إنجازات تاريخية.. الكرة المغربية تغزو العالم بنجاحات متشعبة

Tuesday 06 August 2024 10:06 am
إنجازات تاريخية.. الكرة المغربية تغزو العالم بنجاحات متشعبة
يمني سبورت :
----------


لم يتمكن منتخب المغرب من مواصلة حلم الوصول إلى نهائي دورة الألعاب الأولمبية "باريس 2024" بعدما خسر في نصف النهائي على يد إسبانيا (1-2).

لكن المنتخب المغربي الأولمبي سيكون لديه فرصة لتعويض إخفاقه في المربع الذهبي، بالمنافسة على الميدالية البرونزية عند ملاقاة شقيقه المصري، الذي خسر أيضا أمام فرنسا (1-3) بعد التمديد لشوطين إضافيين.

وقدم منتخب المغرب نتائج ومستويات ممتازة منذ بداية مشواره في أولمبياد باريس، حيث نجح في التأهل للأدوار الإقصائية بعد تصدر مجموعته على حساب الأرجنتين.

ويعد هذا امتدادا للطفرة التي تعيشها الكرة المغربية على كافة المستويات مؤخرا، مما يؤكد أن ثمة تخطيط مسبق لتحقيق نجاحات عالمية بمختلف الأصعدة.

بزوغ السيدات

في صيف 2022، استضافت المغرب بطولة كأس أمم أفريقيا للسيدات بمشاركة 12 منتخبا.

واستطاعت سيدات المغرب تحقيق نتائج رائعة منذ بداية البطولة، إذ حققن العلامة الكاملة بالتأهل كمتصدرات للمجموعة الأولى بعد الفوز بـ3 مباريات على حساب السنغال، بوركينا فاسو وأوغندا.

سيدات المغرب

واستطاعت نجمات المغرب المضي قدما نحو المباراة النهائية بعد الإطاحة بسيدات بوتسوانا ونيجيريا قبل انكسار حلم التتويج بالخسارة أمام جنوب أفريقيا (1-2) في المحطة الأخيرة.

وفي كأس العالم للسيدات 2023، تواصلت النتائج المميزة لمنتخب المغرب بحصد 6 نقاط في دور المجموعات، بالتساوي مع كولومبيا، ليتأهلا معا إلى مراحل خروج المغلوب.

لكن نساء المغرب اصطدمن بقوة المنتخب الفرنسي، الذي استطاع قهرهن برباعية دون رد، ليودعن المونديال من دور الـ16.

مربع الذهب

لم يكن إنجاز سيدات المغرب أفضل ما حققته الكرة المغربية في آخر عامين، بل استطاع منتخب الرجال أن يقدم أفضل ما لديه عند مشاركته في كأس العالم 2022.

رجال المدرب وليد الركراكي فاجأوا العالم بتصدر المجموعة السادسة على حساب كرواتيا، بلجيكا وكندا، بحصد 7 نقاط.

وربما ظن كثيرون أن هذه الصدارة جاءت على سبيل الصدفة، لكن أسود الأطلس استطاعوا مواصلة المفاجآت بإقصاء إسبانيا من دور الـ16.

بعد ذلك، جاء دور البرتغال في دور الـ8، لينجح يوسف النصيري في إرسال المغاربة إلى المربع الذهبي برأسية أبكت الأسطورة كريستيانو رونالدو ودمرت حلمه المونديالي.

 

وأصبح المغرب بذلك أول منتخب عربي وأفريقي يصل إلى نصف نهائي المونديال على مدار التاريخ.

لكن حلم بلوغ النهائي تبخر على يد فرنسا مجددا بعد الخسارة (0-2)، ليتحول إلى المنافسة على البرونزية، التي ضاعت أيضا بالخسارة أمام كرواتيا.

جودة الأفراد

طفرة الكرة المغربية لا تقتصر على التخطيط والنجاح الإداري فحسب، بل ترتكز أيضا على جودة اللاعبين والأفراد، سواء لاعبين أو مدربين.

يظهر ذلك في تألق عدد من اللاعبين المغاربة في ملاعب كرة القدم حول العالم، سواء في أوروبا أو آسيا، وكذلك أفريقيا.

فالسنوات الأخيرة شهدت إسهام حكيم زياش في تتويج تشيلسي بطلا لدوري أبطال أوروبا عام 2021، فيما يقدم أشرف حكيمي أفضل مستوياته في ملاعب القارة العجوز، سواء مع باريس سان جيرمان أو إنتر ميلان وبوروسيا دورتموند، ليصنف ضمن أفضل اللاعبين في مركز الظهير الأيمن.

أما الحارس المميز ياسين بونو، فاستطاع إثبات نفسه على الساحة العالمية، سواء مع إشبيلية الإسباني، المتوج معه بطلا للدوري الأوروبي مرتين، أو مع المنتخب الوطني، حيث لعب دورا بارزا في الإنجاز المونديالي بجانب تألقه حاليًا مع الهلال السعودي.

الأمر ذاته ينطبق على النصيري في رحلته مع إشبيلية، بتأثيره الملحوظ بأهدافه التي جلبت لقب اليوروبا ليج للفريق الأندلسي، وقادت المغرب للمربع الذهبي.

كما عاش أيوب الكعبي موسما تاريخيا مع أولمبياكوس اليوناني، قاده خلاله للتتويج لأول مرة في تاريخه بطلا لدوري المؤتمر الأوروبي، بعدما سجل 11 هدفا بنفسه في المسابقة.

بينما قدم سفيان رحيمي أفضل مستوياته في الموسم المنصرم، ليقود العين الإماراتي للتتويج بطلا لدوري أبطال آسيا بعدما سجل 13 هدفا بنفسه، قبل أن يؤكد تألقه في الأولمبياد باعتلاء الصدارة برصيد 6 أهداف.

رحيمي

وعلى صعيد المدربين، لمع الركراكي في السنوات الأخيرة مع نادي الوداد عبر قيادته لقنص لقب دوري أبطال أفريقيا قبل عامين، لينتقل بعدها لمنتخب المغرب، الذي قاده لإنجاز المونديال التاريخي، لينافس على جائزة أفضل مدرب في العالم.

وعلى صعيد الكرة الآسيوية، كان للمدرب المغربي حسين عموتة دورا في إنجاز تاريخي آخر لمنتخب الأردن، بقيادته لبلوغ نهائي كأس آسيا 2023 لأول مرة بعد عروض فنية نالت إعجاب الملايين حول العالم.

وسار عبد الحق بن شيخة على درب مواطنيه بقيادة اتحاد العاصمة الجزائري لقنص لقب الكونفدرالية الأفريقية 2022-2023، وقبلها قاد نهضة بركان للقب السوبر الأفريقي.

منظم المونديال

نجاحات المغرب داخل أرض الملعب انتقلت إلى خارجه، بقدرة البلاد على إقناع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بتنظيم كأس العالم 2030 بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال.

وظل مسؤولو المغرب متمسكين بحلم تنظيم المونديال، الذي كاد يتحقق عام 2010 لولا تفوق جنوب أفريقيا بفارق ضئيل في التصويت.

وتكاتفت الجهود، بداية من مسؤولي الحكومة حتى القائمين على الجامعة المغربية لكرة القدم، وعلى رأسهم فوزي لقجع، الذي يبذل جهدا مضنيا من أجل تحقيق النجاحات على كافة الأصعدة، قاريا وعالميا.

وبالفعل، أصبح المغرب على موعد تاريخي بعد 6 سنوات فقط، ليصبح ثاني بلد عربي وأفريقي يتمكن من استضافة أكبر بطولة في كرة القدم، أملا في إثبات قدرة البلاد على مجاراة البلدان التي نجحت في تنظيم المونديال، بعد تجارب مصغرة على مستوى كأس العالم للأندية.