السيناريو المرجح لمعركة مارب بين قوات الجيش اليمني المسنودين بالمقاومة الشعبية ومليشيا الحوثي وموقف السعودية

Wednesday 23 September 2020 6:37 am
السيناريو المرجح لمعركة مارب بين قوات الجيش اليمني المسنودين بالمقاومة الشعبية ومليشيا الحوثي وموقف السعودية
----------
كشف مركز كارينجي للشرق الأوسط، عن السيناريو المرجح لمعركة محافظة مارب بين قوات الجيش اليمني المسنودين بالمقاومة الشعبية ومقاتلات التحالف ومليشيا الحوثي وموقف السعودية من ذلك في سياق ثلاثة سيناريوهات قد يفضي إليها الصراع بالمحافظة.
ورجّح المركز أن تستطيع القوات الحكومية من صد هجمات الحوثيين وإبقاء المعارك في إطار المراوحة، وهذا السيناريو الأول الذي قال المركز إنه الأكثر احتمالًا نظرًا للدفاع المستميت للقوات الحكومية، وحرص السعودية على عدم سقوط مأرب بشكل كامل في مثل هذا التوقيت.
وذكر أن المعركة قد تظل مفتوحة وحالة الاستنزاف مستمرة في مأرب، لكنه قال إن الوضع قد لا يطول، خصوصًا إذا حدثت متغيرات في مسار المفاوضات بين الحوثيين والسعودية، واستطاعت الرياض من خلالها ترتيب أمنها الحدودي.
وأوضح المركز أن الوضع قد يتغيّر في حال قدمت السعودية دعماً نوعياً للقوات المناوئة للحوثيين ودفعت بفتح جبهات القتال الأخرى.
أما السيناريو الثاني فيتمثل في سقوط مأرب بيد الحوثيين، واستبعد المركز هذا السيناريو خلال الفترة الحالية، لكنه قال إن حدوثه لن يتم دون وقوع خسائر بشرية هائلة لدى طرفي الصراع.
وقال إن حدوث هذا السيناريو يفتح الباب على مصراعيه أمام حروب المحافظات الجنوبية الشرقية، خصوصًا محافظتي حضرموت والمهرة، والتي لن يتوانى الحوثيون في التوجه صوبهما.
وأضاف بأن هذا الاحتمال إن حدث سيفقد السعودية نفوذها على الأرض في الداخل اليمني، لكنه في المقابل سيتحول إلى حرب استنزاف كبيرة بالنسبة للحوثيين، ذلك أن حيازة جغرافية واسعة قد يكون عامل ضعف لا قوة، خصوصًا أن هذه المناطق ليست حواضن أساسية للحوثيين.
وتوقع المركز سيناريو ثالث للصراع في مأرب يتمثل في حدوث تفاهمات بين القوات الحكومية والحوثيين تتوقف بموجبها المعارك ويُعاد ترتيب المشهد في المحافظة وفق التغييرات الجديدة التي فرضتها المواجهات العسكرية الأخيرة.
لكنه استبعد هذا السيناريو بسبب شدة الخصومة بين الطرفين وانعدام الثقة بالاتفاقات التي تبرم في ساحات المعارك، والتي تنهار بصورة سريعة، إضافة إلى أن السعودية لن تقبل بهذا الأمر إذ ترى في تسوية كهذه خروجاً عن إرادتها، وهو أمر لا تستطيع القوات الموالية للحكومة دفع ضريبته خلال هذه الفترة.
وأشار المركز إلى المأساة الإنسانية للصراع في مأرب، إذ يُواجه مئات الآلاف من النازحين الذين يسكنون مأرب والمنتشرين في مخيمات النزوح، كارثة حقيقية نتيجة اقتراب المعارك باتجاههم في ظل غياب الموقف الدولي المسؤول لإيقاف هذه الكارثة.
وتدور معارك عنيفة بين الجيش ورجال القبائل من جهة والمليشيا المدعومة ايرانيا، من جهة ثانية منذ أكثر من أربعة أشهر في ثلاثة اتجاهات، خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى.