----------
حسابات متضاربة بين طموح المدربين وأحلام الجماهير وواقعية الإدارات وحسابات المشككين، فالمدرب الجديد لأي فريق يحتاج للوقت لوضع بصماته على آداء الفريق بإحداث تغيرات في التشكيلة ووظائف اللاعبين وتحديد الأدوار المطلوبة منهم بما يتلائم مع رؤيته، وترميم بعض الصفوف والعمل على الناحية النفسية لتجاوز الصعوبات الشمولية التي تضعها أذرع النادي من جماهير ومحللين ومضللين ومشككين على كاهل اللاعبين، ليكون الوقت طريق المدرب لتجاوز هذه المعوقات وهو أمر يتعارض مع رغبات المتعجلين.
ليجد المدربون الذين لا يُوثقون مشاريعهم التي قدموا لتنفيذها مع الادارات صعوبة كُبرى في تجاوز مرحلة التحضير للمشروع الكروي، كون العلاقة بين جميع الأطراف تحتاج للوضوح بتحديد عنوان المشروع وطرق تنفيذه والمدة الزمنية الموجبة للقياس لمعرفة حقيقة صلاحية المشروع، وهنا يصطدم المدربون مع جماهير الأندية التي يشرفون عليها وبالذات إذا كانت من الأندية الجماهيرية، فهذه الجماهير لا تملك الصبر ولا ترضى بالانتظار لتحقيق البطولات.
وتعتبر فترة الاعداد مرحلة ذهبية للمشككين بالمشروع للهجوم وتوجيه النقد للجهاز الفني ومجلس الادارة، مما يزداد من حدة التأليب على المدربين والإدارات حتى يتعطل المشروع بفضل جماهير عاطفية لا تهتم إلا بالمناكفات، فتصبر مكرهة لسنوات على نتائج غير مرضية ولا تستطيع منح الآخرين فرصة للبناء وتصحيح المسار لتسهيل الوصول للقمة الكروية والمديونية الصفرية.
وفي ظل هذه الضبابية المتوقعة يقع على كاهل مجالس الادارات التصرف بعقلانية علمية لأن حساباتها يجب أن ترتقي لمرحلة الرؤية المستقبلية المسبقة بعيدة الأمل، فتعتمد منح المدرب الوقت والصلاحيات الكافية والقابلة للتطبيق ومواعيد متفق عليها لعمليات التقييم التي تعتمد على الآداء وليس النتائج، وقياس العمل الايجابي والسلبي المرحلي لتعزيز ايجابيات العمل وتجاوز السلبيات لتكون المسيرة أكثر نضجاً وشفافية بين رباعي الادارة والجهاز الفني واللاعبين والجماهير، فيما يتم إخراج هواية التشكيك من الحسابات في هذه المراحل كونهم عامل مُعطل للتطور.
وفي الدوري الأردني ظهر افتقاد الاندية لمشاريع حقيقية لتكون المحصلة باستبدال خمس مدربين في أول خمس جولات نفذتها أربعة أندية ، فالوحدات أقال التونسي قيس اليعقوبي في الجولة الاولى ثم أقال البوسني نيستروفيتش مع نهاية الجولة الخامسة وتعاقد مع جمال محمود، وكذلك استقال جمال ابو عابد مدرب الفيصلي في الجولة الثالثة والبديل الصربي كوريتش، فيما أقال مغير السرحان العراقي حسن كاظم في الجولة الثانية وتعاقد مع حماد السرحان، أما الجزيرة فتخلى عن إسلام جلال لأجل رأفت علي، كل هذا ونحن في البدايات فماذا سيجري في النهايات.؟!
آخر الكلام:
جمال محمود قاد الوحدات للفوز على الحسين اربد، ورأفت على نجح في قيادة الجزيرة لتجاوز السلط بعد حصة تدريبية واحدة لكل منهما مع فريقه، هذا يعطي مدلول بأن مشكلة الفريقين كانت نفسية أكثر منها بدنية وفنية، وعلى الجماهير عدم الاستعجال في تتابع النتائج.