تبادر إلى مسامع العديد من الصيادين التقليديين في المناطق الساحلية بأن الشركات المحلية المصدرة للأسماك والكائنات البحرية الأخرى في عدن سوف تتوقف عن استلام الحبار وأنواع أخرى من الأسماك، إلا أن الحبار او كما يعرف محلياً باسم (البنجيز) يظل هو حديث الشارع في الوقت الحالي.
ويعود السبب في ذلك إلى حالة الخوف والهلع التي تجتاح الصين بسبب فيروس كورونا، والذي أصاب بلاد المليار ونصف مليار مواطن بحالة شلل شبه تام، وما أن أعلنت الصين حالة الطوارئ وأقدمت على إتخاذ القرار بالتوقف عن إستلام الصادرات الخارجية اي كان نوعها، وكذا التوقف عن تصدير منتوجاتها وصناعتها للخارج.
حتى بدأت العديد من الدول التي تربطها علاقات تجارية مختلفة مع الصين، باخذ الحيطة والحذر في الأمور المتعلقة بالاقتصاد وما يوليه هذا الجانب من مقومات تساهم في النهوض بالدول، وأمر كهذا اوصل بعض الشركات المحلية المصدر للأسماك والكائنات البحرية الأخرى في عدن عن توقفها لإستلام الحبار من الصيادين، والسبب في ذلك يعود إلى توقفها عن تصدير الحبار إلى الصين، وتعتبر الصين من أكبر الدول إستيراداً للحبار من اليمن.
وعلى الرغم من أن هناك بعض الدول الشرق آسيوية التي تستورد الحبار والأسماك من اليمن إلا أن حالة الخوف التي تجتاح العالم بسبب الأخبار المتداولة حول هذا الفيروس قد تجعل الكثير من الدول تحدوا حدو الصين، خاصة وأن الصين تمثل شريان حياة للكثير من تلك الصادرات التي تصل اليها .
ثمَ تقوم هي بتصديرها إلى دول اخرى تحت مايعرف بالتصدير ذات القيمة المضافة، وما إن وصل خبر كهذا إلى المناطق الساحلية حتى سادت حالة من اليأس والاحباط فئة معينه من الصيادين، وتحديداً الصيادين الذين يصطادون الحبار إما بطريقة الاقفاص (السخاوي) أو بطريقة الغوص أو بالجلب، إذ قام بعض الصيادين بإخراج الأقفاص الخاصة بهم من البحر بشكل تام والعودة بها إلى الساحل، وفي الوقت الذي يتحدث فيه الكثير عن توقف الشركات المحلية من استلام الحبار من قبل المندوبين التابعيين لتلك الشركات في المناطق الساحلية، فإن بعض الشركات تزعم على الاستمرار في إستلام الحبار، ولكن بسعر أقل مما كان يحصل عليه الصياد من قبل.
وبين قرار عدم الإستلام والتصدير من قبل الشركات المحلية، وبين إمكانية استلامها للحبار بأسعار أقل من السابق، ظهر إستفسار وبقوة من قبل الصيادين، وذلك حول الأسباب التي أدت إلى تراجع وأختفاء الحبار في بداية هذا العام، وهذا مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية، حيث يرجح السبب في تراجع إنتاج الحبار في بداية العام الحالي، إلى ظهور وتواجد قناديل البحر في مياه خليج عدن بكميات كبيرة لم يسبق لها مثيل من قبل، الأمر الذي جعل قناديل البحر تلك تدخل في أقفاص الحبار بدلاً من الحبار، حيث تقوم قناديل البحر تلك بأكل الحبار وبيضها.
فما إن يبدأ الحبار بوضع البيض بين جنبات الاقفاص، وكذا بالأشجار التي يتم وضعها داخل الاقفاص وتستخدم كطعم يعمل على جذب الحبار لدخول إلى الاقفاص حتى تبدأ قناديل البحر تلك بآكلها، الأمر الذي جعل الحبار يتراجع ويختفي من مياه خليج عدن بشكل تدريجي، وهذا منذُ بداية شهر يناير، ويأتي هذا التراجع والاختفاء للحبار في الوقت أو الشهر المعروف عنه بأنه الاكثر إنتاجاً واصطياداً للحبار في خليج عدن.