جمال حمدي:شعرت بالعجز في اتحاد كرة القدم مع أني لست عاجزًا.. وهذه أصل الحكاية!! عمل حسابات الاتحاد ليلاً.. وكأنه جهاز استخباراتي!!

Monday 30 November -1 12:00 am
جمال حمدي:شعرت بالعجز في اتحاد كرة القدم مع أني لست عاجزًا.. وهذه أصل الحكاية!! عمل حسابات الاتحاد ليلاً.. وكأنه جهاز استخباراتي!!
----------
أجرى الحوار / يحيى الضلعي
قبل سنتين من الآن، وحين بدأت ضجة انتخابات اتحاد كرة القدم كان الكابتن جمال حمدي - أحد نجم كرة القدم اليمنية - يظهر إلى الواجهة كشخصية رياضة متزنة تستطيع أن تقدم الإضافة لعمل الاتحاد الذي ظل لسنوات معطلا وبعيدا عن المؤسسية.. فدار الحديث عن ترشحه لمقعد الرئيس، ثم تغير الحال، وظهر أنه مرشح لمنصب نائب الرئيس في قائمة أحمد العيسي.. جرت الانتخابات وأفضت بمنصب النائب الأول لحمدي.. ولم تكن الأسابيع تمر إلا والإعلام المقرؤ يتحدث عن خلافات حادة بين الرجل القادم بتاريخه وعلمه وحضوره.. وبين العيسي وثلته.. ليتخذ الأمر مسارا غير متوقع كان مشهده الأخير ابتعاد حمدي وتقديم استقالته.. نتيجة أمور كثيرة لم تخلق التوافق بين ما يريده وما يريده الشيخ!!.. ملحق "أخبار اليوم الراضي" ذهب للنجم الكبير وحاوره، وخرج بالكثير.. تتناوله السطور القادمة.


* كابتن جمال حمدي.. ظهرت بضجة في اتحاد كرة القدم.. واختفيت كالفقاعات كما يقال!!.. صف لنا المشهد؟.
- نعم..أنا تقدمت لانتخابات اتحاد كرة القدم مرشحا كنائب ثانٍ لرئيس الاتحاد، وبعدها حزت الثقة استمريت مدة سنة تقريبا أجس النبض في هذا الاتحاد لأتأكد ما إذا كان هناك رغبة جادة عند رئيس الاتحاد وبقية الأعضاء للنهوض والارتقاء بلعبة كرة القدم اليمنية؟!!.. وأعطيت الفرصة تلو الأخرى، ولكن دون جدوى.. ما حدا بي إلى تقديم استقالتي بعد الذي وجدته في هذا الاتحاد.. وكانت استقالتي مبنية على عدة عوامل، وهي كثيرة جدا كنت قد سردتها في إحدى مقابلاتي التلفزيونية عبر قناة اليمن الفضائية في أستوديو الرياضة وأوضحت أنه حرام، وكفى ولا يمكن أن استمر في الاتحاد في ظل الوضع السيئ لآلية العمل وفي ظل تهميش واضح وفاضح للكوادر المؤهلة، وعدم وجود عمل مؤسسي، وكذلك العشوائية السائدة والارتجالية في إدارة كافة الأمور.. ولاستئثار بالمخصصات وبالإمكانات الموجودة والمتاحة تحت تصرف شخصين فقط محتكران لكل شيء، وهما رئيس الاتحاد أحمد العيسي والأمين العام حميد شيباني.. فكان هما من يقرر، ومن يأمر ومن يصرف ومن يسافر، ومن يحاسب ويعاقب، ومن يكافئ.. فهل هذا عمل مؤسسي لاتحاد أهم لعبة هي الأكثر شعبية ولولاها لما كان هناك وجود لوزارة الشباب والرياضة.. ولا شك أن تدهور اللعبة في بلادنا كانت نتيجة لهذه الآلية الفاشلة التي دمرت كرة القدم!!.
* الأكيد أنك ومن خلال معرفتك باتحاد العيسي من سابق وضعت أمور معينة أمام نصب عينيك.. فلماذا انسحبت مبكرا؟!!
- كنت أعرف ذلك من خلال متابعتي لكن المعايشة للواقع، وعن قرب يختلف تماما.. كنت أتفاءل بإحداث تصحيح في اتحاد الكرة لكن بيئة هذا الاتحاد ومحيطه في وجود أولئك الأشخاص لا يشجع إطلاقا على تصحيح مسار اللعبة والنهوض بها مهما كانت الإمكانات.. حينها فضلت الانسحاب بتقديم استقالتي.
* إذا ما الذي جنيته بتلك الخطوة؟
- أنا قررت الاستقالة عن قناعة.. ويكفي أني عرفت، وكشفت حقائق ما يدار في اتحاد الكرة.. أنا كنت أمام خيارين إما أن أكون وأظهر بشكل إيجابي يلبي طموحات الشارع الرياضي وعشاق كرة القدم، وأنا إنسان طموح لأن دراستي العليا في أمريكا علمتني فن الإدارة، وإما أن أترك العمل واحترم تاريخي وشخصيتي، وحينها قدمت استقالتي أشرف وأفضل لي من مواصلة العمل في الاتحاد بعد أن وصلت لقناعة بان لا فائدة، وهذا راجع للجمعيات العمومية في الأندية التي هي مبنية ومفصلة ومحيطة على رئيس الاتحاد.
* كرة القدم والآمال التي ارتبط بالنجم القادم للتغيير تبخرت.. ماذا تقول؟
- لا أخفي سرا إذا قلت بأن اندفاعي نحو الترشح في اتحاد الكرة كان الهدف منه إحداث التطور بعد أن وجدت من الشارع الرياضي إصرار على ضرورة خوض تجربة العمل في الاتحاد، وقبلت عن قناعة الإقدام على هذه الخطوة التي نزولا عند رغبة الشارع الرياضي الذي عقد الأمل فيني كوني كابتن منتخب اليمن (17) سنة، وأنا ابن اللعبة غير أن هذه التجربة لم يكتب لها النجاح للأسباب التي ذكرتها.



* رغم إدراكنا بأنك كنت تعلم بأصول اللعبة في هذا الاتحاد العقيم.. سنسألك بماذا صعقت لتنسحب من المشهد؟
- واقع اتحاد كرة القدم سيء للغاية.. ومؤسف جدا أن تدار كرة القدم بتلك الطريقة، كل ما يدار في اتحاد كرة القدم يدار من خارج مبنى الاتحاد.. أنا داومت لمدة ستة أشهر وحديا لم أجد أحد من الأشخاص العاملين في الاتحاد يداوم بانتظام ولم تصلني ورقة إلى المكتب طوال تلك المدة، ولا يوجد موظفون أثناء الدوام وعمل الاتحاد ليلي.. عمل الحسابات في الليل كل شيء غامض، وكأن هذا الاتحاد جهاز استخباراتي، وليس مقرا لاتحاد لعبة كرة القدم ووو.. ولا أريد الحديث عن أشياء أخرى لاحظتها وعايشتها لأني مترفع عنها تماما!.
* العيسي قال يوما في قناة السعيدة: جاء جمال حمدي للعبث فوجد عمل مؤسسي فآثر الابتعاد؟!!
- لا أريد أن أخوض الحديث في شخص العيسي أو غيره وفي الوقت نفسه أنا أطرح كلامي بشكل عام، ولا أنظر إلى الحساسيات، ولا يهمني كلام عيسي لست هنا بصدد الحديث عن الخلافات الشخصية أنا أتكلم في قضية كبييييييييييرة، وموضوع عميق وراء الأفق أبعد من شخص رئيس الاتحاد، وأقولها صراحة لو توفرت في اتحاد كرة القدم عوامل العمل التنظيمي، ووجد الاهتمام من وزارة الشباب والرياضة ومن وراء الوزارة الحكومة والدولة، لكن الأمر مختلف ومغاير، ولكن للأسف هذه الجهات تهتم فقط بالشكليات، وتنسى الاهتمام بأهم شريحة في المجتمع وهي شريحة الشباب والرياضيين ولا تعير الاهتمام بالبشر وبالإبداعات والمواهب التي لا تتكرر.. واتحاد كرة القدم إذا وجد من يقول له لا، فالأمر سيصبح مختلفا بعيدا عن اللوائح والأنظمة التي يجعل منها بعض الدخلاء معايير لهم لأن اليمن فوق هذه الأنظمة واللوائح التي شرعها البعض من أجل نفسه!!.
* مازلت نائبًا للرئيس في هذا الاتحاد من حيث التعيين.. فهل مازال الأمر يعني لك شيئا؟!!
- أقولها بالفم المليان، لو كان هناك أندية حقيقة لما تدهورت كرة القدم.. لكن هذه الأندية سلبية، وهذه السلبية عكست نفسها سلبا على الشباب والرياضيين.. وأنا هنا أبدي استغرابي من سكوت معظم الرياضيين الحقيقيين داخل الأندية، وتحفظهم عن الأشخاص غير الفاعلين في أنديتهم.. وحان الوقت أن يثأر هؤلاء الشباب في الأندية من أجل التصحيح، وأن ينهضوا من سباتهم العميق.. حان الوقت لصناعة التغيير من أجل البناء والتحديث.. كلمة تطوير الآن سائدة وموجودة في كل مؤسسات الدولة، فما بالنا بقطاع الشباب والرياضة والأندية على امتداد اليمن، ولم نجد من يرفع صوته في سبيل معالجة الوضع غير السوي، وإحداث تطور يرتقي بشباب الوطن ورياضته، وأنا هنا أناشد كافة الشباب والرياضيين بضرورة الصحوة وكفانا عبث بمقدرات الرياضة والرياضيين وإلى هنا وبس.. وأنا أيضا لم أقف مكتوف الأيدي وسأتواصل مع الأندية والرياضيين من أجل ذلك وإذا لم يكن لهذه المقابلة صدى على مستوى الحكومة والدولة، فسأضطر إلى انتهاج مسلك المعارض للحكومة إذا لم تحرك ساكنا تجاه ما يجري وسنبدأ بمطالبة حقوقنا المسلوبة!.
* كثر الحديث عن فساد اتحاد العيسي وما أصاب كرة القدم اليمنية.. ومع ذلك لم يتحرك أحد في مواقع القرار.. برأيك أين يكمن السر؟!!
- السر يكمن في الأندية التي هي صاحبة القرار الأول والأخير في عمل الاتحاد، أنا قلت إن الأندية سلبية وأكررها سلبية سلبية.. هناك اتحاد يدير هذه الأندية بهواه وبحسب مزاجه.. يطلع هذا الفريق بطل ويعاقب هذا، ويتدخل في قرارات التحكيم ويعين من يريد من الحكام لإدارة هذه المباراة أو تلك.. كل هذا والأندية ساكتة فكيف نتوقع أن يستقيم حال اتحاد الكرة.. وربما هذا السكوت سببه فقر الأندية للمال وافتقادها للدعم الكافي الذي جعل العيسي أن يستغل ضعفها ليسيرها كيف ما شاء!!.
* لو تحدثت عن أسوأ ما في هذا الاتحاد ماهي الجزئيات التي ترويها للقارئ؟!!
- أسوأ ما في الاتحاد هو وجود الأشخاص (الإمّعات) الساكتين عن قول كلمة الحق، والحقيقة ولا غرابة في أنهم يقبلوا بهذا الوضع، لأن هؤلاء الأشخاص وجدوا سبل الراحة في الاتحاد بالمفهوم البلدي (مشي حالك) يحصلون على بدل سفر أو مكافأة أو تعيين في لجنة وهذه ربما طموحاتهم.. وأنا جمال حمدي طموحاتي أخرى طموحي الارتقاء باللعبة من أجل اليمن.. وعندما يحدث تطور لكرة القدم يرتفع اسم اليمن وعندنا لاعبين موهوبين في الكرة بلادنا حبلى بالمواهب.. واليمن بإمكانها أن تصدر لاعبين لدول الخليجٍ وهذه حقيقة لا أبالغ فيها.. هناك إمكانات ومقدرات شبابية وإبداعية موجودة داخل البلد تجعلنا نستغني عن استيراد لاعبين من أثيوبيا أو نيجيريا أو غيرها للعب في الدوري اليمني الهزيل!!.
* جمال حمدي بوزنه وتاريخه وعلمه.. هل عجز أن يبقى شامخًا أمام مال العيسي ولوبيه؟!!
- حقيقة أنا مرَّيتُ بتجربة اعتبرها مريرة منذ دخولي اتحاد كرة القدم.. لأني حسيت بالعجز مع أني لست عاجزا.. دخلت على بيئة فاسدة وفاشلة وغير مبدعة.. رغم أن الاسم كبير ومذهل (الاتحاد العام لكرة القدم) اسم صاعق وقوي وبداخله بلاوي وإدارة عشوائية، وعمل ارتجالي، وممارسات لا يمكن القبول بها.. هكذا هو حال هذا الاتحاد وعشت أسوأ مرحلة في تاريخي عندما رأيت كيف تدار لعبة كرة القدم، وسألت نفسي كيف أقبل بمثل هذا الوضع، وكيف اقتنع بالعمل في اتحاد مسئول عن أكثر من 300 نادي والأمور بهذا الشكل يديرها شخصان، كيف ما أرادا وهذا عيب كبير واليمن أكبر من هذا الكلام، وهذا شيء مؤسف واتحاد كرة القدم أكبر من أن يديره شخصان غير مؤهلين.. فأنا حقيقة صدمت بالوضع الذي عايشته!!.
* كابتن جمال.. بصراحة أنت كنت مرشحا لرئاسة الاتحاد فجأة تحولت الأمور وخضعت لبعض التدخلات لتكون نائب.. كيف ارتضيت وأنت تعرف من أمامك؟!!
- هذا صحيح كنت قد رشحت نفسي لرئاسة الاتحاد، وكنت سأقتنع بما سأحصل عليه من الأصوات حتى لو حصلت على صوتي فقط، ولكن حدث ما حدث في ذلك الوقت، ولا أحب توضيح حقيقة ما حدث لأني احترم عقلي!!، وقبلت أن أترشح لمنصب النائب الثاني، والحمد الله وفقت حينها بالفوز أثناء عملية الانتخابات.
* خلال المدة التي قضيتها.. هل استطعت أن تكشف مدى التوافق في صناعة الفساد بين العيسي والشيباني؟!!
- يجوز لي التعبير إذا قلت أن العيسي وشيباني وجهان لعملة واحدة.. فهما رعد وبرق وكل منهما محترف في التذاكي ولاستهبال والاستغفال بالآخرين!!.
* وهل سيبقى هذا الأمر واقعا على كرة القدم وعلى الناس الرضوخ له.. ونحن نعيش في دولة النظام والقانون؟!!
- لو رفضت الأندية ممارسة الرياضة، وغلقت الأبواب فسيكون الحال أفضل مما هو عليه، وستسارع وزارة الشباب والرياضة والحكومة في إيجاد المعالجات الكفيلة بتصحيح وضع كرة القدم.. وأنا طالب الأندية أنه في حال استمرار الوضع كما هو عليه يجب عليها إغلاق أبوابها حتى تستشعر الوزارة والحكومة بحجم المشكلة الموجودة في اتحاد كرة القدم خاصة وفي الحركة الرياضة بشكل عام، وتعرف الدولة أن هناك قضية موجودة في البلد وتستحق الوقوف أمامها بكل جدية!!.
مقتطتفات من وحي الحوار على لسان الكابتن جمال حمدي *********
- لا يمكن حلحلة مختلف قضايا الرياضة اليمنية إلا من خلال عقد مؤتمر وطني موسع يضم كافة الرياضيين والشباب والمهتمين من الأكاديميين وأصحاب الخبرات الطويلة في المجال الشباب والرياضي، وفيه يتم تقديم الرؤى والأفكار والتصورات الكفيلة بعملية النهوض والتطور للرياضة اليمنية.
- دعوة أتوجه بها لفخامة الأخ رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي والأخ محمد سالم باسندوه رئيس مجلس وزراء حكومة الوفاق الوطني ولكل مسئولي الدولة أن يقوموا جميعهم باتخاذ خطوة جرئية تتمثل في إجماعهم على إخلاء المواقع العسكرية من أمانة العاصمة ومختلف عواصم المحافظات بالجمهورية وتحويلها إلى أندية رياضية وملاعب خفيفة خدمة لشباب ورياضيي الوطن أسوة بما قامت به بعض دول الجوار ومنها المملكة العربية السعودية!.
- الأندية في بلادنا تشحت من التجار ورجال المال والأعمال وتستجديهم من أجل تقديم الدعم على عكس دول العالم التي يبحث فيها التجار ورجال المال والأعمال عن أندية تقبل دعمهم لها!!.
- إنا صاحب فكرة إنشاء أكاديمية رياضية للعبة كرة القدم في نادي أهلي صنعاء.. أتمنى أن تتوسع هذه الفكرة لتشمل كافة الأندية.
- تطور الرياضة في بلادنا مرهون بتطور كرة القدم اليمنية.
- منذ بداية ممارستي للعمل في اتحاد كرة القدم كنائب ثانٍ شعرت بأنني شخص غير مرغوب فيه!.
- إنشاء نقابة للرياضيين مطلب يجب أن يتحقق حتى يجد الرياضي الإنصاف!.
- عامة الناس لا تدرك معنى وفائدة ممارسة الرياضة!.
- كرة القدم العمانية تطورت، والسبب اهتمام الدولة عندما اتخذت قرار تجميد المشاركات الخارجية للعبة ووضع برامج وخطط على المدى البعيد.. وبالفعل كانت النتائج مثمرة.. وليس عيبا على حكومتنا أن تقتدي بتجربة العمانيين!.
- قاعدة الشباب المتعاطين للقات والشيشة تشهد توسع ملحوظ ونزوحهم عن ممارسة الرياضة هو السائد!.
- الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي كان له الفضل في إنشاء مدينة الثورة الرياضية بالعاصمة صنعاء، وبناء ملعب الفقيد المريسي، وكان ذلك في السبعينيات عندما كنا نمثل المنتخب الوطني لكرة القدم وحينها تفاءلنا بأن الرياضة في اليمن ستشهد انتعاش غير أن الآمال ذابت والطموحات تبددت بعد مدة حكم الرئيس الحمدي، وحل التدهور بدلا عن التطور!.
- الموهبة ثروة إبداعية يحظى بها كثير من شباب اليمن، ويجب على الدولة الاهتمام بالموهوبين في مختلف المجالات الإبداعية وعلى رأسها كرة القدم.