الراعي يفتح قلبه لـ«لماتش»

Monday 30 November -1 12:00 am
الراعي يفتح قلبه لـ«لماتش»

- احمد الراعي:

حاوره: عبدالله مهيم
----------

مدرب التلال : سننافس بقوة والحسم لن يكون إلا في الرمق الأخير

دخلت الجماهير التلالية هذا الموسم وهي تحمل آمال وأحلام العودة إلى أيام المجد التي لا تنسى، ووضعت ثقتها في المدرب أحمد الراعي لتحقيق ذلك خصوصاً بعد النجاحات التي حققها هذا المدرب في الموسم الماضي وصعوده بالفريق إلى منصات التتويج، رغم أن الاستعانه به كانت خلال مرحلة الإياب لمجرد الإنقاذ وحفظ ماء الوجه.. لكن مع مرور الوقت بدأت هذه الجماهير ترى أن حلمها أصبح يبعد شيئاً فشيئاً بسبب إهدار النقاط والتي كان آخرها خسارة المباراتين الأخيرتين، مما جعل العديد من الأسئلة تدور في مخيلتها دون أن تجد لها إجابة..
«ماتش» حملت كل تلك الأسئلة التي تتعلق بتراجع الفريق، وماذا سيقدم فيما تبقى من جولات وحظوظه في المنافسة إلى جانب كثير من الأمور التي تخص البيت التلالي ووضعتها على طاولة الكابتن الراعي الذي فتح قلبه مشكورا للصحيفة فكانت الحصيلة الحوار التالي:
* تعرض الفريق لخسارتين متتاليتين أمام الهلال والصقر، هل يعني ذلك أنكم أصبحتم خارج المنافسة؟
ـ بالتأكيد أن خسارتين متتاليتين مؤثرتين لكن هذا لا يعني خروجنا من سباق المنافسة فالأمل لايزال موجودا بقوة فخلال مباراتي الهلال والصقر ارتكبنا أخطاء سنعمل على تصحيحها من أجل العودة إلى سكة الانتصارات والبقاء في دائرة المنافسة، كما أن امتلاكنا لمباريات كثيرة على أرضنا فيما تبقى من جولات يجعل فرضتنا كبيرة وطبعاً بعد معالجة الأخطاء في الجانب الفني والاهتمام أكثر بالجانب النفسي للفريق خلال المرحلة المهمة القادمة.

* استنجد بك التلال الموسم الماضي في مرحلة الإياب وحققت معه نتائج مبهرة أوصلتكم إلى منصة التتويج.. هل ذلك النجاح من دفعك للاستمرار لموسم آخر؟
ـ قد يكون هذا الأمر أحد الأسباب للاستمرار في القلعة الحمراء، بالإضافة إلى وجود إدارة رائعة تعمل كل ما تستطيع من أجل الفريق ووجود فريق شاب يضم مجموعة ممتازة وامتلاك النادي العريق لجمهور رائع في كل المحافظات يتمناه أي فريق ويعد أحد الأسلحة المهمة التي تفتقدها بقية الفرق في الدوري.

* بالتأكيد أن سقف الإدارة التلالية قد ارتفع بعد تحقيق البرونز في الموسم الماضي.. فعلى ماذا اتفقت معك وطالبتك عند تجديد العقد وتحملك للمسئولية من بداية الموسم؟
ـ ليس الإدارة وحدها التي ارتفع سقف طموحها بل كلنا كجهاز فني ولاعبين وجماهير ارتفع طموحنا ولابد أن يكون طموحنا عند أعلى سقف ويكون هدفنا هو القمة وتحقيق أفضل النتائج، وحتى أكون صريحا معك لم أتفق مع إدارة النادي على تحقيق مركز محدد لكن كلنا متفقون على ضرورة ظهور الفريق بصورة أفضل من الموسم الماضي وتقديم مستوى يليق بنادٍ عريق مثل التلال وتحقيق مركز أفضل من البرونز.

* في الموسم الماضي أكدت في أكثر من مناسبة أن الفريق بحاجة إلى تطعيم لكن الكل تفاجأ بموافقتك على تجديد عقدك في ظل رحيل لاعبين مؤثرين مثل الحارس سامر وبقشان والموزعي وحمودي.. فكيف نفسر هذا التناقض؟
ـ عند تجديد العقد لم يكن هؤلاء اللاعبون قد رحلوا وبالنسبة لي كنت أتمنى استمرارهم مع الفريق لكن نحن في عصر الاحتراف وأحياناً تكون الظروف أقوى منك، وقد كنت رفعت تقريراً شاملاً عن الموسم الماضي وطالبت بتطعيم الفريق في بعض المراكز وفعلاً عند تجديد العقد اتفقت مع الإدارة على البحث عن لاعبين مميزين نرفد بهم الفريق وهو ما تم بالتعاقد مع لاعبين محليين وأجانب حيث أخذ هذا الموضوع منا كثيراً من الوقت وعانينا كثيراً في جلب لاعبين في بعض المراكز ومنها حراسة المرمى.

* وهل ترى أن التلال وفق في التعاقدات التي أبرمها هذا الموسم؟
ـ وفقنا في بعضها ولم نوفق في البعض الآخر.. وأصدقك القول أن اللاعبين القادمين ليسوا بمستوى وتأثير المغادرين، فمثلاً خسارة لاعب مثل بقشان يصعب عليك تعويضه وتجد لاعبا يحل مكانه، لكن عموماً التعاقدات الموجودة هذا الموسم جيدة وتعمل بجد في تقديم أداء يخدم الفريق وقد ارتفع مستواها مع مرور الوقت حيث عانى الفريق في بداية الدوري ولم يظهر بالشكل المطلوب وهذا شيء طبيعي نظراً لدخول عناصر جديدة في التشكيلة ولم يصل الانسجام إلى الدرجة المطلوبة لكن بعد مرور فترة بدأ التحسن والانسجام وقدم الفريق مستويات رائعة وظهر اللاعبون الذين تعاقدنا معهم هذا الموسم بمستوى جيد.

* كان إهدار النقاط على ملعبكم هو السمة البارزة حتى أنكم لم تحققوا إلا فوزاً يتيماً فقط.. هل لديك تفسير بذلك؟
ـ نعم هذا ما حصل وحتى اللحظة لم أجد أي تبرير لهذه الحالة الغريبة ولازلت أبحث عن الأسباب فإذا أرجعنا ذلك إلى تأثير اللاعبين بالضغوطات الجماهيرية فقد كانت ضغوطات الموسم الماضي أقوى ووضعنا أصعب وحققنا انتصارات كثيرة وكنا قوة ضاربة في ملعب حقات قد يكون أننا لعبنا مع فرق متصدرة ومنافسة، كما يجب الاشارة إلى أننا لا نستحق الخسارة في كل المباريات فقد كنا الأفضل في بعض المباريات وافتقدنا للإنهاء السليم.. وعموماً أعتقد أن المسألة كانت سوء حظ وتوفيق في المباريات الماضية وأنا على ثقة أننا سوف نتجاوز هذه المشكلة في المباريات القادمة ونحقق الانتصارات على ملعبنا ونفرح جماهيرنا التي لم تقصر بالوقوف إلى جانبنا في السراء والضراء.

* كثر الكلام في هذا الموضوع حتى وصل إلى بعض الخرافات، هل يمكن أن نسمع عن نقل مبارياتكم إلى ملعب آخر في عدن إذا استمر إهدار النقاط في حقات؟
ـ يضحك ثم يقول: يا أخي أنا أتعامل مع الموضوع كمدرب وأبحث عن الأسباب من الناحية الفنية والنفسية وإيجاد الحلول وإن شاء الله تزول هذه المشكلة في أول مباراة قادمة على أرضنا وعندي ثقة كبيرة في اللاعبين، كما أؤكد أننا أبداً لن نلتفت لما يقال من خرافات ولن نتخلى عن اللعب على أرضنا بملعب حقات كأحد الأسلحة المهمة التي نواجه بها الفرق الأخرى.

* تأجيل مبارياتكم أمام اتحاد إب وشعب حضرموت هل جاء لصالحكم لكي تأخذوا قليلاً من النفس أم أنه يزيد من الضغوط عليكم؟
ـ بدون شك التأجيل يزيد الضغط علينا وله تأثير سلبي على الفريق كنا نريد أن نلعب ونواصل الأداء بنفس القوة لكن ماذا عسانا أن نفعل.. فالتوقف عن اللعب لمدة أسبوعين له آثار كثيرة ويخرج الفريق من أجواء المنافسة ونحتاج إلى وقت للعودة إلى الفورمة.

* كرياضي ما رأيك في قيام الحراك الجنوبي بمنع إقامة المباريات في عدن وحضرموت؟
ـ حقيقة شيء مؤسف، فالرياضة تحمل رسالة سامية عنوانها المحبة ودائماً ما تجمع بين الشعوب لا تفرقهم، وأنا ضد إقحام السياسة في الشأن الرياضي مهما كانت الأسباب فمن يقوم بالمنع المستنكر لا يدري النتائج الوخيمة على توقف دوران الكرة فهذه اللعبة أصبحت مصدر عيش لمئات بل آلاف الأسر من مدربين وحكام وإداريين ولاعبين، كما أن كرة القدم أصبحت هي المصدر الوحيد لفرحة الشعب بعد أن عكرت السياسة وصراعاتها المزاج العام، ولعل الكل شاهد الفرحة بما قدمه المنتخب في خليجي 22 بالرياض.

* بعد أن قطع قطار الدوري حوالي ثلثي المسافة كيف تقيّم المستوى عموماً ومن ترشح للقب بعد مقابلتك لكل الفرق؟
ـ بالنسبة للمستوى الفني نقدر نقول أنه متوسط كما أن الدوري هذه المرة يتميز بالتقارب النقاطي بين معظم الفرق فحتى الآن نستطيع القول أن كل الفرق لاتزال في دائرة المنافسة ما عدا فريقين فقط وهو ما يؤكد أن المنافسة سوف تستمر حتى آخر اللحظات، أما عن ترشيحي لأكثر الفرق تنافساً على اللقب من خلال ما شاهدت فأعتقد أن الأهلي والصقر في مقدمة الفرق ويأتي من بعدهم شعب إب والتلال.

* ماهو الفريق الذي لفت نظرك بأدائه هذا الموسم وكذا الفريق الذي لم تتوقع أن يظهر بهذه الصورة؟
ـ لفت نظري الأداء القوي الذي قدمه فريق فحمان والذي صعد ويشارك لأول مرة في دوري الأضواء، كما أعجبني الأداء الرائع لفريق اليرموك الذي يقدم كرة قدم حديثه وجميلة، وبالمقابل فقد تفاجأت بالمستوى الذي ظهر به فريق شباب الجيل وكنت أتوقع أن يظهر بصورة أفضل عطفاً على استعداده والعناصر التي يضمها في صفوفه.

* الكل لاحظ إسناد قيادة المباريات لحكام شباب ومع هذا كانت الشكاوى من الأخطاء التحكيمية محدودة.. كيف ترى أداء قضاة الملاعب هذا الموسم؟
ـ التحكيم جزء مهم في اللعبة وموضوع تطوره مرتبط بتطور كرة القدم، أداء الحكام الشباب كان متفاوتاً فمنهم من ظهر بصورة جيدة وأظهر أداء وشجاعة في إدارة المباريات وهناك من لم يكن بنفس المستوى وأثبتوا أن مباريات الدوري كبيرة عليهم وأن لجنة الحكام تسرعت في الزج بهم في دوري النخبة.. عموماً نتمنى أن تنظر لجنة الحكام إلى ما تبقى من جولات باهتمام بالغ وتختار أفضل العناصر حيث وصلنا إلى المراحل المصيرية التي تقطف فيها ثمار جهد موسم.

* بالتأكيد إن هناك أموراً إيجابية وأخرى سلبية رافقت مسيرة الدوري.. من وجهة نظرك ماهي أبرزها؟
ـ أبرز شيء إيجابي هو انطلاق الدوري مبكراً وهذا يحسب لاتحاد الكرة وخطوة تدعو للتفاؤل، وبالمقابل كان التأجيل لبعض المباريات والجولات لأسباب خارجة عن إرادة اتحاد اللعبة وكنا نتمنى أن يستمر قطار الدوري في السير من دون توقف حتى يتم الانتهاء في الوقت المحدد والسير بالتوازي مع الروزنامة العالمية وتمكن الاتحاد من التفرغ لإعداد المنتخب.

* هل أنت مرتاح في التلال، وهل ممكن أن نراك في القلعة الحمراء لموسم ثالث؟
ـ نعم أشعر بالارتياح في العمل لهذا النادي العريق خصوصاً في وجود إدارة ممتازة وجماهير عريضة ووفية وفريق شاب تستطيع أن تراهن عليه على تحقيق النجاح، كما أن أي مدرب يتشرف بقيادة عميد الأندية اليمنية ويعد رصيداً غير عادي في مشواره التدريبي، أما بالنسبة لاستمراري لموسم ثالث فهذا مرتبط بالمستقبل والأيام القادمة وحينها لكل حدث حديث.

* رغم مشوارك التدريبي الطويل والإنجازات الكثيرة التي حققتها إلا أن الراعي بعيد عن المنتخبات الوطنية، فهل لديك تفسير لذلك؟
ـ قرار اختيار الأجهزة الفنية للمنتخبات يخص اتحاد اللعبة وأنا أحترم قراراته، وبالتأكيد أن مسئوليه يعملون بجد من أجل صالح الكرة اليمنية، قد تكون هناك مواصفات معينة يراها أصحاب القرار ولا تتوفر في الراعي، بالنسبة لي سبق وأن منحت فرصة لقيادة المنتخب في حين أن هناك آخرين لم يأخذوا فرصتهم وفي الأول والأخير وكما أسلفت فهذا الأمر متروك لقيادة الاتحاد مع التأكيد أنني لن أتردد في خدمة الوطن متى ما طلب مني وفي أي وقت.

* بعيداً عن التلال والمنتخب وكأحد أبناء حسان الذين قدموا له الكثير كلاعب ومدرب ماذا تقول عن الحال الذي وصل إليه هذا النادي العريق؟
ـ الحالة التي وصل إليها حسان مأساوية يقطر منها القلب دماً، ويؤلمني اليوم أن أتحدث عن هذا النادي الذي يعتبر بيتي الأول وله الفضل فيما أنا فيه الآن وعرفت من خلاله وقد وصل إلى هذه المرحلة الصعبة بعد أن كان رقماً صعباً في معادلة الرياضة اليمنية.. المسئولية يتحملها الجميع وهناك عوامل كثيرة أوصلت هذا النادي إلى هذا الوضع ولعل أبرزها ما تعرضت له المحافظة ومدينة زنجبار التي يقع فيها النادي على وجه الخصوص من تدمير لكل بنيتها التحتية ومن ضمنها الرياضية التي لن يقوم حال الرياضة مجدداً في المحافظة إلا بعودتها.. لا شك أن وضع النادي صعب جداً لكن لا يمكننا الحديث عن عودته إلى وضعه الطبيعي في حين لاتزال المحافظة مدمرة ولم يتم إعادة البنية التحتية إليها واستقرار المواطنين فيها بشكل طبيعي.. كل ما نتمناه أن يتم حل مشاكل المحافظة في أسرع وقت وحينها أؤكد أن حسان يستطيع العودة كما كان مرتكزاً على أبنائه ومحبيه الذين يحزنهم حاله الآن ومستنداً على عراقته وما يمتلكه من ينبوع لا ينضب في تقديم المواهب والنجوم.

* كلمة أخيرة تحب أن تقولها في نهاية هذا الحوار؟
ـ أشكركم كثيراً على إتاحة هذه الفرصة للالتقاء بالجمهور الرياضي، كما أجدها أيضاً فرصة لتوجيه الدعوة لجماهير التلال بالاستمرار في الوقوف معنا في المرحلة القادمة ومؤازرة الفريق حتى نحقق ما نصبو إليه.