من لاعب كان يحاول برشلونة التخلص منه خلال بداية الموسم، إلى عنصر لا غنى عنه في تشكيل تشافي هيرنانديز.. الهولندي فرينكي دي يونج، نجم وسط البلوجرانا، الذي جاء من أياكس في صيف 2019 بتطلعات هائلة، اصطدمت بتلاشي حقبة الجيل التاريخي للفريق الكتالوني.
فمنذ رحيل تشافي هيرنانديز القائد السابق، ومن بعده أندرياس إنييستا، بدأ برشلونة في رحلة البحث عن مايسترو جديد في وسط الملعب، ليستقر على دي يونج، الذي تلألأ تحت قيادة إريك تين هاج في نسخة أياكس المذهلة عام 2019، والتي حُرمت من لعب نهائي دوري أبطال أوروبا، بفضل ريمونتادا توتنهام التاريخية في نصف النهائي.
وبالفعل، انتقل دي يونج إلى قلعة كامب نو، ليجد نفسه ضمن صفوف فريق مهلهل، غير مستقر، يعاني من مشاكل مادية، ومن استقدام صفقات دون المستوى، فريق لا يضم نجومًا سوى الأسطورة ليونيل ميسي، الذي تركه هو الآخر، ليفقد البرسا بريقه تمامًا.
وفي ظل الأزمات المالية التي عانى منها البرسا، حاول مسؤولو الفريق الكتالوني، التخلص من اللاعب الهولندي مطلع الموسم الجاري، من أجل الهبوط بحد الرواتب، وتوفير سيولة مالية لإتمام صفقة البرتغالي برناردو سيلفا، نجم وسط مانشستر سيتي، بناء على طلب تشافي.
ومع ذلك، فقد تمسك دي يونج بعدم الرحيل، ورفض العروض المقدمة لضمه من مانشستر يونايتد وتشيلسي، وأعلن نيته صراحة في الاستمرار، خصوصًا بعد تدعيم الفريق بعدد من الصفقات المميزة، التي من شأنها أن تعيد البرسا لسابق عهده.
ورأى دي يونج أنه تحمل الكثير خلال السنوات العجاف الماضية، وليس من المنطقي أن يرحل في الوقت الذي بدأ فيه برشلونة استعادة شخصيته.. إذ راهن على قدرته في إقناع تشافي على أهميته، إلى أن تحول لعنصر لا غنى عنه، لدرجة أن المدرب قرر تغيير طريقة اللعب لتشمل وجود 4 لاعبين وسط من بينهم دي يونج في التشكيل الأساسي.
فمع اعتياد برشلونة على اتباع طريقة 4-3-3 في الموسم الماضية، قرر تشافي الاعتماد على الرباعي سيرجيو بوسكيتس، وبيدري جونزاليس، وبابلو جافي، إلى جانب دي يونج في وسط الملعب، مع بعض التكليفات الهجومية لواحد من الثنائي بيدري أو جافي.
وبالفعل، شارك دي يونج في 30 مباراة هذا الموسم في جميع البطولات، من مجموع 36 لقاءً خاضه الفريق، وسجل هدفًا وصنع اثنين.
ويضع تشافي آمالًا كبيرة على اللاعب الهولندي في لقاء الكلاسيكو المقبل أمام ريال مدريد، والمقرر له مساء الخميس، على ملعب سانتياجو برنابيو، في ذهاب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا، خصوصًا مع تأكد غياب بيدري عن اللقاء.
ومن المحتمل أن يلجأ تشافي لجافي كخيار هجومي ثالث إلى جوار رافينيا وأنسو فاتي، مع الاعتماد على دي يونج في وسط الملعب رفقة سيرجيو بوسكيتس وفرانك كيسي.
هذا على الصعيد الفني، أما على صعيد القيادة، فإن دي يونج يعتبر من عناصر الخبرة في الفريق، والتي يضع عليهم تشافي آمالًا كبيرة، خصوصًا في ظل اعتزال جيرارد بيكيه في وسط الموسم، وغياب روبرت ليفاندوفسكي للإصابة.
