أمقت فرنسا البلد سياسيًا وتاريخيًا، ولكنني أشجع منتخبها منذُ طفولتي، وسأفعل نفس الشيء في المونديال المرتقب بعد أيام، وسأبقى وفيًا للديوك، ولا أغير أنتماءاتي حتى الكروية اليوم وغدًا وإلى الأبد!
ففرنسا تاريخيًا بلدٌ عنصريًا مقيت، حينما يحتل بلدًا يحاول طمس هويته، وخلعه عن ثوابه، وعندما تثور الشعوب المحتلة ضدهم ترتكب بحقهم أفظع الجرائم ولنا في الجزائر خير مثال! وإلى الآن خيرات وثروات بعض الدول الإفريقية تمتصها وتقتات منها فرنسا، لذا لا تتعجب حينما تعلم بأن فرنسا تمتلك رابع أكبر احتياطي في العالم من حيث الذهب وهي ليست بغنية به! وأكبر معلم سياحي يرمز إلى فرنسا "برج إيفل" حديده منهوبًا من جبال الجزائر!
والطائرة المشؤومة التي أوصلت الخميني إلى كرسي الحكم كانت قد جاءت منها، إضافةً إلى موقف رئيسها الحالي ماكرون من الرسوم المسيئة للنبي محمد ﷺ، ومحاربتهم للحجاب رغم زعمهم بأنهم بلد الحريات!
ولكن يبقى لفرنسا بعض المواقف الطيبة مع العرب كموقفهم من رفضهم لاحتلال العراق بشدة وعدم تأييدهم له، وصراخ الرئيس الأسبق جاك شيراك في وجه عناصر الأمن الصهي.وني عندما أراد مصافحة الفلسطينيين أثناء زيارته للقدس، وكل هذه المواقف الطيبة حدثت في عهد الرئيس جاك شيراك!
وكرويًا أحببت فرنسا منذُ صباي والسبب الأكبر هو أسطورتي " زيزو " زين الدين زيدان هو المتسبب الأول بتوريطي بعشعقهم الأمر الذي أتعبني ذهنيًا وكرويًا حين وهنت قوتهم وفي وقت ركاكة نتائجهم من نهاية 2006 إلى 2016 وهي العشرية الكروية السوداء للمنتخب الفرنسي، والسبب الآخر لتشجعي لهم كمية اللاعبين المسلمين في كلّ جيلٍ من منتخبهم، فحين كنت صغيرًا كان الكثير من أقراني يشجعون فرنسا، ولكن حينما هزلت عافيتهم رأيتهم نفسهم يقولون نحن نشجع اسبانيا، المانيا، الارجنتين، البرتغال! أما أنا ولدت وفيًا وسأموت كذلك، ولا أتلون تبعًا للموضة، ولا انحاز للطرف الأقوى، إنما أتشبث بمن اخترت، فكما يقول أحد المعلقين العرب:
" العاشقون لا يغيرون من يعشقون "
وختامًا معظم الدول الأوروبية لها تاريخ اجرامي لا يقل سوءًا عن فرنسا، فلا تكونوا ملكيين أكثر من الملك ، وتذكروا كلمات الشوالي عن تشجيع المنتخبات ، شجعوا واستمعتوا بكأس العالم بدون مبالغة وتعصب للغرباء فهذا يريدها لميسي والآخر لكريستيانو وكلّ يغني على ليلاه، واعلموا أنه مثلما قيل: "إذا زاد الشيء عن حده، انقلب إلى ضده."
هي بطولة للاستمتاع وتخفيف وطأة ضغوط الحياة فقط.