يعد بيب جوارديولا أحد أبرز المدربين في القرن الحالي، بعدما حقق عديد الإنجازات رفقة برشلونة وبايرن ميونخ ومانشستر سيتي.

بدأ الإسباني مسيرته من القمة، بعدما استهل خطواته في عالم التدريب على مستوى الدرجات الأعلى في يوليو / تموز 2008، بتولي مهمة المدير الفني للعملاق برشلونة، الذي كان مدججا بنجوم على شاكلة ليونيل ميسي وتشافي هيرنانديز وأندرياس إنييستا وصامويل إيتو وتيري هنري وكارليس بويول.

وبعد ذلك نال المدرب الكتالوني في يوليو / تموز 2013 مهمة رفيعة أخرى، رفقة كبير ألمانيا وحامل لقب دوري أبطال أوروبا آنذاك، بايرن ميونخ. 

وحينها كان البافاري يملك تشكيلة قاهرة، يكفي القول إنها سحقت برشلونة في نصف نهائي دوري الأبطال 2013 بنتيجتي 4-0 و3-0 ذهابا وإياب قبل التتويج بذات الأذنين.

فالبايرن كان يتسلح وقتها بأسماء لامعة في مقدمتها الحارس الأسطوري مانويل نوير والقائد فيليب لام فضلا عن توماس مولر والثنائي الرهيب آريين روبن وفرانك ريبيري. 

وفي يوليو / تموز 2016، انتقل جوارديولا لتدريب مانشستر سيتي في وجود كتيبة يتزعمها هداف النادي التاريخي سيرجيو أجويرو، والساحر البلجيكي كيفن دي بروين.

وخلال تدريب العمالقة الثلاثة أنفق بيب أكثر من 1.5 مليار يورو على جلب صفقات تعينه على كتابة سطور إنجازاته، في نقطة كانت مثار جدل بين جماهير الكرة. 

وهنا يبرز عنوان الحلقة الثامنة من سلسلة "ماذا لو"، وهو: "ماذا لو لم يملك جوارديولا كتيبة نجوم في كل فريق يقوده؟".




ألقاب بالجملة.. ولكن!

توج "الفيلسوف"، كما يروق لعشاقه أن يطلقوا عليه، بـ36 بطولة متنوعة، 14 مع برشلونة، 7 خلال قيادة بايرن، و15 قابلة للزيادة في قلعة الاتحاد معقل مانشستر سيتي.
 
ويحتل بيب بهذا الكم الهائل من الألقاب، المركز الثاني تاريخيا في قائمة المدربين المتوجين بالبطولات، خلف أيقونة مانشستر يونايتد السير أليكس فيرجسون الذي نال 49 لقبا.

ومن المؤكد أن المدرب يلعب دورا كبيرا في تحقيق البطولات، إلا أنه لا يمكن أيضا إغفال جودة العناصر التي تحسم الألقاب في كثير من الأحيان بإبداعها الفردي.

فبالنظر مثلا إلى الـ3 ألقاب دوري الأبطال التي حققها بيب، تتضح بالتأكيد أفكار المدرب الرائعة، لكن يبرز إلى جانبها عدة لقطات فردية حاسمة من نجوم ذوي جودة عالية.

فبالعودة لكلاسيكو نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2011 على ملعب سانتياجو برنابيو، نجد أن المباراة كانت متأرجحة، وحينما كانت تشير نتيجتها للتعادل السلبي، انشقت الأرض عن ليونيل ميسي الذي انطلق من نصف الملعب مراوغا كل من قابله حتى هز شباك إيكر كاسياس، في لقطة فتحت طريق اللقب.

وقبل ذلك بعامين وفي نفس الدور، أحكم الهولندي جوس هيدينك رفقة تشيلسي قبضته تكتيكيا على برشلونة بيب بملعب ستامفورد بريدج، وكان البلوز قاب قوسين أو أدنى من بلوغ النهائي، وسط أداء تحكيمي جدلي، قبل أن يطلق أندرياس إنييستا قذيفة "غدارة" منحت البارسا تذكرة النهائي، ليكمل بعدها موسم السداسية التاريخية.

وفي نهائي النسخة الماضية من دوري الأبطال قدم إنتر بقيادة سيموني إنزاجي أداء فنيا مميزا أمام مانشستر سيتي، إلا أن لاعب الوسط المدافع رودري أنقذ بيب بهدف من تسديدة منحت السيتيزنز اللقب.

ولو كان جوارديولا لا يملك هذه الأسماء وغيرها، فمن المؤكد أن هذه الحصيلة الكبيرة من البطولات كانت ستقل بالتأكيد.

Watch: When Andres Iniesta Broke Chelsea Hearts

ملك الدوريات

خلال 14 موسما تدريبيا لجوارديولا، حقق الإسباني لقب الدوري 11 مرة، في إسبانيا وألمانيا وإنجلترا.

وتوضح هذه الإحصائية المميزة نقطة قوة بيب في البطولات "ذات النفس الطويل"، إلا أنه أيضا لا يمكن إغفال أن الحظ حالفه فيها بتدريب 3 عمالقة.

فلو افترضنا أن جوارديولا بدأ مسيرته مع خيتافي مثلا بدلا من برشلونة، ثم انتقل لتدريب ليفركوزن في ألمانيا وإيفرتون في إنجلترا، فمن المؤكد أنه كان سيستغرق عديد السنوات من أجل إثبات قدراته التدريبية ونيل فرصة تدريب فريق من الصف الأول، وبالتالي كانت هذه الحصيلة ستتأثر بالتأكيد.

عبقري؟

يصف العديد من المتابعين، جوارديولا بالعبقري، بالنظر لنظرته التكتيكية المميزة، وأسلوبه الهجومي الجذاب.

ولكن هنا لا يمكن إغفال أن ابتكارات بيب، في كثير من الأحيان، احتاجت لأسماء فريدة حتى تثبت نجاحها.

فعلى سبيل المثال فكرة المهاجم الوهمي في برشلونة لم تكن لتحقق هذا النجاح المبهر، إلا بوجود موهبة بحجم ليونيل ميسي.

وتحويل أسلوب اللعب مع بايرن من 4-2-3-1 إلى 4-1-4-1 بوجود تياجو ألكانتارا فقط أمام الدفاع، لم يكن ليفلح إلا بوجود عناصر تكتيكية مرنة للغاية، تستطيع تنفيذ أدوار مزدوجة.

فالمدرب استخدم مع بايرن في كثير من الأحيان، الظهير فيليب لام كوسط ميدان، والارتكاز خافي مارتينيز كقلب دفاع والظهير دافيد ألابا كجناح.

أما مع مانشستر سيتي، فاحتاج بيب لإنفاق ما يزيد عن مليار و200 مليون يورو من أجل جلب صفقات تنفذ أفكاره وتعينه على حصد لقب دوري الأبطال.

وهنا يبرز السؤال "هل كان جوارديولا سيوصف بالعبقري لو لم يحظ بفرصة تدريب كل هذا الكم من النجوم؟ نترك الإجابة لك عزيزي القارئ.

De Bruyne and Haaland have already struck up an impressive partnership