اطردوا حياتو.. من الكاف والقاف !

Monday 30 November -1 12:00 am
اطردوا حياتو.. من الكاف والقاف !

وليد فاروق

----------

لا يمكن لأحد أن يرضى بالتجاوزات أو إرتكاب المخالفات في كرة القدم بصفة خاصة أو الرياضة بصفة عامة، وهذا ينبع من أن ممارسة الرياضة على المستوى التنافسي، لابد أن تخضع للوائح وقوانين تفصل ما بين المتنافسين، ضمانا للنزاهة والعدالة والحيادية، ووصولا إلى أعلى درجات الإبداع والتالق، هذا أمر بديهي لا خلاف عليه.

لكن.. عندما تبتكر عقوبات وهمية ليس لها أي أساس من الوجود، لا في اللوائح المحلية ولا الدولية، ولا تخضع سوى لأهواء شخصية وشطحات فكرية و"مفصلة" خصيصا لتحقيق مأرب لا يعلمها إلا الله، وقتها لا يمكن السكوت على هذه التصرفات والسلوكيات المعيبة، والادعاء بأنه لابد من الإلتزام بالقرارات.

هذا بالضبط ما ينطبق على المدعو عيسى حياتو رئيس الإتحاد الأفريقي لكرة القدم، الذي وهب نفسه، لهدم الكرة العربية في القارة السمراء، إعتقادا منه انه يمهد الطريق لباقي الدول الإفريقية السمراء، وهو يعلم بكل تأكيد انه لا هو ولا الإتحاد الذي يرأسه منذ 27 عاما، له دخل في تطور الكرة الافريقية لا من قريب ولا بعيد، فهي تدين في المقام الأول بتطورها إلى إحتراف لاعبي القارة في أوروبا وهو ما ظهر على مستوى منتخباتها في المقام الأول ، لكن معظم الأندية الافريقية لا تزال بعيدة عن مستوى المنتخبات.

وعلى مدار تاريخه الطويل منذ أن تولى رئاسة هذا الإتحاد القاري، وهو لاعب كرة سلة في الأساس ليس له علاقة بكرة القدم، كانت كل مواقفه معادية تماما لكرة القدم العربية في افريقيا، في أي أزمة يكون أحد طرفيها عربي، وكان إتجاهه وإختياره للطرف الأخر مباشرة دون تفكير، حدث هذا في مواقف عديدة مع مصر والسودان والجزائر وتونس والمغرب وغيرهم سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات.

ولم تكن أخر بدع حياتو وإتحاده مع الكرة المغربية والتونسية، إلا دليلا على نهجه المتواصل والمستمر في هذا الصدد، فهل يعقل أن توقع غرامة خيالية قدرها ( 10 مليون دولار) والإيقاف لدورتين عن كأس افريقيا عن منتخب المغرب، لا بسبب إلا ان الدولة العربية طالبت بتأجيل بطولة أمم افريقيا لخشيتها من تفشي وباء إيبولا، وهذا حقها على مواطنيها وعلى ضيوفها ايضا، وتأخير البطولة عام لم يكن يهدد روزنامة البطولة التي لا يعرف أحد متى تقام .. كل عام ولا كل عامين.

ثم تاتي الكارثة الثانية متمثله في العنجهية والصلف الذي أراد حياتو توجيهمها نحو الإتحاد التونسي بعد فضيحة مباراة غينيا الإستوائية في الدور قبل النهائي لأمم افريقيا، لا يمكن أن ننكر أن هناك تجاوزات وقعت من لاعبي تونس، ولكنها كانت ردة فعل نتيجة الظلم الفادح والرغبة العارمة من (كاف) ولجنة حكامه في مجاملة ومحاباة غينيا التي استضافت البطولة في أخر لحظة، ثم تأتي العقوبة من خارج نصوص أي لوائح بالكاف أو اتحاد قاري اخر، وهي الإعتذار او تقديم أدلة على وجود تحيز ضد المنتخب التونسي، أو حرمان المنتخب التونسي من المشاركة في أمم افريقيا 2017.

أي أدلة يمكن تقديمها بعد كل الذي حدث أمام الملايين من حكم موريسيوش سيتشورن والذي عاقبه الاتحاد الافريقي نفسه بالإيقاف 6 شهور.. اليس هذا دليلا بحد ذاته.

وللاسف يساير حياتو بعض المحسوبين على "الكاف" من الشخصيات العربية والذين لم يجرؤوا على ان يقولوا له "لا"، بل بالعكس هناك بعض المحسوبين منهم من يسعون إلى مصلحتهم الشخصية في المقام الأول، ووقعوا على بيان رسمي اعتبروا أن ما يحدث "حملة إعلامية شرسة ومفتلعة على " حياتو صاحب الفضل على الكرة الافريقية ومعلمها وبانيها .. وخاربها !

لا بد من إتخاد موقف حاسم من حياتو، ليس أقل من طرده من الكاف، وعدم استمراره في مقر الإتحاد بالعاصمة المصرية "القاهرة" بعد نهاية دورته الحالية التي تنتهي في 2017 ويكفي هذه الفترة الطويلة في رئاسته لأحد أهم الإتحادات القارية في العالم، لم يقدم فيها ما يجعل القارة السمراء تزهوا بنفسها على المستوى العالمي، لابد أن تجتمع الإتحادات العربية الإفريقية وتتفق على طرد لاعب السلة من " كاف" الاتحاد و"قاف" المقر إلى غير رجعة.. ومعه كل المحسوبين عليه حتى لو كانوا من أهل الضاد أنفسهم !

Twitter @walidfarouk73