يعد علي البليهي، مدافع الهلال، أحد أشهر لاعبي الجيل الحالي في الكرة السعودية، بسبب تدخلاته العنيفة والصدام المستمر مع النجوم، سواء مع فريقه أو منتخب بلاده.
وتصدر البليهي في بعض الفترات محركات البحث على مستوى العالم، بسبب الشهرة التي اكتسبها من الصدام مع النجوم، ولكن بعد فترة من اتباع هذا الأسلوب، تراجع مستوى اللاعب وأصبح يكلف فريقه العديد من المخالفات.
وتسبب هذا الأمر، في تدخل البرتغالي جورجي جيسوس، المدير الفني لفريق الهلال، حيث ظهر البليهي بصورة مغايرة تماما خلال الموسم الجاري على عكس السنوات الماضية.
تدمير النجوم
تعمد البليهي في السنوات الماضية، الصدام مع النجوم سواء بالتدخلات العنيفة أو افتعال الأزمات معهم، وهو ما أثار جدلا كبيرا حول العالم.
مونديال قطر 2022، كان شاهدا على واحدة من أشهر الصدامات في تاريخ علي البليهي، عندما قرر الاشتباك مع الأسطورة ليونيل ميسي خلال مواجهة الأرجنتين في الجولة الأولى التي انتهت بفوز "الأخضر" (2-1).
وذهب البليهي للاشتباك مع ميسي، بعدما سجل المنتخب السعودي الهدف الثاني، وذلك بسبب سخرية النجم الأرجنتيني من "الأخضر" في بداية المباراة.
والغريب أن ميسي لم يعلق على ما فعله البليهي واكتفى بنظرات ساخرة، وذلك لأنه كان لا يفهم ما يقوله المدافع السعودي والذي تحدث معه باللغة العربية، كما ذكر في وقتٍ سابق، لأنه لا يجيد الإنجليزية أو الإسبانية.
وبخلاف ميسي، فقد شهدت البطولة ذاتها، اصطدام البليهي مع المهاجم المخضرم روبرت ليفاندوفيسكي خلال مواجهة بولندا في دور المجموعات، ولكن الأخير نجح في إسقاط نجم الهلال خلال صراع مشترك ودهس يديه، وهو ما استدعى الجهاز الطبي لمعالجته.
وعن هذا الأمر، قال البليهي: "كنت أقول له، أنت أسوأ مهاجم في العالم، وروميلو لوكاكو ولويس سواريز أفضل منك، وذلك باللغة العربية وليس الإنجليزية".
ولم يكتف بهذا الحد، حيث شهد الموسم الماضي دخوله في العديد من الصراعات مع الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد النصر، سواء بتدخلات عنيفة أو افتعال الأزمات معه.
في البداية، تغاضى رونالدو عن النظر إليه أو الرد على أفعاله، واكتفى بابتسامات ساخرة، قبل أن ينفجر غاضبا ضده خلال نصف نهائي السوبر السعودي بالموسم الماضي، حيث قرر النجم البرتغالي الاعتداء عليه عبر ضربة قوية بالمرفق، تسببت في سقوط البليهي، ليخرج "الدون" مطرودا.
وتعرض بعدها البليهي لحملة هجوم قوية، بسبب تصرفاته السيئة مع النجوم، ومنها الاعتداء على الكوري الجنوبي سون هيونج مين، خلال ثمن نهائي كأس آسيا الأخيرة، حيث قرر شد شعر نجم توتنهام هوتسبير، بدون أي سبب.
وغير ذلك، فقد اصطدم البليهي مع العديد من اللاعبين بالدوري السعودي، والذين جاء على رأسهم المغربي عبدالرزاق حمد الله، مهاجم الشباب الحالي، حيث تعرض للطرد في مباراة الفريقين بالموسم الماضي من دوري أبطال آسيا.
فضلًا عن ذلك، دخل البليهي في مشاحنات مع جماهير الفرق المنافسة، سواء من خلال الإشارات المستفزة داخل الملعب، كما فعل في الدور الأول من ديربي الرياض في الموسم الماضي، أو من خلال تلميحه بالتصريحات.
تهذيب وإصلاح
اكتسب البليهي شهرة كبيرة بسبب أفعاله مع النجوم، حتى أصبح تركيزه الأول مع هذه الأمور، مما تسبب في ارتكاب بعض الأخطاء التي أدت لاستقبال فريقه العديد من الأهداف السهلة أو تعرضه للطرد خلال مناسبتين بالموسم الماضي.
وتعرض البليهي لطرد مجاني خلال مواجهة النصر في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بالنسخة الماضية، بسبب الصدام مع أيمن يحيى، ليصعب الموقف على فريقه، وهو ما فجر غضب جيسوس وزميليه البرتغالي روبن نيفيز والصربي ألكسندر ميتروفيتش.
فضلا عن الأخطاء الكارثية المتعلقة بوجود مساحات كبيرة خلفه، وفشله في مراقبة بعض اللاعبين، وخاصة المغربي سفيان رحيمي، نجم العين، الذي اعتاد على التألق أمام الهلال في البطولة الآسيوية.
وبعد سلسلة من الأخطاء والأزمات التي ارتكبها البليهي مع النجوم، فقد تفاجأ الجميع بظهوره بشكل مختلف خلال الموسم الجاري، حيث تحسن أسلوبه كثيرا في الحديث مع الحكام، بالإضافة لابتعاده التام عن إثارة المشاكل.
هذا وبالإضافة للتركيز أكثر على لعب كرة القدم وعدم الانسياق وراء الاستفزازات التي يتعرض لها في بعض الأحيان، حتى لا يكلف فريقه بطاقة ملونة، مثلما فعل بالموسم الماضي.
جيسوس لم يتحدث عن التغيير الكبير في شخصية البليهي، ولكنه تدخل في الأمر، نظرا لقدرته الكبيرة على السيطرة في الغرف المغلقة، خوفا من تعرض اللاعب للطرد أو الحصول على البطاقات الصفراء بصورة مستمرة.
ويبدو أن جيسوس فرض بعض التحذيرات على المدافع السعودي، منها الابتعاد عن المشاركة وغيرها من الأمور التي ينتهجها بعض المدربين لتهذيب أخلاق اللاعبين، مما تسبب في تحسن شخصية اللاعب.
رجل جيسوس الأول
رغم مشاركة البليهي المستمرة مع "الزعيم" في الموسم الماضي، إلا أنها لم تكن فعالة بقدر الظهور اللافت بالنسخة الحالية من جميع المسابقات.
البليهي الذي أصبح يركز على لعب كرة القدم، تحسن مستواه بشكل واضح فيما يتعلق بالتمركز وتغطية المساحات التي تظهر بالخط الخلفي، بالإضافة لقدرته على إرسال الكرات الطولية للخط الأمامي.
وأصبح البليهي الرجل الأول لجيسوس في الخط الخلفي، رغم وجود السنغالي كاليدو كوليبالي والمدافع السعودي حسان تمبكتي، بحصوله الدائم على مهمة رقابة النجوم، وهو ما نجح فيه أمام رونالدو والفرنسي كريم بنزيما.
ووصل الأمر إلى أن خبراء كرة القدم ووسائل الإعلام لاحظوا هذه التغيرات الواضحة، حتى تم سؤال البليهي نفسه عن السبب، ليرد قائلا: "أركز فقط على كرة القدم، ومساعدة الفريق بشكل أكبر". وأضاف ضاحكا: "يمكنني العودة للطريقة السابقة، ولكنني أركز حاليا مع الفريق بشكل أفضل".
وظهرت أهمية البليهي أيضًا عندما استبعده الإيطالي روبرتو مانشيني، مدرب منتخب السعودية السابق، من قائمة الفريق في المعسكر الأخير، حيث عانى دفاع الأخضر أمام اليابان، وتلقى هدفين.