خلال الأيام الماضية تابعت الكثير من المواقف الشعبية في المقام الأول ؛ ثم الإعلامية المتمثلة بآراء الكتاب والإعلاميين؛ بالإضافة إلى مواقف صادرة عن ممثلين للسلطات المحلية في مديريات العاصمة المؤقتة عدن ومسؤولين فيها؛ بدت أغلبها ؛ إن لم تكن جميعها ؛ مرحبة بقرار تعيين الأخ / أحمد سالم ربيع ( سالمين) محافظا للعاصمة المؤقتة ؛ بعد فترة قضاها في موقع القائم بأعمال المحافظ.
ولعل الملاحظة الأبرز التي اتفقت عليها مجمل تلك المواقف هي أن الرجل قادر على التعاطي مع خصوصية المرحلة التي تمر بها المحافظة والبلاد بشكل عام ؛ من خلال ملف أولويات لم تعد تفاصيله تخفى عليه ؛ بعد أن مرت على تواجده في ديوان المحافظة فترة زمنية غير قصيرة وكيلا ثم قائما بأعمال المحافظ؛ وبعد أن تم تكليفه أكثر من مرة بالتعامل مع القضايا الشائكة في أكثر من موقع؛ حتى أصبح في نظر الكثيرين خبيرا بشؤون عدن بكل ما تحمله الكلمة من معنى ؛ وملما بكل ما ينفع اهلها أو يضرهم.
باختصار؛ يرى أصحاب المواقف والآراء المرحبة أن المؤهل الأهم الذي يمتلكه ( سالمين) والذي تمرس عليه في تجربته العملية على مستوى المحافظة؛ هو حنكته في معالجة أكثر من موقف عصيب مثل قضايا الإضرابات التي عطلت ومازالت تعطل العمل في أكثر من قطاع خدماتي مثل الكهرباء والمياه والتربية والتعليم ؛ وغيرها؛ والتي كانت له فيها مساهمات إيجابية أنتهت بالكثير منها إلى خانة الحلول المرضية.
كما يعتقد أولئك المرحبون بقرار تعيين ( سالمين ) ان محافظهم الجديد واحد من القلائل جدا الذين لم يسيسوا المنصب؛ وأثبت إخلاصا للعمل بمقابل عزوف ( مرغوب) عن السياسة ولغة الأحزاب التي تحد كثيرا من عطاء مسؤولينا ؛ وتضع احتياجات الناس ومنافعهم تحت وصاية أطراف مستعدة لشراء "مكاسب بخسة" بالسكوت عن المعاناة والأنين اليومي للغلابى!.
من النقطة الأخيرة بالذات ؛ وهي كون الرجل عمليا أكثر من كونه حزبي ؛ جاءت التوقعات بأن نجاحه ممكن رغم تعقيدات المرحلة ؛ وكارثية الوضع بالنسبة لكثير من الخدمات التي تراجعت وانحسر مردود بعضها إلى درجات لا تليق بالبشر!!
وحيث أن المتفاءلين يبنون تفاؤلهم بنجاح مرتقب للمحافظ ( سالمين ) على إطلاعه وارتباطه بالمجالات الخدمية بشكل كبير ؛ فإننا نلتقي معهم في نقطة قريبة لنؤكد أن مطالب الشريحة الأغلب من الناس هنا في العاصمة المؤقتة هي خدمية في المقام الأول؛ وبالتالي فإن هناك تلاق أكيد بين مؤهلات المحافظ الجديد التي يؤكدون عليها؛ وبين تطلعاتنا المنبثقة عن معاناة من القمامة وطفح المجاري ؛ ومطافحة الماء؛ والشكوى من البعوض في غياب الكهرباء ؛ و(ألغاز) الغاز ؛ وفحش التجار وسعار الأسعار ...!!
يبقى أن يجد المحافظ الجديد التعاون من البقية ؛ ممن هم معه في الصورة؛ أو المؤثرين ممن لايظهرون في " الزوووم" ؛ لأن كل المؤشرات التي أسس عليها المواطن المتفائل بنيانه يمكن أن تصبح عدما ؛ إذا ما قال "المرجفون" : نحن هنا!.