(1_2)
عندما تم انتخابه قبل أربعة أشهر وتحديداً في ديسمبر 2012 رئيساً لنادي سمعون بمدينة الشحر في ساحل حضرموت لم يكن يعلم أن إدارة الأندية الرياضية في اليمن بهذا الكم الهائل من المعاناة، وربما هذا ما دفعه للتحدث لنا بصراحة عن مشاكل الأندية، سيما مع اتحاد كرة القدم حتى وصلت أندية حضرموت إلى حافة الانهيار حد تعبيره.
الأستاذ محمد سالم بن بريك، رئيس نادي سمعون، لبَّى دعوتنا وزارنا في مقر الصحيفة بصنعاء وتحدث عن مشاكل جمة وكشف عن تهديد أندية حضرموت بالانسحاب من دوري الدرجة الثانية الذي لا يعلم أحد متى ينطلق.
الرياضي/حاوره/ سامي العمـري
- نستطيع أن نقول إن استعدادات نادي سمعون بعد المراحل الصعبة التي مرَّ بها جيدة، ولكن هل سيستمر هذا الاستعداد، العلم عند الله.
- الأسباب تعود إلى الاتحاد العام لكرة القدم الذي حدد 15 مارس موعداً لانطلاق منافسات دوري الدرجة الثانية، وما حصل أننا استعددنا بشكل جيد على أمل انطلاق الدوري في موعده المحدد، وما يحصل الآن هو انتكاسه للاستعدادات التي بدأناها وقمنا بمجهود خرافي فيها، فاللاعبون والمدرب وحتى الإدارة بدأوا يشعرون بالملل بسبب طول فترة الإعداد، كان من المفترض أن نبدأ بخوض منافسات الدوري في 15 مارس بعد أن انتهينا من فترة الإعداد التي بدأت في 13 فبراير، الآن نحن في مرحلة عد تنازلي سلبي من الإعداد الجيد إلى الأسوأ بسبب تأجيل الاتحاد لانطلاق الدوري.
- نحن في أندية الدرجة الثانية نعاني مشاكل كبيرة، وطبعاً هي مشاكل قديمة، لكن المشاكل التي حدثت هذا العام مشاكل استثنائية، وللأسف الشديد فإننا نحمل هذه المشاكل اتحاد الكرة الذي وعد بانطلاق الدوري في 15مارس، وعلى ضوء هذا القرار الذي اتخذه الاتحاد في اجتماعات الجمعية العمومية بداية فبراير، تعاقدنا مع اللاعبين وأعددنا الفريق وتعاقدنا مع مدرب وتمت فترة الإعداد، وإجمالي ما دفعناه كرواتب للاعبين والجهاز الفني نحو مليون و200 ألف شهرياً ابتداءً من 13 فبراير، أي أنه إلى الآن خلال أكثر من شهرين بلغت تكلفة الإعداد ما يقارب أربعة ملايين ريال كرواتب للمدربين واللاعبين وإعداد وأدوات رياضية.. إلخ، وهذا قبل انطلاق الدوري، في الوقت الذي يعرف الجميع أن أندية محافظة حضرموت بالذات فقيرة ولا تستطيع تحمل هذا العبء.
- الاتحاد إلى الآن صامت ولم يرد علينا ولم يوضح لنا أسباب تأخير الدوري، بل بالعكس رئيس الاتحاد والأمين العام لا يردون حتى على تلفوناتهم، وجعلونا في موقف محرج جدا، فنحن الآن لا نستطيع أن نسرِّح المدربين واللاعبين ولا نستطيع أن نستمر، وليس أمامنا سوى حل واحد هو الاستمرار بالدين (سلف)، وفي هذه الحالة سنستمر في الاقتراض حتى ينهار النادي، ونخشى انهيار أندية حضرموت بسبب سياسة اتحاد كرة القدم، قبل أيام كانت عندنا فكرة في أندية حضرموت بأن نجتمع وننسحب من الدوري نهائياً بسبب تصرفات الاتحاد، وطرحت مسألة رفع دعوى مدنية في المحكمة بسبب تسبب الاتحاد في تكبيد أنديتنا خسائر مادية لا نستطيع تحملها ومطالبة الاتحاد بالتعويض.
- بالنسبة لي كرئيس جديد لنادي سمعون، وما استنتجته بأن الاتحاد يتعامل مع الأندية من خلال اجتماع الجمعية العمومية فقط، بعد ذلك لا من شاف ولا من دري.
- كما قلت لك أنه في 15 مارس انطلاق الدوري وذلك قرار اتخذ في اجتماع الجمعية العمومية، لكنه لم ينطلق، كما تم الاتفاق على دفع 10ملايين لأندية الدرجة الثانية و25 إلى 20 مليون ريال لأندية الدرجة الأولى وهذا أيضاً لم يتم، الأمر الثالث أننا اعتمدنا إقامة الدوري بنظام الذهاب والإياب لدوري الثانية، والآن نسمع حديثاً بأن الدوري سيقام بنظام التجمع، وباختصار شديد، قرارات الجمعية العمومية لا تنفذ.
- المشاكل واردة وظروف اليمن الجميع يعرفها، وقد يكون هناك مشاكل بين الاتحاد وبين الوزارة، لكن يجب أن يتعامل الاتحاد مع الأندية بشفافية وتطرح الأمور بعقلانية، وأن لا يدمِّر الاتحاد الأندية، فهناك أندية فقيرة لا تستطيع الاستمرار أشهراً على الصرف غير المعقول، كان بإمكان رئيس الاتحاد التواصل مع أندية الدرجة الثانية ويخبرهم بأن الدوري تأجل أو توقف أو أُلغي ويوضح الأسباب، أما أن يتجاهل الأندية وبتعمد فهذا أمر غير مقبول.
- بصراحة لا نستطيع المشاركة بدون صرف المخصصات، هناك أندية غنية تستطيع على مواصلة المشوار وأن تدفع من مواردها الذاتية خاصة أندية في تعز والبيضاء والحديدة، أما أندية حضرموت وعدن فإنها غير قادة على المواصلة إن لم يكن هناك دعم من الاتحاد ومن الوزارة.
- الاتحاد لم يشعرنا بأي شيء حول هذا الموضوع، لا نعرف نصيبنا من صفقة بيع الدوري، وللأسف الشديد أن الاتحاد لا يخاطب الأندية إلا نادراً، تخيل أن اجتماع الجمعية العمومية الذي عُقد مطلع فبراير لم يخبرنا الاتحاد به، سمعنا بالاجتماع فقط عن طريق الصحف، وعندما اتصلنا بالاتحاد نستفسر عن الاجتماع، قالوا نعم، فقلنا لماذا لم تبلغونا، فردوا علينا بأنهم اكتفوا بنشر الخبر في الصحف، فإذا كانت اجتماعات الجمعية العمومية لا يتم إشعار الأندية وحتى فروع الاتحاد بها رسمياً فما بالك بالأشياء الأخرى، والفارق بين نشر الخبر في الصحف وموعد الاجتماع حوالي 24 ساعة، لذا فأندية المهرة لم تستطع إرسال مندوبها لحضور الاجتماع، وخلال الاجتماع كدنا كأندية حضرموت ننسحب احتجاجاً على سياسة صرف المستحقات المالية، إلا أن رئيس الاتحاد أحمد العيسي وعدنا بمراعاة خصوصية أندية حضرموت، وعند زيارته لحضرموت قدم العيسي لأنديتها 500 ألف ريال من جيبه الشخصي، لكن سياسته في قيادة الاتحاد خسَّرتنا أربعة ملايين ريال.
- هذا السؤال مهم جداً، وكما ذكرت لك كنا على وشك أن نتفق على قرار بالانسحاب من الدوري كلياً، والأسباب مالية بحتة، فإذا كان الاتحاد مصراً على تجاهلنا وعلى عدم انطلاق الدوري وتوضيح أسباب تأجيل الدوري فنحن مضطرون للانسحاب الجماعي لأندية حضرموت، لأنه بهذه الطريقة سيأتي نهاية الموسم والنادي مدين بـ20 مليوناً، هذه كارثة وستضطرنا لإغلاق أنديتنا، لهذا يجب أن نتخذ قراراً في الوقت المناسب بالانسحاب قبل انهيارها.
- اتفقنا كأندية حضرموت أنه إذا لم يتم انطلاق الدوري خلال أسبوع، فسوف نجتمع في سيئون ونتخذ قراراً بالتوقف عن المشاركة.
- عندها لكلِّ حدث حديث، وسيكون لأندية حضرموت تصرف آخر، وقد نرفع دعوى قضائية على الاتحاد، ونتكلم عمَّن لم يلتزم بالاتفاق، نحن أم الاتحاد الذي تسبب في تكبدنا خسائر مالية كبيرة، فأسبابنا مالية ومقنعة جداً.
- أنا لم أنتخب أحداً، أنا رئيس جديد لم يمض عليَّ سوى أقل من خمسة أشهر.
- بصراحة أنا أشعر أن هناك "لوبي"، لكل رئيس اتحاد هناك بعض الأندية الكبيرة المؤيدة له، وذلك ما نلمسه في اجتماعات الجمعية العمومية.
(2_2)
تجار حضرموت لا يدعمون الرياضة
تأخر الدوري يضر بالأندية ويهدر أموالها
مشكلة الكرة اليمنية إدارية.. ودول أكثر فقرا دورياتها منتظمة
انتظروا سمعون بعد عامين
الوزارة تقدم لنا مليوني ريال في العام وصرفنا أكثر من 4ملايين في شهرين
عندما تم انتخابه قبل أربعة أشهر، وتحديداً في ديسمبر 2012، رئيسا لنادي سمعون بمدينة الشحر ساحل حضرموت، لم يكن يعلم أن إدارة الأندية الرياضية في اليمن بهذا الكم الهائل من المعاناة، ولعل هذا ما دفعه للحديث لنا بصراحة عن مشاكل الأندية، سيما مع اتحاد كرة القدم، حتى وصلت أندية حضرموت إلى حافة الانهيار حد تعبيره.
الأستاذ محمد سالم بن بريك، رئيس نادي سمعون، تحدث في الجزء الأول أمس الثلاثاء عن سوء تعامل الاتحاد العام لكرة القدم مع أندية الدرجة الثانية، وعدم إيفائه بعهوده، وفي هذا الجزء يتحدث عن معاناة أندية حضرموت ومشاكلها، ويعد الجماهير بعودة قوية لسمعون إلى الساحة الرياضية خلال عامين، لكن ما سبب هذا التحمس؟؟، اقرؤوا السطور التالية:
اليمن اليوم .. حاوره/ سامي العمـري
* من وجهة نظرك أين يكمن الخلل في الكرة اليمنية؟
- المشاكل التي تواجه الكرة اليمنية مالية، لكن من خلال خبرتي المتواضعة أرى كثيراً من الدول الفقيرة تقام فيها دوريات بشكل منتظم، رغم الظروف والإمكانيات المتواضعة، أما مشكلة كرتنا الأساسية فهي إدارية، ومتى ما كان هناك تخطيط سليم، ممكن نتغلب على كثير من الأمور المالية.
* إذا ما انتقلنا إلى نادي سمعون الذي ترأسه منذ نحو خمسة أشهر، ما هي أبرز المشاكل التي يعاني منها؟
- نادي سمعون ليس استثناء، وأنا حزين جدا على أندية كبيرة لها تاريخ وقدمت نجوماً كباراً، لكنها أصبحت الآن في عالم النسيان، فمثلا نادي أهلي الغيل ونادي المكلا، اللذين أنجبا عمالقة في كرة القدم، وكذلك نادي سمعون، وأخرى كثيرة انهارت بسبب المخصصات والموارد المالية الضعيفة، يعني الآن البقاء للأقوى، من تحصل على تاجر أو رجل سياسة قادر يدعمه أو حزب يدعمه بايمشي معه الوضع، أما النادي الذي لم يحصل على ذلك، الله معه..
نادي سمعون مر فترة من الفترات بهذه الأزمة، موارد شحيحة إلى جانب سوء إدارة، وكان هناك فساد مالي كبير، رغم أن نادي سمعون يتمتع بموقع متميز، فهو النادي الوحيد في مدينة الشحر، والكثير من التجار دعموه في فترات سابقة، لكن نظرا لفساد الإدارات السابقة، تهرب كثير من التجار عن دعم النادي، وهذه المشكلة التي نعانيها الآن كهيئة إدارية جديدة، لذا فنحن نعمل على إعادة الثقة بين النادي والتجار الداعمين، وبدرجة أساسية يجب على النادي تطوير موارده الذاتية عن طريق الاستثمار، ولدينا في سمعون خطة في هذا المجال سننفذها خلال الفترة القادمة، فالنادي يمتلك أراضي ومواقع يمكن أن نستثمرها لصالحه، وخلال العامين المقبلين سنتغلب على سوء التخطيط ويكون لنادينا موارده المالية، ونقول؛ انتظروا نادي سمعون.
* هل لديكم خطة لاستثمار ما تمتلكونه؟
- نعم لدينا خطة جاهزة وتم تشكيل لجنة للاستثمار واستشارة كثير من التجار، وإذا نجحت خطة الاستثمار فنعد الجماهير الرياضية بأن نادي سمعون سيعود بقوة إلى الساحة.
* ما الألعاب التي يمارسها ناديكم؟
- نحن الآن تأهلنا إلى الدرجة الثانية في الكرة الطائرة وكرة الطاولة، ونحن ثاني ناد في التايكواندو على مستوى حضرموت، كما أعدنا لعبة كرة السلة بعد توقف 15 عاماً، والآن بصدد إعادة الملاكمة وخلال أكثر من 15عاماً كان هناك توقف لكثير من الألعاب، ونحن الآن نحاول أن نعيدها، فسمعون تأسس عام 1939، وهو امتداد لناديين هما كوكب الصباح، وشباب الجنوب في الشحر.
* رغم أن مساحة حضرموت شاسعة وتمثل حوالي ثلث مساحة اليمن، ولديها أندية كثيرة، إلا أننا لا نشاهدها بقوة على الساحة الرياضية، بدليل أنه لا يوجد في الدرجة الأولى لكرة القدم سوى نادٍ واحد، فما السبب في ذلك؟
- أندية حضرموت أندية فقيرة، مافيش تجار كبار يدعمونها
* كيف ذلك وحضرموت معروفة بامتلاكها عدداً كبيراً من التجار الكبار والناجحين؟
- للأسف تجار حضرموت لا يدعمون الرياضة.
* وما سبب ذلك؟
- الفساد الكبير الذي حدث في الأندية، وهو ما تسبب في هروب التجار من دعمها، وإذا نجحنا في خطتنا الاستثمارية فسيكون لسمعون موارده الذاتية، ولن يكون مرتبطاً بفلان أو علان أو بتجار، ولدينا الإمكانيات ليكون سمعون نادياً نموذجياً، لأن ما كان ينقصه هو التخطيط.
* كيف تقيِّمون علاقتكم بوزارة الشباب والرياضة؟
- بالنسبة لنادي سمعون، فأنا رئيس جديد، وعندما جلست مع وزير الشباب والرياضة معمر الإرياني، شعرت أنه قريب من الأندية والرياضة ويحاول معالجة المشاكل التي تواجه الرياضة اليمنية.
* لكن الأندية تشكو من عدم تقديم الوزارة لدعم مناسب؟
- نعم لا يوجد دعم مناسب للأندية، فدعم نادي سمعون من الوزارة لعام 2013 يبلغ مليونين و300 ألف ريال فقط، ويتم تقسيمه على أربعة أقساط، فهل هذا مبلغ يطور الرياضة؟!.. وإذا كنا خلال شهرين صرفنا أربعة ملايين ريال لإعداد فريق كرة القدم، فما بالك ببقية الألعاب والفئات العمرية، فكيف يمكن أن تنهض الرياضة والمبلغ المصروف لك من الوزارة لا يكفي لمجرد شراء أدوات رياضية لموسم واحد، وكل الأندية تعاني هذه المشكلة، الآن لا نستطيع الحديث عن رياضة بدون مال.
* شيء أخير تود قوله؟
- أتمنى من وزارة الشباب والرياضة، ممثلة بالأستاذ معمر الإرياني، ومن الإخوة في الاتحادات الرياضية ككرة القدم والطائرة وغيرها، النظر إلى الأندية، خاصة أندية محافظة حضرموت، بعين الاعتبار، لأنها غير مدعومة من أي جهة أخرى، وإعطاءها حقها كاملا، بما يتناسب مع مساحة المحافظة وتاريخها، فتخيل عندما يسافر فريقنا إلى سيئون للعب مباراة، لا يتم إعطاء النادي مخصص المواصلات، على اعتبار أننا نلعب في نفس المحافظة، رغم أن المسافة إلى سيئون ست ساعات، فأخسر نحو 300 ألف ريال، بينما يتم إعطاء نادٍ في العاصمة مخصصاً لمجرد سفره إلى محافظة ذمار في ساعة ونصف فقط.. كما أتمنى من اتحاد كرة القدم تحديد موعد لانطلاق دوري الدرجة الثانية، لأن تأخر الدوري يضر بالأندية كثيرا ويهدر أموالاً كان يمكن أن تستفيد منها الأندية في أنشطة أخرى، وتحسين بنيتها التحتية وإدخال ألعاب أخرى، لكن كل عام وبسبب التأخر، فإن أموالاً كثيرة تذهب للبحر.