النصر.. سطور من حكاية حضور (عدني) لافت في دوري أبطال المحافظات

Monday 30 November -1 12:00 am
النصر.. سطور من حكاية حضور (عدني) لافت في دوري أبطال المحافظات
----------


* حين علت بيارق (النصر).. وخفقت القلوب فرحًا بالتأهل إلى الدرجة الثانية


عدنان الكاف وآخرون.. رجال ساندوا بطل عدن حتى تحقق الإنجاز


كتب / حسن عياش
قبل انطلاق التصفيات التمهيدية في عدن والمؤهلة إلى دوري أبطال المحافظات قال الأخ عبدالمنعم علي العبد رئيس نادي

النصر، الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية دار سعد، إن النادي وضع كل "ثقله" مع فريق كرة القدم الذي كان

يستعد للتنافس مع (4) فرق أخرى على بطاقة المرور إلى التجمعات النهائية المؤهلة إلى الدرجة الثانية.
وأوضح (المنعمي) حينها أن النادي لم يسبق له أن أعد فريقا لمدة عام كامل قبل هذا الموسم، وهو ما يعد ـ بحسب

المنعمي ـ ميزة مهمة وخاصية ينبغي أن تصب في مجرى الطموح الإيجابي للمدرب حميد قريشي ولاعبيه.
وما أن انطلقت الصافرة الرسمية لتصفيات المحافظة حتى أكد اللاعبون وجهازهم الفني والإداري المصغر أن الآمال

مختلفة فعلا، وأن الطموح هو أكبر بكثير من حسابات الربح لمباراة أو اثنتين وكفى.. حقيقة جسدها اللاعبون من

مباراة إلى أخرى في التصفيات التمهيدية حينما نجحوا بداية في اكتساح فريق الجلاء (5 ــ 0) في المباراة الأولى

للتصفيات قبل ترغمهم رغبة أبناء التواهي (الميناء) في المنافسة، على التعادل (0 ــ 0) في المباراة الثانية لكنهم

سرعان ما عادوا إلى (سكة) الانتصارات بفوز ثانٍ كان مهما على الرغم من تواضعه رقميا، وذلك على حساب شباب

المنصورة بنتيجة (1 ــ 0)، ثم كانت مباراة العبور إلى النهائيات عبر الفوز على شباب الروضة (2 ــ 0).
ثلاثة انتصارات وتعادل كانت هي حصيلة الفريق النصرواي في تصفيات عدن التمهيدية، وضعت الفريق في دوري

المحافظات المؤهل إلى الدرجة الثانية، حيث كان على النادي وقيادته والفريق بجهازه الفني والإداري طي الصفحة والبدء

من نقطة التوقف من أجل تهيئة اللاعبين لخوض نوع مغاير من المباريات أمام أندية من محافظات مختلفة سوف تسعى

جميعها لنيل الغاية ذاتها، ألا وهي الوصول إلى الدرجة الثانية عبر بوابة التصفيات النهائية.

الإبحار عكس التيار! **********
لم تكن دار سعد ـ المدينة ـ متفائلة بأبنائها، أو لعلي أكون أكثر دقة حين أقول إن دار سعد لم تكن قد بلغت اليقين في ثقتها

بالمدرب حميد القريشي ومن معه، ليس تقليلا من شأن المدرب المجتهد ولاعبيه الباحثين عن مكان تحت شمس الإنجاز،

ولكنه الخوف من التاريخ الذي لا يرحم (الصغار) في أحايين كثيرة ويأبى إلا أن ينحاز لألوان بعينها اعتادت أن

تكون صاحبة اليد الطولي في المواعيد الاستثنائية المماثلة.
وعلى غير (هوى) المتشائمين كان (القريشي) يحمل ثقل طموحه ويتبنى رغبة الصعود التي تملكت (فتيانه)

بعد نجاحهم في كسب الجولة الأولى (تصفيات عدن) وراح يعد لاعبيه وفق الإمكانيات المتواضعة للنادي، لكن بناء

على رغبته وتطلعات أولئك اللاعبين، وتوافقا مع أمنيات بعض المنتظرين لذلكم الإنجاز الذي لم يكن حينها سوى حلما

صعب المنال، إن لم يكن مستحيلا برأي جيش المتشائمين.
انطلقت التصفيات النهائية (مجموعة عدن) بحضور التاريخ والعراقة المتمثل بفريق سمعون الحضرمي الذي تعطرت

ذكرياته بسيرة (سور الشحر) الحارس العملاق عوض بن بكر ذلك (الأثر) الذي ساوت قدراته أعظم حماة

الخشبات الثلاث في زمننا هذا، ليس محليا بل إقليميا وعربيا وربما دوليا وبدون أدنى مبالغة مني.
تاريخ سمعوني حمله الفريق القادم من الشحر ليتواكب مع طموح 5 أندية أخرى من محافظات يمنية مختلفة ربما أن

بعضها أتى إلى التصفيات غير منقوص من تاريخ يوازي تاريخ الفريق الحضرمي، لكنهم جميعهم لم يبلغوا ( الذروة

) في حضورهم الكروي على مستوى اليمن وراهنوا على حقيقية التغيير في زمن الربيع العربي المنتقل لا محالاة إلى

كل شيء في حياتنا، بما في ذلك ملاعب الساحرة المستديرة.
صافرة أخرى تنطلق لتعلن بداية لحظة ( الحقيقة ) بالنسبة لممثل محافظة عدن في هذه المجموعة، فريق النصر،

الذي عظمت مهمته هذه وكان عليه حمل راية الكرة في الثغر الباسم لليمن بعد أن دخل التصفيات باعتباره بطلا لأندية

المدينة الأعرق كرويا.
البداية المدوية والتراجع المخيف *********
صافرة أولى أزيح بعدها الستار عن الفوز الأول للممثل العدني الذي رسم ملامح البداية بأروع محتوى ممكن من خلال

فوز عريض على فريق كان - وفق رأيي المتواضع - صاحب نكهة مختلفة في التصفيات حتى وإن لم تقترن تلك

النكهة الطيبة بالأرقام المطلوبة والكافية للتأهل، إنه شباب القدس الذي جاء إلى عدن ممثلا لمحافظة إب التي لم تعترف

يوما بغير قطبي الدربي الشهير (الشعب والاتحاد).
وبالعودة إلى النصر العدني بيت القصيد هنا فقد نجح الفريق في تجاوز ( العقبة ) الأولى بالفوز على شباب القدس

(4 ــ 1) ليبدأ الحلم في الظهور حتى في تلك الأذهان التي لم تكن قادرة على استيعابه من قبل، الفوز الأول تلاه فوز

آخر كبير كان على حساب فريق الشعيب من الضالع (5 ــ 0).. مباراتان قدما خلالهما الفريق أداءً مثاليا قربه من

(الاكتمال) في نظر الكثيرين، غير أن الإجهاد البدني الذي كان ثمرة لضغط المباريات واختلاطها بالحصص التدريبية

شبه اليومية لعب دوره ليتراجع عطاء الأجساد ويتباطأ التفكير في عقول أبرز لاعبي الفريق ويبدأ الخوف يدق ناقوسه في

القلوب.
عادت خيوط الشك لتتشكل على جدران (النصر) وإذ باللاعبين يهزمون الشك ويقهرون الإجهاد ويطيحون بمنافسيهم

تباعا ولو أن الأرقام قد صغرت ولم تعد تحمل نقاء صورتها كما في اكتساح البداية.. فاز الفريق على سردود من

الحديدة (2 ــ 1) في بداية ما يمكن تسميته بالمرحلة الانتقالية (فنيا وبدنيا) ثم واجه منافسه الأبرز والأكثر صيتا

وخبرة (سمعون) وهزمه (1 ــ 0) ليبدأ طريق الصعود في الظهور.. ولكن!.
مأزق النهاية **********
بعد الفوز على سمعون احتفلت الجماهير بالصعود مبكرا، واعتقد بعض اللاعبين أن (البطاقة في جيوبهم)، فكاد كل

شيء أن يتلاشى بفعل نهاية أوشكت أن تكون صاعقة بأقدام لاعبي ( الوطن ) بطل محافظة مأرب.. في المباراة

الأخيرة كان على أبطال عدن الفوز أو التعادل لتأمين فارق النقطة مع مطاردهم سمعون الذي ظل يتربص بهم حتى بعد

خسارته المواجهة المباشرة بينهما.. فاز سمعون بنتيجة كبيرة في المباراة المتقدمة عصرا فدخل لاعبو النصر إلى

مباراتهم المسائية بلا لون وبأداء باهت وخطوط مبعثرة وكرات تنم عن الاجتهاد الفردي ليس إلا.
وما أن بدأت المباراة حتى اخطأ حارس مرمى النصر ليتقدم المنافس بهدف أشعل فتيل الأعصاب واحرق ما تبقى من أمل

في نفوس بعينها!!.. وكالعادة كان اللاعبون ومدربهم أوفياء لعهدهم وأبوا إلا تكون النهاية وفقا للسيناريو الذي

رسموه منذ البداية.. تعادل متأخر ورغبة في التعزيز تجلت من دون أن يكتب لها اكتمال الملامح.. والمباراة

تنتهي (1 ــ 1) ليتوج النصر بطلا لمجموعته ويتأهل إلى دوري الدرجة الثانية للمرة الثالثة في تاريخه.
رجال حول الفريق *********
وإذا كانت الملامح اكتملت هناك على أرضية ملعب النادي وبأقدام اللاعبين وفكر المدرب حميد قريشي ومساعده جمال

محسن وجهد الإداري النشيط فؤاد فضل الطاهري وبقية أعضاء الجهاز المعاون فإن هناك أيدي ساهمت في انتشال

الفريق مما يشبه الغفوة ووضعته على الطريق الصحيح وفي مقدمتها إدارة النادي ممثلة بالرئيس عبدالمنعم العبد، ونائبه

خالد محمد عبدالله وبقية أعضاء اللجنة الإدارية المؤقتة.
كما أن هناك أسماء حضرت بقوة لتعزز من وضع الفريق في التصفيات النهائية وأبرزها الأخ عدنان الكاف الرجل النادر

في دعمه ومساندته لكل الأندية على الرغم من (تلاليته) المعلنة.. فقد كان لدعم هذا الرجل في المباريات الحاسمة

للتجمع وتقديمه مبلغ (1000) دولار للاعبي الفريق والجهاز الفني الأثر البالغ في الوصول إلى الغاية المنشودة

لإحساسهم بأن ثمة من ينتظر منهم الوصول إلى تلك ويدعمهم في سبيل الوصول إليها، كذلك كان تفاعل ابن النادي واحد

الكوادر التي تعتز بها المديرية الأخ حامد الشاطري مهما وهو يواكب انتصارات الفريق بحوافز فورية لاقى بفعلها الشكر

والتقدير من الجهاز الفني والإداري.
كما كان لفرع الكرة بعدن ورئيسه المهندس محمد حيدان دورا في شحذ همم الفريق بحضوره المتميز طيلة أيام التنافس

وحرصه على التواجد مع الفريق بتقديم التهنئة وكذلك النصح متى ما تطلب الأمر.. ولم يكن هذا سوى بعض ما يعرفه

كاتب هذه السطور وعاش تفاصيله باعتبار أن جهات أو أشخاصا آخرين دعموا مسيرة الفريق ولم يرد ذكرهم هنا لأسباب

تتعلق بتوخي الدقة وليس لشيء آخر.
دعم ساهم في وصول الفريق إلى دوري الدرجة الثانية، أو قاد لاجتياز الصعب باتجاه الأصعب إلا وهو دوري الدرجة

الثانية الذي يتطلب ولاشك إمكانيات أعلى ودعم أكبر ومساهمات مؤسسية وليست فردية فقط.. ثم أن الفريق مازال

يأمل أن يجد الرعاية من جهات رسمية عليا في محافظة عدن باعتباره ينتمي إليها ويمثلها.. ولكونه يعيش تحت خط

" الفقر" ويعاني من شحة الإمكانيات.. فهل نسمع عن تكريمه من قبل محافظ عدن الأخ وحيد رشيد والمجلس

المحلي باعتباره "ابنا " جلب الفرح لهذه المحافظة التي تشتاق اليوم إلى أن ترسم الابتسامة على محياها!.
صانع الفرح يستقيل ***********
وإن كانت عبارات التحدي والإصرار ومعهما الإنجاز وأخيرا الفرح والابتسام قد مثلت "عصب" هذه التناولة فإن

النهاية ربما لا تكون كذلك كونها تتعلق بالاستقالة التي آثر المدرب حميد قريشي إعلانها عقب التأهل مباشرة، حيث قال:

"أبارك لأبناء دار سعد ومنتسبي نادي النصر الصعود وأعلن عبركم انتهاء مهمتي مع النادي".. متمنيا للاعبين

والإدارة التوفيق في مهمتهم القادمة ومع المدرب الذي يرونه.. انتهى حديث القريشي، لكن الأمر لن ينتهي هنا وحتما

أن لمثل هذا الحديث بقية.

(أخبار اليوم الرياضي)