هذا الثلاثاء ، كان يوما رياضيا بامتياز، لارتباطه بالمباراة النهائية لبطولة كأس الرئيس للكرة الطائرة التي نظمها اتحاد اللعبة بدعم صندوق النشء والشباب، وبرعاية خاصة من وزير الشباب والرياضة نايف صالح البكري ، حيث استطاع القائمون على البطولة إخراج اليوم الأخير بصورة حسنة أكدت اجتهادهم وحرصهم على إتمام العمل الذي بدؤوه بذات الروح التي ميزتهم منذ التصفيات التمهيدية على مستوى المحافظات ، مرورا بتجمعي عدن وسيئون اللذين أقيما بمشاركة أبطال ثماني محافظات، وانتهاء بمسك الختام ( النهائي الكبير) الذي جمع الشعلة من عدن وخيبل من المهرة في صالة الشهيد أحمد الحيدري بنادي شباب المنصورة في العاصمة المؤقتة عدن.
وسبب تميز هذا اليوم لم يكن لمجرد كونه يوما للنهائي وختام البطولة الكبيرة مكانة ودلالة ، ولكن لأن هذا النهائي مثّل تظاهرة أو بمعنى أكثر دقة احتفالية تداعى إليها رموز اللعبة وأبرز نجومها على مستوى الوطن، ومعهم وبالإضافة لهم قيادات السلطة المحلية بعدن وقيادات الرياضة من الوزارة المختصة ، واتحادات الألعاب، وإعلاميون، وجماهير كانت حاضرة بأهازيجها وروحها الرياضية رغم السعة المحدودة للصالة التي احتضنت الفعالية.
نعم ، كان يوما مميزا لأنه بدا بثوب الكرنفال من خلال تعدد الألوان وتميز الوجوه التي حرصت على متابعته من قريب، وتكلل ذلك الزخم في الحضور الرسمي والجماهيري والإعلامي بلقاء كبير بين فريقين يضمان الصفوة من نجوم اللعبة في الوطن ، حمل من التشويق والإثارة ما حمل ، خصوصا في شوطه الثالث والأخير الذي كان الأكثر تجسيدا للتنافسية ، بعد أن هيمن الشعلة على أهم أطوار الشوط الأول، وتفرد بالأفضلية في الثاني الذي تعاظمت فيه أخطاء خيبل في الإرسال والاستقبال، ليأتي الشوط الثالث بنكهة مختلفة ، اقترب بها الأداء من ملامسة الذروة، ليكون بحق "شوط النهائي" الذي انتظره المحايدون ليكون مسك الختام.
وإذا كان الشعلة قد نجح في الظفر باللقب وخطف الكأس بجدارة، فإن التحايا والتبريكات لا ينبغي أن تقتصر عليه فقط، خصوصا وأن منافسه لم " يرمي المنديل" بسهولة ، ليستحق هو أيضا تصفيقات الجماهير وهتافاتهم ، من دون أن ننسى المنظمين وفي مقدمتهم رئيس اتحاد الكرة الطائرة محسن أحمد صالح الذي قضى أغلب فترات الموعد واقفا ، وحرص على متابعة أموره بنفسه زيادة في الاطمئنان وتوخيا لخاتمة لا تشوبها شائبة ، كما أن شباب نادي المنصورة القائمين على الصالة والعاملين فيها، كانوا شعلة من نشاط ، وساهموا بقسط كبير في الإيفاء بمتطلبات الضيافة التي لا يمكن الاستهانة بها،واستطاعوا بجهدهم ذاك أن ينتزعوا لأنفسهم مكانا بين أضلاع النجاح.
وفي المحصلة، يمكن القول إن ختام البطولة الكبيرة التي راهن عليها اتحاد اللعبة ووزارة الشباب والرياضة، قد أوفى بوعوده كاملة، بمشاركة كل الأطراف، ليكون الختام مسكا كما يقال، بانتظار أفراح أخرى ونجاحات جديدة تحققها الرياضة بشبابها وقيادتها الباحثة عن الامتياز والتميز حتى في عز المعاناة وقسوة الظروف.