م يكن الأستاذ محمد الشاحذي، وكيل ثانوية الكويت، إحدى أكبر وأهم المدارس الثانوية بالعاصمة صنعاء، يفكر ولو لوهلة أن ينقلب به الدهر ويعيش فصول مأساة قد تكون الأشد أثراً وتراجيديا في قادم الأيام.
وروى مصدر مقرب من عائلة الأستاذ الشاحذي لـ ( المشهد اليمني) فصول المأساة التي ابتدأت مع الأزمة الراهنة التي تعيشها البلاد، والتي أعقبها امتناع الحوثيين عن صرف مرتبات الموظفين في مناطق سيطرتهم، ومن بينهم المعلمين، منذ عام كامل وحتى اللحظة.
وقال المصدر أن صاحب البيت الذي كان يسكنه الأستاذ الشاحذي طرده بعد أن تراكمت الإيجارات عليه بسبب انعدام المرتبات، ما دفع به الى اللجوء الى مدير مدرسته الأستاذ التربوي المعروف يحيى الحبابي، لتدبير سكن له، وكان أن قبل المدير أن يسكنه إحدى فصول المدرسة، كونه الحل الوحيد في ظل هذا الواقع الصعب، خاصة مع توقف الدراسة في تلك الفترة.
واستمر الأستاذ الشاحذي في سكنه بين ماسات وكراسي الطلاب، بالرغم من صعوبة ذلك الوضع، خاصة مع ما تتصف به أرضية الفصول الدراسية من برودة شديدة.
وقبل أيام حدث ما لم يكن في الحسبان، حينما استقل الأستاذ الشاحذي ونجله دراجة نارية، غير أن أقدار الله شاءت وقوع حادث صدام لقي معه الشاحذي حتفه، فيما انكسرت رجل نجله.
وبعد موت عائل الأسرة، طالبت إدارة المدرسة من الأسرة مغادرتها والبحث عن سكن آخر مع قدوم هذا العام الدراسي، دون مراعاة المأساة المريرة والظرف الاستثنائي التي تعايشها، بينما لا تجد الأسرة حتى اللحظة من ينقذها من مصير مجهول.
