قبل أيام قليلة قادتني قدماي، إلى مبنى السفارة اليمنية في العاصمة الهندية "نيودلهي" للمرة الأولى بعد 9 أشهر من تواجدي فيها لغرض العلاج، حاملًا عدة استفسارات، أهمها: (كيف تم السماح لعدد من المصابين بفيروس كورونا بالمغادرة إلى اليمن في رحلة يوم الجمعة الماضي (10 يوليو الجاري ؟ رغم علم السفارة ومكتب اليمنية بحالتهم).
لكن ما لم يخطر ببالي وأنا اقطع مسافة طويلة تصل لأكثر من ساعتين للبحث عن إجابة تنهي حالة الاندهاش والتعجب من هكذا فعل (غير إنساني ولا أخلاقي)، إنني سأجد باب السفارة مؤصدًا أمامي، بحجة انتشار الوباء في الهند وخشية أن يصاب أحد أعضاء السفارة (المبجلين)، بالوباء، (هكذا قيل لي !!).
الحراسة الهندية نقلت للرجال المتمترسين خلف أسوار حديدية محكمة، تساؤلاتي ليخرج لي احدهم ويدعى (محمد الشرعبي) ويخاطبني من وراء الستار الحديدي، ليقول: (نعتذر لعدم السماح لك بالدخول لأننا متخوفين من إن أحدًا من اليمنيين ينقل لنا الوباء !! ).
الصدق قلت في نفسي: وماله فهم رجال دولة وسلامة رؤوسهم وحياتهم من أي أذى ومكروه مقدمة علينا نحن "الغوغائية" عديمي الأهمية، ولسان الحال: ( فليحيا السفير وليُمت الشعب ).
فقط، تمنيت لو أن السفارة كممثلة للحكومة، كانت حريصة على سلامة طاقم الطائرة والمسافرين في تلك الرحلة وأهالي المصابين والمجتمع اليمني عموما الذي لا تنقصه المزيد من الأوجاع والآلام، كحرصها على سلامة طاقمها المبجل حتى وهي تقدم نفسها قالب كوميدي سخيف.
أجزم يقينًا أن ما حصل لو كان في دولة غير اليمن، لتم تقديم السفير وطاقم العمل معه ومسؤولي مكتب اليمنية للمحاكمة، على اعتبار انهم تغاضوا عمدًا عن عمل مشين يمس ويعرض حياة الكثير لخطر الإصابة وربما الوفاة، لكن مشي حالك أنت في اليمن.
من صفحة الصحفي
شكري حسين
