يتقدم الحوثيون بخطى متسارعة صوب مديرية عسيلان الغنية بالنفط بعد انسحاب مليشيات الإخوان المسلمين وتسليم مواقع عسكرية عديدة في محافظة شبوة, ويتزامن هذا مع تهاوي جبهات الشرعية أمام ضربات الحوثيين في مأرب .
ومع اقتراب الحوثيين من مديرية الجوبة على بعد 30 كيلو متر من مركز مدينة مأرب أصبح الحوثيون قاب قوسين او أدنى من قطع إمدادات الإخوان بين شبوة ومأرب, ويسعى الحوثيون للوصول إلى سواحل البحر العربي لما لذلك من أهمية إستراتيجية على المستوى العسكري والاقتصادي حيث سيتيح لهم هذا الموقع تصدير ما ينهبوه من النفط إلى الأسواق العالمية وتوفير خط إمداد مباشر للسلاح مع تركيا وإيران .
وأكد مراقبون ان الخطر الحوثي الاخواني لا يتوقف عند تهديد الجنوب كقضية وشعب بل يمثل تهديدا حقيقيا لأمن البحر العربي وباب المندب والخليج العربي ومصر ويدعون إلى تشكيل موقف عربي داعما للقوات الجنوبية التي تحارب منفردة قوى التطرف الإرهابي إلى جانب ممارسة مزيدا من الضغط على الإخوان لتنفيذ اتفاق الرياض وسحب قواتهم من وادي حضرموت لملاقاة الحوثيين في مأرب .
مؤامرة حوثية اخوانية:
وأدرك أبناء شبوة اليوم حجم المؤامرة الحوثية الاخوانية على محافظتهم وشاهدوا كيف أصبحت في ليلة وضحاها جحافل الغزو تدنس مناطقهم دون أدنى مقاومة من القوات الشرعية المحسوبة على الإخوان, وتعد محافظة شبوة من اغني المحافظات اليمنية الغنية بالنفط حيث تنتج يوميا قرابة 50 ألف برميل وقدرت مصادر اقتصادية ما يتم نهبه إلى جيوب الإخوان من القطاعات النفطية في محافظة شبوة بما يصل إلى 3 مليون دولا يوميا
و قال الخبير العسكري والمحلل السياسي, العميد ثابت حسين, "كان منتظر تحرير صنعاء من الحوثيين وفي مراحل لاحقه لاحظ ان الحوثيين يتقدموا بينما تسلم لهم مواقع كانت قد حررت وسلمت للجيش الوطني, فإذا بنا نرى ان قوات الجيش الوطني المسيطر عليها من قبل حزب الإخوان تسلم مواقعها في كلا من محافظتي البيضاء ومأرب الحدوديتين مع محافظة شبوة الجنوبية وهذا ما سهل للحوثيين اجتياح ثلاث مديريات بيحان,عين, عسيلان وسلمت قوات الجيش مواقعها لأغراض سياسية ليس من بينها قوانين الحرب ولا الدفاع عن مأرب ولا البيضاء ".
وتابع "الحوثيين يتجهون نحو حقول النفط الغزيرة في سبوة ويتجهون لقطع الطريق الدولي على قوات الشرعية الموجودة في مأرب في الطريق الدولي الذي يربط محافظة مأرب بمحافظة حضرموت وفي هذه الحالة تعتبر مأرب محاصرة من جميع الجهات, وهناك أهداف سياسية تتمثل في تقديم خدمة مجانية للحوثيين مقابل خدمات قدمها الحوثيون سابقا في تعز وفي مناطق أخرى تابعة للإصلاحيين, وأيضا تهدف إلى إرباك المشهد السياسي الذي تمثل بالتوافق بعد ضغوط شديدة مارسها الانتقالي والمجتمع الدولي على عودة الحكومة لتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين في عدن والجنوب متمثله بخدمات الكهرباء والمياه والمرتبات".
وأردف "الخطوات التي أقدم عليها الحوثيون بالتعاون والتراخي من جانب القوات التي يسيطر عليها حزب الإصلاح تؤثر على عمليات التحالف بشكل عام, ويفترض ان المعركة تكون معركة التحالف العربي لأنه دخل بأهداف معلنة منها قطع يد إيران وإرغام الحوثيين على التخلي عن انقلابهم وسيطرتهم على السلطة وعودة الشرعية وإذا لاحظنا مسار هذه الحرب أين نحن من هذه الأهداف فعلى التحالف العربي متمثل بالمملكة العربية السعودية معنية بالحوثيين والضغط على الإخوان والقوات الجنوبية".
علاقة غير معلنة:
قال الكاتب العربي, سليم النجار "تم عسكرة الاحتجاجات المدينة من قبل الحوثيين والإخوان المسلمين وهناك علاقات غير معلنة مابين الحوثيين والإخوان المسلمين والإيرانيين والأمريكان واعتقد ان الاتفاقات التي حدثت "تحت الطاولة" مابين الحوثيين والإخوان هي اتفاقات تبادل خدمات ومنافع على أساس تقاسم السلطة, وهناك مؤامرة دولية على تقسيم اليمن وهي بين مد وجزر".
السياسة الامريكية:
وأكد العميد ثابت "مشكلة الأمريكان أنهم متخبطون في سياساتهم وتصرفاتهم فهم يتعاملون مع الحوثيين أنهم سلطة أمر واقع واقرب الى العلمانية والانفتاح على عكس تيارات السنة وهذا خطا كبير , فالأخير الحوثيين والإخوان هما وجهان لعملة واحدة وهو "التطرف" و"القتل" و"الإرهاب" ثانيا ان الحوثيون جزا لا يتجزأ من النظام الإيراني ويشكلون الذراع الأقوى لإيران في المنطقة العربية, ويدرك الأمريكان أن إيران تهدد وتزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة ومع ذلك لا ينظرون إلا من زاوية الأمن الإسرائيلي وامن مصالحهم مع أن مصالحهم الاقتصادية الحيوية موجودة في الخليج والسعودية واليمن هي بوابة جنوبية بالنسبة للسعودية" "وقطر تعلب دور الوسيط وينظم التقارب الحوثي الإصلاحي فكلاهما تجتمع مصلحهما معا في تهديد الأمن القومي العربي وتهديد مصر والسعودية ".
تأثير حضرموت :
استغرب مراقبون ان الجيش الوطني مازال متمركزا في وادي حضرموت وفي شبوة وفي شقرة ثلاثة مواقع إستراتيجية جنوبية , وهذه القوات لا تقاتل الحوثيين بل تستعد للانقضاض على القوات الجنوبية التي تسيطر سيطرة مطلقة على عدن وما حولها وتتواجد في حضرموت والهدف الأساسي لهذه القوات هو تعطيل أي استقرار للوضع الأمني والخدمي والمعيشي في محافظات الجنوب وهي إستراتيجية حزب الإصلاح وهي تخدم وتطابق تماما مع سياسة الحوثيين , المعركة في شبوة ليست سهله فمساحتها 4الاف كيلو متر مربع وتتكون من 17 مديرية فقبائلها لن تستسلم للحوثيين وسوف يقاومون ومعركة شبوة جنوبية وهي معركة التحالف وهي معركة مفصلية لأي طرف .
قال احمد عطا, الباحث في منتدى الشرق الأوسط.."حزب الإصلاح عندما تحرك الى شبوة تحرك في مسارين مسار التمكين الاقتصادي والعسكري بدعم أطراف خارجية قطر وتركيا والتمكين العسكري تم تنفيذه من خلال تكوين خلال حول عدن من خلال صناعة الحشد الشعبي اليمني , والتنظيم الدولي لا يمكن ان يتنازل عن خطته وهو السيطرة على الممرات البحرية وهذه الخطة تم إدراجها في اللجنة لعليا التي تظم الثلاثي التنظيم الدولي لجماعة الإخوان وتركيا وقطر".
وتابع "هناك سيطرة على الموارد النفطية ومحافظ شبوة قام بالتحرك ومساعدة حزب الإصلاح في تأسيس ما يعرف بمينا قنا والهدف منه التحرك في مسارين وهي أنابيب بحرية لوصول النفط الممنهج إلى شركات دولية بالإضافة إعداد أرصفة بحرية لتفريغ المشتقات البترولية وهذا يعني ان حزب الإصلاح اليمني قد تحرك في إطار تمكين عسكري وحشد شعبي من الفصيل العسكري , التنظيم الدولي يعلم أهمية الممرات المائية ودور قطر تعلم وهي تهيمن وتسيطر على الموانئ في الصومال مقابل عدن".