قبل اقل من عام كنت في حوار على قناة الجزيرة.. سألني المذيع يومها عن مستقبل الجنوب والقضية الجنوبية في ظل تطورات الأحداث في صنعاء وعودة هادي إلى عدن وإعلانها عاصمة مؤقتة لكل اليمن؟ قلت له: ان ما يجري على الأرض يشير إلى أن الجنوب سيعود لكن تحت مسمى الجمهورية اليمنية ، وسيعيد بناء دولته تحت مسماها وسيتعامل مع العالم عبر مؤسساتها المعترف بها دوليا وكذلك سيتعامل معه العالم أيضا عبر هذه المؤسسات وبكونه الجمهورية اليمنية وليس ال...جنوب خاصة في ظل وجود شرعية الرئيس هادي التي تحظى بإجماع دولي وهذا سيختصر على الجنوب والجنوبيين الكثير من الوقت الذي كان سيحتاجونه لإقناع العالم بالاعتراف بدولتهم .
قلت أيضا إن صنعاء بعد هذا الذي شهدته ستكون هي الانفصالية ،واذا ارادت ان تثبت وحدويتها فعليها ان تعلن الولاء لعدن وان تقبل شروط المعادلة الجديدة ما لم فلتعلن الانفصال وتبحث لها عن مسمى واسم دولة غير الجمهورية اليمنية واعتراف وتمثيل دبلوماسي.
تذكرت هذا وأنا أتأمل اليوم كيف يتسلم الجنوبيون أرضهم ، وادوا بأريحية مطلقة القسم الجمهوري لليمن ويديرون محافظاتهم بكل رضا باسم الجمهورية اليمنية ،وتصدر تعييناتهم وقراراتهم تحت شعار اليمن واسمها ،وبات العالم يتعامل معهم من منطلق المشروعية التي يمثلها هادي
لولا محاولات البعض تعطيل مايجري من خطوات فإن الامور تسير بشكل جيد ،نحو تحقيق أحلام الجنوبيين في السيادة على أرضهم .
ومؤقتا السيطرة على الأرض هي الأهم ولو تحت مسمى جمهورية الكونجو ،ولا اعجب سوى من يبتهج ساخرا لان عيدروس او الدكتور الخبجي اديا اليمين لدى الرئيس اليمني هادي الذي لم يكونا يعترفان به وتحت العلم اليمني وليس علم الجنوب ولا أرى في مايقوله هؤلاء سوى محاولة إخفاء قهرهم حينا وحينا السعي للتشكيك بمواقف القيادات الجنوبية من قضية شعبها ،لكنهم يتناسون ان العقل الجنوبي بات أكثر وعيا من ذي قبل وانه لم يعد يتوقف كثيرا عند القضايا الصغيرة بقدر ما يعمل بدهاء وينظر غالى البعيد الذي لا يستطيعون هم رؤيته ،وبالتالي لن يكونوا هم جزء منه على الأقل في ارض الجنوب الحبيب.
عاشت الجمهورية اليمنية (الجنوبية).
