تعتبر مدينة جدة من ابرز المدن في منطقة الخليج العربي بشكل عام وفي المملكة العربية السعودية بشكل خاص، هذا وتضم المدينة أيضاً ميدانًا رائعًا ومميزًا يحتوي على تحف فنية اكثر من رائعة. لكن هذا التصميم اختفى منذ سنوات فما قصته؟
صمم ميدان جدة المميز في المملكة العربية السعودية الاسباني خوليو لافونتي والذي وصل إلى جدة في مطلع السبعينات كمهندس معماري، ليقوم المهندس محمد سعيد فارسي بتوكيله تخطيط ادارة التنسيق الحضري ومن ثم طلب منه ادارة برنامج التجميل الطموح، لاسيما وأن الفارسي كان لديه فكرة مميزة وهي ترميز الميادين والدوارات بأعمال فنيّة وجمالية أيقونية الأمر الذي يضفي طابعاً جمالياً على المدينة.
انصرفت جهود لافونتي في أعمال اللاندسكايبنغ والتنسيق الحضري، فصمم للمدينة حدائقها ونوافيرها وعناقيدها وسلاسلها الشجرية في الطرقات ونسّق لها كورنيشها الجديد. وفي عام 1975 اراد لافونتي وضع بصمته الخاصة على مدينة جدة فكانت باكورة اعماله الفنية، نافورة في حي الحمراء – قبل ان تتوالى الاعمال في الإثني عشر سنة التالية لتفوق الثلاثين عملاً، هي الأبرز والأغزر لأي فنان في جدة. هذا واستعمل لافونتي مواد أولية يستخدمها الشعب السعودي في مدنية جدة في حياتهم اليومية.
صمّم لافونتي النوافير في مدينة جدة بأشكال محليّة الطابع فجاءت على شكل دلال القهوة، وجرار الماء، وقطعة المرشّ المستخدمة في الضيافة بالموروث المحلي، كما ونحت لافونتي أبيات قصيدة جدة الخالدة للشاعر حمزة شحاتة، وقد اعتمد على طائرات الداكوتا عند خروجها عن الخدمة بالخطوط السعودية ووظفّها كتذكار في احد الميادين العامة.
وعند تنقله على طرقات مدينة جدة لاحظ لافنوتي امراً لم يعجبه على الإطلاق حيث استاء من طريقة القيادة المتهورة لبعض مستخدمي الطرق في جدة، لذلك أقدم هذا المهندس الاسباني على تصميم دواراً شهيراً بالكورنيش تتداخل فيه السيارات بشكل ساخر كنوع من الإحتجاج، وقد وضع خمسة سيارات متداخلة في مكعب ابيض، كأنها ارتطمت بالحائط.
يعتبر مكعب السيارات المطل على البحر الاحمر ومن تصميم خوليو لافونتيني والذي هو عبارة عن مكعب خرساني به 5 سيارات تحفة فنية يجب أن تكون مرشد إلى الكثير من الناس لاسيما بسبب كثرة الحوادث والسرعة الجنونية لقائدي المركبات في مدينة جدة.
لكن منذ عام، أزالت أمانة جدة هذا المكعب وقيل إنه نقل إلى مكان آخر، ولم يعرف ما هو هذا المكان.