"الديناصورات" تتصدر المشهد السياسي في اليمن

Monday 30 November -1 12:00 am
"الديناصورات" تتصدر المشهد السياسي في اليمن
----------
– غمدان الدقيمي
صورة ارشيفية لشباب يمنيين يتظاهرون 
يطلق الشباب في اليمن كلمات من قبيل “العجائز” أو “الديناصورات” على قيادات الأحزاب السياسية، تعبيرا ساخرا عن احتجاجهم على عدم افساح المجال أمام قيادات شابة لتصدر المشهد السياسي في البلاد.
 
شمولية
 
ولاتزال تُهيمن منذ عقود نفس الوجوه على المواقع التنظيمية العليا في معظم الأحزاب السياسية العريقة في اليمن، على نحو يعكس عدم إيمان تلك الأحزاب بمبدأ التغيير “وممارسة الديموقراطية داخل أطرها الحزبية”، على حد تعبير الدكتورة انطلاق محمد عبدالملك، وهي سياسية وأكاديمية يمنية بارزة.
 
تقول انطلاق، لموقع (إرفع صوتك) “جميع الأحزاب السياسية تطالب بديموقراطية الحكم لكنها لا تمارس الديموقراطية. ما زالت أحزاب شمولية تهمش الشباب والنساء للأسف”.
 
تغيير الأدوار
 
ويوجد في اليمن 42 حزباً وتنظيماً سياسياً، منها 20 حزباً تم تسجيلها منذ عام 2011، لكن “90 في المئة من تلك الأحزاب لم تعقد مؤتمراتها العامة وبعضها منذ سنوات”، وفقاً لبجاش المخلافي، سكرتير لجنة شؤون الأحزاب والتنظيمات السياسية (الجهة الإدارية المختصة بالأحزاب السياسية في اليمن).
 
وتذهب الدكتورة انطلاق إلى أن معظم قيادات الأحزاب في اليمن هم من جيل ما قبل ثورة 1962.
 
وتؤكد أن اليمن كانت وما تزال بحاجة لتغيير الأدوار بإشراك الشباب في صنع القرار، “البلد مليئة بالكفاءات الشابة اناثاً وذكوراً”.
 
الشغل الشاغل
 
من جانبها تقول كافية العفيف، وهي كبيرة منسقي البرامج في مؤسسة تنمية القيادات الشابة (منظمة مجتمع مدني) في العاصمة صنعاء، إن “تواجد الشباب في مواقع صنع القرار داخل الأحزاب ضعيف جداً إن لم يكن معدوماً.. المرأة والشباب مغيبين من هذه المواقع، حتى على مستوى مؤسسات الدولة”.
 
وأضافت كافية، 31 عاما، لموقع (إرفع صوتك) “الشباب الموجودون داخل هذه الأحزاب يتقلدون مناصب غير قيادية، ما يجعلهم غير قادرين على صناعة القرار بشكل واضح”.
 
ومع ذلك ترى أن “ارتفاع معدلات البطالة، وعدم توفر فرص عمل، والتركيز على كيفية توفير لقمة العيش، باتت الشغل الشاغل للشباب، ولم يعد هناك اهتمام بالعمل السياسي لدى الغالبية”.
 
“خربوها العجائز”
 
ويشعر الكثير من الشباب الذي يشكلون حوالي ثلث إجمالي سكان اليمن (أكثر من 26.5 مليون نسمة)، حسب تقديرات رسمية، بإحباط شديد، جراء استمرار التهميش السياسي، ويحملون قيادات الأحزاب مسؤولية وصول البلاد إلى الحال الذي هي عليه اليوم.
 
“لا أثق بكافة الأحزاب والتنظيمات السياسية في اليمن، خرجنا كشباب في ثورة ضخمة عام 2011 من أجل التغيير، لكن خربوها العجائز”، قال سيف الحجري، شاب في الثلاثينيات من عمره لموقع (إرفع صوتك)، في إشارة إلى قيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية.
 
وأضاف الحجري، الذي يعمل في القطاع الخاص، “كنا نأمل بأننا سنرى عقب ثورة 2011 جيلاً من الشباب يقود الأحزاب بدل القيادات القديمة التي عفى عليها الزمن، ولكن ما حدث هو العكس باستمرار اقصاء الشباب، وإيصال البلد إلى ما هي عليه الآن”.
 
وصاية
 
ويرى بجاش المخلافي أن عدم تدوير القيادات “مشكلة أساسية في إطار الأحزاب اليمنية، التي لا تلتزم إجمالاً بأنظمتها الداخلية، ولا توجد شراكة حقيقية بين القواعد والقيادات. التجربة ما زالت منقوصة”.
 
وتابع لموقع (إرفع صوتك) “نلاحظ استمرار نظام الوصاية، أي أن قادة الأحزاب وربما القيادة الفاعلة لا تؤمن بدور الشباب، وترى أن قراراتهم قد تكون متهورة أو متسرعة وبأنهم يفتقرون إلى الخبرة والتجربة، وهذا أدى إلى إحباط الشباب وإضعافهم وعدم الاستفادة من قدراتهم”.
 
وفوق ذلك يوضح أنه “لا يوجد نص قانوني يلزم الأحزاب بأن تعمل على تمكين الشباب وإشراكهم في إطار التكوينات القيادية”.
 
وتضمنت وثيقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل (2013- 2014) نصاً بـ “منح الشباب حصة تمثيلية بنسبة 20 في المئة في الهيئات المنتخبة”، غير أن الحرب الدائرة منذ نهاية آذار 2015، حالت دون تنفيذ تلك المخرجات.
 
إلى ذلك يرى خبراء محليون، أن وجود أحزاب للشباب بات أمراً ملحاً، لقيادة الشارع والتعبير عنه، فذلك وحده سيحدث تغييراً في الخارطة السياسية، وسيدفع بأكبر عدد من الكفاءات الشابة إلى البرلمان، وبالتالي مواقع صنع القرار في الدولة.
 
* ارفع صوتك