اعترف اللاعب حمزة الشحمي أن مهمة منتخبنا الوطني للناشئين في التصفيات التمهيدية المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية التي تستضيفها استراليا العام القادم كانت صعبة رغم تصدر منتخب الأمل لترتيب مجموعته التي ضمت إلى جانب منتخبنا الكويت – الإمارات – باكستان – أفغانستان – جزر المالديف.
واعتبر اللاعب الذي ينشط في نادي الصقر أن الفوز على المنتخب الكويتي كان مفتاح التأهل الحقيقي إلى النهائيات خاصة بعد الخسارة غير المتوقعة السابقة أمام أفغانستان حيث أكد : «لم نكن في يومنا عندما خسرنا النقاط أمام أفغانستان فقد كان الانتصار كفيل بمنحنا الأفضلية في الترتيب واللعب أمام الكويت برغبة حسم أحدى بطاقتي التأهل باكراً ما يمنحنا اللعب بأريحية قبل ختام» .. وتابع : «الخسارة صعبة جداً ووقعها كان شديداً علينا ، ولكن المدرب القدير استطاع سامي نعاش إخراجنا من أجوائها سريعاً ، لم يكن قاسياً أو وبخنا بعد اللقاء كما قد يتصور البعض بل على العكس تماماً منحنا الثقة في القادم وحفزنا للفوز في بقية المباريات دون النظر إلى نتائج الآخرين أو انتظار هداياهم».
وأشار الشحمي إلى أن مباراة الكويت كانت الوحيدة في التصفيات التي خاضها الجميع تحت الضغط لأنها كانت بالفعل نقطة التحول التي غيرت الكثير: «لم نلعب تحت الضغط منذ انطلاقة التصفيات ، كنا نعلم أن الجميع سيسعى وراء الفوز وسيقدمون أفضل مالديهم ، حتى المباراة الأولى التي تعادلنا فيها مع الإمارات لم تعننا نتيجتها بقدر ما اجتهدنا من أجل تأكيد هوية المنتخب الذي شكلت مشاركاتها نقطة قوة للمنتخبات اليمنية في المشاركات الخارجية في العقد الأخير ، حتى الخسارة غير المنطقية أمام أفغانستان لم تشكل عائقاً ، ورأيتم كيف خضنا بقية المباريات ، واعتبرنا البداية الجديدة النقاط الثلاث التي ظفرنا بها من خصم عنيد في المجموعة وهو المنتخب الكويتي صاحب الأرض والجمهور وأحسسنا حينها أننا تأهلنا حسابياً وأن الحسم بات مسألة وقت ليس إلا ، فالتأهل في الأخير كان جديراً ولم يكن ضربة حظ على الإطلاق».
وتطرق حمزة للحديث عن عطاءات اللاعبين في جميع المباريات مشيداً بكل ما قدموه : «اللاعبون كانوا على قدر كبير من المسئولية في كل المباريات حتى الودية منها ، و شعروا بالذنب بعد الخسارة التي مثلت المفاجأة للجميع وتغير الأداء تماماً فيما بعد وكأن تلك الكبوة كانت حقيقة جرس إنذار أيقظنا ومنحنا فرصة أخرى للتعبير عن رغباتنا بمستطيل المنافسة في بقية اللقاءات التي خضناها كمباريات كؤوس».
وتابع حمزة الحديث عن الفوارق التي تقف حجر عثرة أمام المنتخبات والفرق اليمنية في الاستحقاقات الخارجية خاصة القوة الجسمانية والطول للاعبي الفرق الأخرى مقارنة بلاعبينا فأكد: «لم تشكل تلك الفوارق أي عائقاً أمامنا ، صحيح أن اللاعب اليمني يفتقد هذه الميزة ، ولكن إذا ما وجدت الإرادة فلا عائق يمكن أن يقف بوجه الهدف الذي من أجله تخوض المنافسة بين البقية».
وتابع :«سأضع مقارنة بين اللاعب اليمني والسعودي فهذا الأخير يتميز بطول القامة والقوة ولكن المنتخب السعودي قبل أسابيع خسر على أرضه بالثلاثة أمام استراليا التي استطاعت أن توظف إمكانات لاعبيها المحترفين في النوادي الأوروبية ليس المهارية فحسب بل الطول الفارع والقوة البدنية وشاهدنا التفوق يأتي من خلال تلك الفوارق التي لم يحسن الأخضر السعودي التعامل معها فكانت الخسارة منطقية جداً على اعتبار أن منتخب المملكة لعب دون هوية ، المنتخب الاسترالي ذاته خسر قبل أيام من عمان وظهر بشكل عادي جداً وكأنه يبحث عن نقطة وليس عن تأكيد سطوته على منتخبات القارة الآسيوية ، فالفوارق لا تعني الهزيمة فالفوز يتواجد بداخلنا والفرق فقط في الإرادة».
ويضيف : «في النهائيات ستكون الصورة متغيرة بالتأكيد فالمنتخبات المتأهلة ليست كتلك التي لعبنا معها فالكبار فقط من استطاع الصعود وبغض النظر عن الميزات الواضحة فبإمكاننا المشاركة بايجابية وسنشرف اليمن في ذلك المحفل وسنبذل قصار جهدنا من أجل ذلك الهدف».
ويرى حمزة أن اللاعبين لم تصدمهم أجواء المنافسة الجديدة خارجياً كاختلاف الملاعب والجماهير والأسماء التي يواجهونها ، لأنهم تعودوا على تأدية أدوارهم المناطة بهم في الملعب فقط:«لم ينبهر لاعبونا بالأجواء الخارجية أو اختلاف الخصوم بل على العكس تماماً فالعدد هو ذاته العدد من الطرفين والملعب كان هو الفيصل ، تعودنا على هذه المنافسات على مستوى النادي والبطولات التي نخوضها إذا ما وجدت بالإضافة إلى الوديات ومعسكرات الإعداد التي أفادتنا دون شك وأضافت لنا الشيء الكثير لنستوعبه عن مثل هكذا مسابقات ، وبالتأكيد قام الجهاز الفني والإداري للمنتخب بجهد كبير من أجل إدخالنا التصفيات بهدوء وثقة تتوازى مع طموحات الجميع ليس فقط في الاتحاد بل في الوطن الأغلى».
ويواصل حمزة حديثه عن بطولات الفئات العمرية وعدم الاهتمام بإقامة بطولات دائمة لهم :«نرى أن البطولات الخاصة بالفئات السنية أمر لا بد من تحقيقه واتحاد الكرة عليه النظر بمسئولية تجاه هذه النقطة الهامة ، لا ننكر الجهد الذي يبذله في سبيل إنجاح مهمة المنتخبات الوطنية وتذليل كل الصعوبات التي تعترضها ولكننا نبحث عن مسابقات تخلق فينا روحاً جديدة ، ننافس فيها ونلتقي من كل أرجاء البلاد ، فاتحاد الكرة لم يقصر مع اللعبة وليس ذلك بكثير عليه أو بالأمر الصعب تحقيقه».
وأعتبر أن البطولات الداخلية على مستوى محافظة تعز ليست بالوجبة الدسمة التي تلبى طموحات لاعبي الأندية :«ننتظر طويلاً لإقامة بطولة تنشيطية على مستوى المحافظة لنقدم ما لدينا ، ولكن تلك المسابقات ليست مستقرة أو ضمن جدول سنوي محدد فهي تأتي وتنتهي دون جدوى ، فلا فائدة حتى للفرق المشاركة لمعرفة مستوى اللاعبين من قبل القائمين على اللعبة في الأندية والمدربين».
مشيراً أن الصقر يقيم بطولات داخلية كثيرة تخدم لاعبي النادي وتمنحهم الفرص للاحتكاك وإظهار مواهبهم : «لو تحدثنا عن الصقر فهو بالطبع يهتم بالفئات العمرية ويقيم بطولات عدة بصورة مستمرة على مدار الموسم لجميع فرق النادي ، هناك جهد ملموس بهذا الخصوص وبإمكان الجميع تقييم ذلك من خلال النظر إلى قوائم المنتخبات الوطنية التي تحوي أسماء عديدة من الصقر ، وهو الأمر الذي يدعو للفخر خاصة في ظل دعم ورعاية قيادته ممثلة بداعم الرياضة اليمنية الأستاذ شوقي أحمد هائل ونائبه الأستاذ رياض الحروي اللذين يحرصان على تقديم أبناء النادي بصورة طيبة خارج أسواره تعكس ذلك الاهتمام والتطور الذي أوصله إلى النموذجية».
ويأمل حمزة التقدم في مشواره مع كرة القدم فطموحاته كما يقول لم تتوقف :«كرة القدم هي شغلي الشاغل ولن أتوقف عن اللعب ، أسعى دوماً للظهور بصورة جيدة أمام زملائي الذين اعتز بهم في النادي أو المنتخب وكذا المدربين الذين تدربت معهم وأدين لهم بالفضل كالمدرب الوطني القدير الغني عن التعريف سامي نعاش ، ومدربي في النادي الكابتن عبده علي الذي منحني الفرصة تلو الأخرى لتطوير مستواي والظهور بشكل مغاير ، وأتمنى أن العب بألوان الفريق الأول بالنادي وهو الهدف الذي أسعى إليه لأرد الجميل للصقر الذي احتضنني وكرمني ، وأعتقد أن اللعب لمنتخب البراعم ومن ثم الناشئين ليس مجرد زوبعة في فنجان بل خطوات جدية اختصر فيها أهدافي وسأسعى للتواجد في منتخبات أخرى وأعمل على تحقيق ذلك من خلال الاجتهاد في النادي أولاً ونيل ثقة ورضا الجميع».. مضيفاً: «إدارة الصقر باركت ما حققه لاعبي النادي مع منتخب الناشئين وتواصلت معنا ، وهو الأمر الذي أشعرنا أن هناك دين يجب قضاءه تجاهها بحسب إمكاناتنا المتاحة اليوم أو غداً».
يذكر أن بداية حمزة الشحمي الرسمية في الأندية كانت مع نادي الرشيد الذي لعب معه فترة قصيرة في فئة البراعم و مثل المنتخب اليمني للبراعم قبل أن ينتقل إلى الصقر الذي يرى أنه وجد فيه أجواء مناسبة أفضل بكثير ساعدته على البروز.
------------
عن ملاعب الجمهورية