤولين حينها عجزوا عن إقناع الناس بأهمية المشروع وحاجة المدينة له .
المهندس محمد عبدالله الضالعي اتهم المسؤولين بالتواطؤ و إهمال أعمالهم و السعي وراء مصالحهم  مشيراً ان وضع النظافة ايّام المدير السابق فارس المحرابي أفضل مما هي عليه اليوم وحمل المسؤولية بدرجة رئيسية إلى محافظ المحافظة اللواء علي مقبل  و مدير عام التحسين في محافظة الضالع الاستاذ عبدالسلام الجعبي ، مضيفا بأن يجب على الانتقالي الجنوبي الضغط و وضع آلية عمل وفرضها على السلطة المحلية لكي تنتشل الضالع من الوضع المزري الذي تعيشه اليوم ".
وتابع المهندس " يجب على المجتمع مساندة الجهات العاملة وتذليل الصعوبات أمامها و مطالبتها بالقيام بواجبهم لأن المواطن هو المتضرر الاول واذا استمر الصمت سيتفاقم الوضع من السيء إلى الاسواء ، هناك ملايين الريالات يتم استقطاعها من رواتب الامن و الجيش أين تذهب ؟ لماذا لا يستفيدون بجزء بسيط منها في تحسين وجه المدينة للقيام بالعمل و لشراء مقلب قمامة ، للأسف ملايين الدولارات رجعت الى البنك الدولي للمرة الثالثة تقريبا بسبب عجز السلطة عن توفير مقلب قمامة ، الكثير لا يعرفون بان البنك الدولي سينفذ مشاريع المجاري والاحواض و الطرق وغيرها على حسابهم وميزانيتها متوفرة, فقط هي بحاجة إلى من يطرق أبوابهم و يذلل مهمتهم .