"أحاول دائما الحفاظ على عملي ووكيلي الوحيد هو الاجتهاد على مدار 28 عاما"، تلك هي الكلمات الأخيرة التي خرج بها البرتغالي لويس كاسترو قبل إقالته بساعات قليلة من تدريب النصر السعودي.
النصر اتخذ القرار بعد تعادله مع الشرطة العراقي، بنتيجة (1-1)، أول أمس الإثنين، في افتتاح مباريات "العالمي" ببطولة دوري النخبة الآسيوي، ليرحل عن تدريب الفريق بعد 14 شهرا قضاها على رأس القيادة الفنية.
كاسترو لم يخرج بهذه الكلمات للمرة الأولى فحسب، بل اتبع ذلك الأسلوب على مدار توليه مهمة النصر، والغريب أن المدرب البرتغالي لم يقم بأي إجراء للحفاظ على عمله كما ذكر في العديد من المناسبات.
تحدى المنطق
الحقيقة هي أن النصر تحت قيادة كاسترو لم يعرف طعم الألقاب المحلية أو القارية، بخسارة جميع البطولات الممكنة خلال الموسم الماضي، بالإضافة للسوبر السعودي على يد الهلال بالشهر الماضي.
واكتفى النصر بتحقيق لقب البطولة العربية مطلع الموسم الماضي، ومن بعدها لم يصعد لمنصات التتويج في أي مناسبة، بسبب عدم اعتراف كاسترو بالأخطاء التي يعاني منها الفريق، والتأكيد دائما على قوة "فارس نجد".
ولكن في الواقع، إذا نظرت كمشجع أو عاشق لكرة القدم، ستجد أن النصر بلا هوية طوال 14 شهرا، وأغلب انتصاراته جاءت باجتهادات فردية من اللاعبين الذين جاء على رأسهم الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وبدلا من العمل على الأخطاء الدفاعية والنواقص الهجومية والسيطرة على غرفة خلع الملابس، قرر كاسترو تحدي الجميع ورفض جميع النصائح والانتقادات المنطقية التي تعرض لها، وواصل تبرير سوء المستوى.
هذا إضافة إلى عدم احتواء لاعبيه في الأوقات الصعبة، فهو كان يجعل الأمور أكثر صعوبة بضغط إضافي، عن طريق تصريحاته التي انتقد فيها بعض الأخطاء الدفاعية وظاهرة إهدار الفرص، وهي أمور من اختصاصه كان من المفترض أن يعالجها.
كاسترو يقطع يد رونالدو
رحيل كاسترو جاء متأخرا، حيث كان من المفترض أن يتم التخلص منه عقب نهاية الموسم الماضي الذي فشل فيه محليا وقاريا، ولكن رونالدو قدم له يد المساعدة وأوصى الإدارة بضرورة استمراره، حسب التقارير الصحفية.
ورغم خسارة السوبر على يد الهلال في الشهر الماضي، بنتيجة (1-4)، إلا أن "الدون" ساعده مجددا ووقف كحائط صد أمام الإدارة من أجل استمراره مواطنه.
وتوقع البعض أن يستغل كاسترو دعم رونالدو، ولكن المستوى استمر في التراجع دون أي تحسينات، رغم الصفقات التي جلبها النادي في الميركاتو الصيفي الأخير.
وتسبب عناد كاسترو وعدم العمل على الأخطاء التي عانى منها الفريق، في قطع يد المساعدة التي قدمها له رونالدو، حيث كان يتطلع أسطورة ريال مدريد لاستمرار مواطنه في القيادة الفنية، خوفا على استقرار الفريق، ولكنه ضرب بذلك عرض الحائط واستمر في التبرير وعدم معالجة الأزمة.
رجل قتل نفسه
لم يترك المدرب البرتغالي أي مجال للإبقاء على خدماته، حيث خسر النصر 5 ألقاب في 14 شهرا، متمثلة في السوبر المحلي مرتين والدوري السعودي وكأس الملك ودوري أبطال آسيا بواقع مرة لكل منهما.
كذلك كان الفريق صاحب ثاني أضعف خط دفاع بين سداسي المقدمة في الدوري السعودي، وعدم تحقيق أي انتصار على الهلال محليا، فضلا عن سوء مستوى العديد من النجوم تحت قيادته.
السنغالي ساديو ماني بعد أن كان أحد أفضل أجنحة العالم، تحول إلى لاعب عادي لم يصنع الفارق كما كان، وهو نفس الحال بالنسبة للبرازيلي أندرسون تاليسكا الذي كان ضمن أسلحة النصر القوية.
فضلا عن عدم تطوير أي لاعب من فريق الشباب من أجل الاعتماد عليه، وهذا على عكس مواطنه جورجي جيسوس، مدرب الهلال الذي ساهم في تطور بعض العناصر الشابة أمثال عبدالله الحمدان ومحمد القحطاني وحسان تمبكتي وغيرهم من المواهب.
والكارثة الأكبر، تتمثل في عدم سيطرته على غرفة خلع الملابس، حيث ارتكب أكثر من لاعب عدة أخطاء قوية لم يتم معاقبته، وغيرها من القرارات الفنية التي تدخل فيها بعض النجوم مثل رونالدو، بحسب تقارير صحفية عدة.
كل هذه الكوارث تدل على أن كاسترو لم يحافظ على عمله كما تحدث من قبل، ليطبق على نفسه مقولة "رجل قتل نفسه"، وذلك بعد تخلص إدارة النصر من خدماته.