أعاد رونالد كومان مدرب منتخب هولندا الجدل الذي أثير صيف العام الماضي بشأن جدوى انضمام لاعبين من أندية أوروبية كبرى إلى الدوري السعودي.
وكان انتقال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو التاريخي، وما بعده من ميركاتو غير مسبوق في صيف 2023 واجه عاصفة انتقادات من بعض المدربين ومسؤولي أندية أوروبا بشأن اللعب في السعودية.
ورغم أن التجربة العملية أثبتت قدرة العديد من اللاعبين على الحفاظ على مستوياتهم والاستمرار أيضا مع منتخباتهم بل وتحقيق الإنجازات، إلا أن كومان قرر أن يسبح مع تيار إنكار الاعتراف بجودة الدوري السعودي وتنافسيته، التي أجبرت عدة مدربين على إعادة حساباتهم والإقرار بأن اللعبة في المملكة دخلت مرحلة تطور كبيرة.
وهاجم كومان اللاعب الدولي الهولندي ستيفن بيرجيوين بعدما قرر ترك أياكس أمستردام للانضمام إلى اتحاد جدة هذا الصيف في صفقة قدرت بنحو 21 مليون يورو.
ورأى المدرب أن قرار اللاعب يفتقر للطموح، معتبرا أن قصته انتهت مع المنتخب الهولندي.
رد بيرجوين
رد بيرجوين على كومان وفند مزاعمه بشأن الطموح، كما انتقد المدير الفني على تسرعه في الحكم على التجربة، إذ لم يكلف نفسه عناء التواصل الشخصي مع اللاعب، وهاجمه في الإعلام.
كومان والرد العملي
ترد تجارب النجوم الأوروبيين في دوري روشن السعودي للمحترفين على ما قاله كومان بشكل عملي، فمنهم من نجح في الحفاظ على مستواه وأكثر بعد الانضمام للدوري السعودي.
ويتقدم هؤلاء الإسباني إيمريك لابورت مدافع النصر السعودي، الذي توج مع لاروخا بلقب "يورو 2024".
واعتمد المدرب دي لافوينتي على لابورت بصفة أساسية، رغم امتلاكه عناصر أخرى من نجوم الليجا.
ولم يلتفت مدرب إسبانيا للمقارنات بين الدوري السعودي ونظيره الإسباني أو غيره من دوريات أوروبا الكبرى، بل لكفاءة اللاعب نفسه.
وأثبت لابورت هذا الأمر في الملعب، وبرهن على أنه لم يشارك أساسيا من فراغ، وقدم مستويات مميزة للغاية.
بطل أوروبا لم يكن وحده الذي لفت الأنظار، فديدييه ديشامب مدرب منتخب فرنسا المعروف بتحفظه في الإشادة بلاعبيه، كال المديح لنجولو كانتي لاعب خط الوسط.
وانضم كانتي صيف العام الماضي لاتحاد جدة، وكان أحد أبرز لاعبي فرنسا في اليورو ونال جائزة رجل المباراة مرتين في مشوار الديوك بالبطولة.
وأكد كانتي قدراته الهائلة رغم تجاوزه 30 عاما ولا يزال يقدم أداء مميزا، رغم مزاعم قلة تنافسية الدوري السعودي.
رونالدو النموذج
يعد كريستيانو رونالدو النموذج الأبرز في التجربة السعودية، فقائد النصر السعودي، لا يزال ركيزة أساسية في منتخب البرتغال، ويواصل هوايته في صيد الشباك وتعزيز أرقامه القياسية.
القيمة الفنية الكبيرة لرونالدو وقدرته على الحفاظ على مستواه، ولمسته التهديفية الحاضرة دائما جعلته يفرض نفسه على قائمة البرتغال، بجانب دوره كقائد.
ونجح رونالدو مؤخرا في تسجيل الهدف رقم 900 في مسيرته بعدما هز شباك كرواتيا خلال الفوز 2-1، في دوري الأمم الأوروبية.
كما يضم الدوري السعودي عدة نجوم يرد مستواهم عمليا على ادعاءات كومان، مثل الروماني نيكولاس ستانشيو لاعب ضمك الذي قص شريط أهداف يورو 2024، وقاد منتخب بلاده لتحقيق نتائج خارج التوقعات، بتصدر المجموعة والتأهل لثمن النهائي.
كذلك ميريح ديميرال مدافع تركيا وأهلي جدة الذي قدم أداء جيدا مع منتخب بلاده، بل وسجل أيضا في مشوار التأهل لدور الثمانية.
ينطبق الأمر نفسه على نيمار دا سيلفا نجم الهلال الذي استطاع أن ينضم للمنتخب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد أشهر قليلة من انضمامه للزعيم، لكن لعنة الإصابة بالرباط الصليبي أبعدته عن الملاعب.
لكن حديث نجوم السيليساو السابقين والحاليين – من بينهم روماريو – عن أهمية نيمار بالنسبة لراقصي السامبا، يؤكد أن جودة اللاعب وإمكانياته لم تتأثر بالانضمام للدوري السعودي.
