تصفيات كأس العالم 2014 :بدايات ناجحة لكابيللو وفان خال وديشان..

Monday 30 November -1 12:00 am
تصفيات كأس العالم 2014 :بدايات ناجحة لكابيللو وفان خال وديشان..
----------

 



كتب محمد حمادة

هل من مفاجآت في افتتاح تصفيات كأس العالم 2014 الخاصة بالقارة الأوروبية؟.

يمكن القول إن هناك واحدة وتتمثل بتعادل إيطاليا ثانية بطولة أوروبا 2012 خارج أرضها مع بلغاريا صاحبة المركز 89 في التصنيف العالمي 2-2 ضمن المجموعة الثانية التي تضم منتخبين قويين آخرين هما الدنماركي والتشيكي.. وسبق لإيطاليا عندما توجت بطلة للعالم 2006 أن سقطت أمام فرنسا 1-3 في افتتاح تصفيات بطولة أوروبا 2008.

ولكن ما يشفع للمنتخب الذي يدربه تشيزاري برانديللي أنه لعب الدقائق العشر الأخيرة امام بلغاريا بعشرة أفراد إثر إصابة دي روسي في فخذه بعدما استنفد المدرب تغييراته، ومع ذلك عض على النقطة الثمينة بالنواجذ، والشكر كل الشكر لمهاجم فريق روما الأرجنتيني الأصل بابلو أوزفالدو الذي سجل هدفي إيطاليا في مباراته الدولية الثالثة معها هو الذي ولد في بوينس آيريس قبل 26 عاماً.. لم يضمه برانديللي الى المنتخب الذي شارك في بطولة أوروبا قبل أسابيع عدة، ثم جاءته الفرصة مع غياب بالوتيللي الذي خضع مؤخراً لعملية في عينيه.

وعلى سيرة المجنسين أيضاً فإن الفرنسي فنسان لابان سجل هدفاً لقبرص ولكن هذا لم يمنع عنها الخسارة امام ألبانيا 1- 3 ضمن المجموعة الخامسة.

قمة السعادة

وفي المجموعة الثامنة يفترض أن يكون المدرب روي هدجسون في قمة سعادته.. فعلى الرغم من غياب النجم الأول واين روني فضلاً عن أشلي كول وسكوت باركر وأندي كارول فازت انكلترا على موالدفيا بخمسة أهداف نظيفة.. لم يشرك سوى رأس حربة واحد (ديفو) ولاعب وسط هجومي (تشامبرلين) واحد ولكن كل شىء يمكن تعويضه إذا كان الإنسجام متوفراً بين لامبارد وستيفن جيرارد في خط الوسط، وقد سجل لامبارد بالذات هدفين.

كذلك نجح المدرب لويس فان خال في مباراته الأولى مع عودته الى تدريب هولندا حيث هز منتخبه شباك ضيفه التركي بهدفين لفان بيرسي ونارسينغ ضمن المجموعة الرابعة.. توقع البعض مشاركة هونتيلار اساسياً في خط الهجوم، ولكن فان بيرسي هو الذي شارك الى جانب نارسينغ مهاجم أيندهوفن وروبن مهاجم بايرن ميونيخ.. وأجرى المدرب تغييراته شبه شاملة على تشكيلته وفي مختلف الخطوط.

وفي مباراته الرسمية الأولى مع روسيا نجح الإيطالي الشهير فابيو كابيللو، مدرب انكلترا السابق، في قيادة تشكيلته الى الفوز على ايرلندا الشمالية بهدفين مع غياب النجم المعروف أرشافين، ضمن المجموعة السادسة.. واختار كابيللو 6 لاعبين من فريق زينيت سان بطرسبورغ منهم اثنان سجلا الهدفين وهما فيزولين وتشيروكوف.

وضمن المجموعة السادسة أيضاً عانت البرتغال أمام لوكسمبورغ الضعيفة، وقد تقدمت هذه الأخيرة بهدف سجله دا موتا ألفيش بعد 14 دقيقة.. وهذا الأخير برتغالي الأصل، وقد استقر في لوكسمبورغ قبل 10 سنوات وحصل على جنسيتها عام 2007.. لعب دور «الخائن» لدقائق فقط لأن كريستيانو رونالدو أدرك التعادل بعد 27 دقيقة ولأن بوستيغا سجل هدف الفوز في الدقيقة 54.

ديشان والظهور الاول

ونجح ديدييه ديشان في مباراته الرسمية الأولى مع منتخب فرنسا الذي هزم فنلندا على أرضها في هلسنكي بهدف سجله لاعب وسط أرسنال آبو ديابي في إطار المجموعة التاسعة والأخيرة.. ولم يلعب ديابي، وأصله من مالي، أكثر من 16 مباراة دولية منذ 5 سنوات ونصف برغم براعته والسبب كل السبب على كثرة الإصابات التي يتعرض لها، وكان عضواً في منتخب فرنسا الفائز ببطولة أوروبا دون 19 عاماً في 2005.

والبداية الفرنسية جيدة طالما أن النقاط الثلاث وضعت في الجيب وطالما أن المجموعة التاسعة تضم أيضاً اسبانيا بطلة أوروبا والعالم والتي فازت ودياً على السعودية 5/ صفر مساء الجمعة أيضاً..

ومنذ ربع قرن لم تفز فرنسا في مباراتها الأولى مع مدرب جديد سوى مرة واحدة وكان ذلك مع جاك سانتيني في سبتمبر 2002 ضد قبرص 2-1 في تصفيات بطولة أوروبا 2004.. وما نجح فيه سانتيني أخفق فيه بلاتيني (نوفمبر 1988) وهوييه (سبتمبر 1992) وجاكيه (سبتمبر 1994) ولومير (سبتمبر 1998) ودومينيك (سبتمبر 2004) وبلان (سبتمبر 2010) الى أن جاء ديشان.

وانتظرت ألمانيا نحو نصف ساعة حتى تبدأ في هز شباك جزر فارو الضعيفة في المجموعة عبر غوتسه قبل ان يضيف أوزيل هدفين في الشوط الثاني ضمن المجموعة الثانية.. وعجز ميروسلاف كلوزه عن التهديف هو الذي يتطلع لتحطيم الرقم القياسي في عدد الأهداف والمسجل بإسم غيرد مولر (68 هدفاً مقابل 64).. وحققت جمهورية ايرلندا، ضمن المجموعة ذاتها، ما لم يكن متوقعا حيث حولت تأخرها بهدف الى الفوز بهدفين لواحد في الدقيقتين 89 و90 عبر روي كين وكيفن دويل.

وحققت البوسنة النتيجة الأعلى بفوزها على مضيفتها ليختنشتاين 8-1 مع ثلاثية لكل من ايبيسيفتش ودجيكو ضمن المجموعة السابعة.

صحوة بلجيكية

وفي المجموعة الأولى اكتفت كرواتيا بهدف في شباك مقدونيا، وأثبت بلجيكا أنها تحتاج الى وقفة، هي التي هزمت مضيفتها ويلز بهدفين لكومباني وفيرتونغن.

المنتخب البلجيكي الذي تأهل لكأس العالم للمرة الأخيرة عام 2002 يضم بشكل شبه كامل لاعبين في الدوري الإنكليزي.. الموضوع ليس غزواً بقدر ما هو فتحاً.. آخر نجم بلجيكا في ملاعب انكلترا هو إيدن هازار الذي انتقل من ليل الى تشلسي مقابل 40 مليون يورو وتم اختياره نجم المباراة في المباريات الثلاث الأولى لفريقه اللندني.. والمغربي الأصل مروان فيلاني بات نجماً من نجوم ايفرتون وكان صاحب الفضل الأول في الفوز على مانشستر يونايتد في الجولة الثانية.. ونجم الدفاع في مانشستر سيتي فنسان كومباني هو أفضل قلب دفاع في انكلترا حالياً وضمن التشكيلة المثالية للدوري منذ أن حضر من هامبورغ عام 2008.

خلال الصيف حضر الى الأندية الإنكليزية 8 لاعبين إسبان مقابل 6 من بلجيكا. وباستثناء مانشستر يونايتد إنضم البلجيكيون الجدد الى أندية النخبة الخمسة الأولى.. والأمر غريب بعض الشىء بالنسبة الى دولة لا يتجاوز تعدادها السكاني 11 مليون نسمة وتغيب أنديتها بشكل واضح عن منصات التتويج الأوروبية.. فآخر فريق بلغ نهائياً أوروبياً كان انتورب عام 1993 في مسابقة كأس الكؤوس.

ويمكن تشكيل فريق قوي من «بلجيك» الأندية الإنكليزية: مانيوليه (سندرلاند) في المرمى، وبوياتا (مانشستر سيتي) وفيرتونغن (توتنهام) وكومباني (مانشستر سيتي) وفيرمالين (أرسنال) في الدفاع، وفيلاني (ايفرتون) وديمبيليه (توتنهام) وهازار (تشلسي) في الوسط، ودي بروني (تشلسي – بريمن) وميرالاس (ايفرتون) ولوكاكو (تشلسي – وست برومتش).

وهناك رواد بالنسبة الى اللاعبين الأوروبيين الذين توجهوا صوب أندية انكلترا.. من فرنسا هناك اريك كانتونا ودافيد جينولا وباتريك فييرا، ومن ايطاليا هناك جانفرانكو زولا زجانلوكا فياللي، ومن بلجيكا فيليب ألبير الذي لعب لنيوكاسل من 1994 الى 1999.. وقد بقيت موجة النزوح بطيئة ثم اشتدت مع تواجد نيليس وفان بوتين وأمبنزا، ولكن الرائدين الحقيقيين في الفترة الأخيرة ليسا سوى كومياني وفيلاني.. ومن خلالهما اقتنع المسؤولون في أندية انكلترا أن عليهم البحث في بلجيكا أيضاً عن اللاعبين الجدد الذين لا يكلفون الكثير والقادرين على الإنخراط والتأقلم بسرعة من دون ان تمثل المسافة بين بروكسيل ولندن أو مانشستر أي مشكلة (ساعتان بالقطار السريع) ولا اللغة وخصوصاً أن الكثيرين من سكان بلجيكا هاجروا اليها من ايطاليا والمغرب والمستعمرات البلجيكية القديمة وخصوصاً من الكونغو.. ومن أبرز الأندية الإنكليزية التي اكتسبت هذه القناعة يبرز تشلسي باعتبار أنه يضم في صفوفه 8 لاعبين بلجيكيين وقد اعار أكثر من واحد لأندية أخرى على دي بروين (المعار لفيردر بريمن الالماني) ولوكاكو المعار لوست برومتش ألبيون) وتورغان هازار، شقيق إيدن، المعار لفاريغيم البلجيكي والحارس تيبوا كورتوا المعار لأتلتيكو مدريد.. ويضم تشلسي أيضاً 3 من أبناء النجم الزامبي الشهير شارل موسوندا الذي يدرب فريق دون 17 عاماً في نادي اندرلخت وهم لاميشا وتوكا وتشارلي.. ومن ضمن الأسماء التي يسعى أرسنال خلفها هناك لاعب وسط اندرلخت دينيس برات (18 عاماً).

مفاجأة كولومبيا

بعد 6 جولات من تصفيات أميركا الجنوبية (وحدهما فنزويلا وبوليفيا لعبتا 7 جولات) فشلت الأوروغواي في إنتزاع الصدارة ووقف رصيدها عند 11 نقطة إثر سقوطها المدوي أمام كولومبيا صفر/ 4.. والنتيجة مذهلة طبعاً بحق بطلة كوبا أميركا 2011 والتي بلغت نصف نهائي مونديال 2010 عن جدارة.. غاب عن صفوفها لويس سواريز ولكن تواجد كل الاساسيين الآخرين أمثال كافاني وفورلان وأريفالو ودييغو بيريز وألفارو بيريرا وغودين وموسليرا ولوغانو.

وأخيراً، وللمرة الأولى منذ 1993 تفوز الأرجنتين في أرضها على باراغواي ضمن تصفيات كأس العالم 3-1 مع هدف واحد لميسي.. ومنذ ذلك التاريخ انتهت المباريات الخمس بين المنتخبين بالتعادل.. وتالياً تصدرت الأرجنتين برصيد 13 نقطة مقابل 12 لكل من تشيلي والإكوادور و11 للأوروغواي و10 لكولومبيا.. ويلعب خامس التصفيات ضد خامس آسيا في الملحق.

ومفاجأة جامايكا

المفاجأة الجامايكية، حلوة مثل الكولومبية، والعداءان الشهيران أوسين بولت ويوهان بلايك ليسا وحدهما في الساحة.. المنتخب الذي سبق أن شارك مرة واحدة في نهائيات كأس العالم 1998 (خسر أمام كرواتيا 1-3 والأرجنتين صفر/ 5 وفاز على اليابان 2-1) ويدربه حالياً البرازيلي والتر غاما تصدر مجموعة الكونكاكاف الأولى (اميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) بعد فوزه على الولايات المتحدة 2-1 في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الأولى وسبق أن فاز على غواتيمالا 2-1 وتعادل مع أنتيغوا وباربودا صفر/ صفر.. ولكن التصفيات طويلة، وأول وثاني كل من المجموعات الثلاث سيبلغ الدور الرابع والنهائي تمهيداً لاختيار 3 منتخبات في حين سيتوجب على صاحب المركز الرابع مواجهة بطل تصفيات أوقيانيا.. من جانبها حققت المكسيك فوزها الثالث على التوالي على حساب كوستاريكا 2/ صفر في المجموعة الثانية وتصدرت كندا المجموعة الثالثة بسبع نقاط بعد فوزها على بنما بهدف واحد.