رغم كل ما حصل لها لكنها لا تبدو غاضبة كثيرا نتيجة الضريبة التي دفعتها نظير كشفها للحقائق وحديثها بصراحة متناهية، فتم إقصاؤها من منصبها بسبب توجهها السياسي الذي اختارته.
هكذا بدت لنا نورا الجروي الوكيل المساعد لقطاع المرأة بوزارة الشباب والرياضة سابقا في حوار لـ"اليمن اليوم الرياضي"، لكنها لم تستطع أن تخفي آثار الحزن من زملائها في الوزارة الذي لم يقفوا مع الحق.
الجروي كشفت عن أنها ستعود للوزارة لكن ليس لقطاع المرأة، كما كشفت عن نيتها دخول المعترك الانتخابي للجنة الأولمبية، وهي الانتخابات التي تأجلت منذ مطلع مارس القادم إلى أجل غير مسمى.
وبصراحتها المعتادة ونظرتها الحصيفة تحدثت عن أمور كثيرة تتعلق برياضة المرأة وعن عملها ووضع الرياضة والوزارة بشكل عام.
• مرحبا أستاذة نورا ضيفة على "اليمن اليوم الرياضي"؟
- أهلا باليمن اليوم الرياضي الصحيفة المحببة لدي والمتميزة بسماء الوطن اليمني.
• هل تنوين دخول المعترك الانتخابي للترشح لقيادة اللجنة الأولمبية؟
- نعم فأنا عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية منذ عام 2004 ودخلت انتخابات مجلس إدارة اللجنة مرتين متتاليتين وحصدت أعلى الأصوات في جانب المرأة.
اللجنة الأولمبية وأدائها
• لكن اللجنة الأولمبية فقدت عملها في الفترة الماضية؟
- أعتقد أن الوضع الذي يمر به الوطن في ظل هذا التدهور الأمني والاقتصادي والاجتماعي منذ العام 2011 أثّر على كل شيء في الوطن فكيف بالوضع الرياضي أن يكون بعيدا عن هذا الوضع وهو يحتاج إلى مناخ صحي لينجح فيه، وعمل اللجنة كان ضعيفا بسبب الوضع العام للبلد.
• لماذا برأيك أصبحت اللجنة تابعة لوزارة الشباب والرياضة؟
- طبعا المال هو مصدر السلطة ومن يمتلك المال يمتلك السلطة، ووزارة الشباب والرياضة هي التي تصرف موازنة الاتحادات الرياضية العامة، لهذا فهم يدينون بالولاء للوزارة وليس للجنة الأولمبية التي تعتبر أم الألعاب دوليا والمعني الأول بالرقابة والإشراف على الرياضة، لكن طالما وهي لا تمتلك المال فستظل متفرجة فقط، وستظل الاتحادات الرياضية في جهة واللجنة الأولمبية في جهة أخرى.
اتهامات
• هناك بعض الرياضيين يقولون إنك لم تقدمي لقطاع المرأة شيئا في فترتك السابقة، ما ردك؟
- من يقول إنني لم أصنع شيئا لرياضة المرأة أو المرأة بشكل عام في وزارة الشباب والرياضة سأقول له: انظر لما أنجزته نورا الجروي منذ توليها للإدارة العامة للمرأة عام 2003م، فروع في 15محافظة.. مشروع دعم الرياضة النسوية حصلنا عليه منحة يابانية بمبلغ مائتي مليون ريال، أدوات رياضية للمرأة، إنشاء نادي بلقيس، بناء مكتبة للمرأة والطفل بنادي بلقيس، إنشاء مسبح بنادي بلقيس للمرأة والطفل، إنشاء اتحاد رياضة المرأة تصل موازنته اليوم لما يقارب 100 مليون ريال، التعاقد من مخصص قطاع المرأة لما يقارب من عشرين موظفة أغلبهن خريجات المعهد العالي للرياضة، إقامة ثلاثة مهرجانات نسوية رياضية خصصت عائداتها على التوالي لصالح مريضات دور الرعاية النفسية ومريضات سرطان الثدي وجمعية الكفيفات، وست بطولات رياضية مدرسية على مستوى ثلاثة عشر محافظة، ثلاث بطولات عامة، دورات رياضية وتدريبية استقدمت خلالها خبيرات يابانيات فرنسيات أمريكيات وكل هذا في ظل موازنة ضعيفة بدأت بخمسة ملايين إلى أن تركت القطاع وموازنته تصل لثلاثين مليون ريال.. ورغم كل ما فعلته هنالك من يقول إنني لم أصنع شيئا.. وفعلا سنوات من الكفاح والعطاء لم آخذ منها شيئا بل أخذت الكثير من عمري ووقتي.
• وهل أنتِ راضية عن حال ووضع رياضة المرأة في اليمن؟
- بالتأكيد لست راضية عنه، وعندما كنت أنتقد أموراً في اتحاد المرأة يستغلها البعض لفتح صراع بيني وبين رئيسة الاتحاد الذي يوجد بداخله خلل كبير لأن الرقابة معدومة لدرجة بات كل رئيس اتحاد يظن الاتحاد ملكا شخصيا له يتصرف فيه كما يشاء وليس وفق خطط وبرامج.
• إذا عرض عليك العودة لمنصبك هل ستقبلين؟
- لن أعود لقطاع المرأة أبدا وحتى وزارة الشباب والرياضة لم أعد أريد دخولها حاليا، فلي ذكريات فيها أوجعتني وبشدة، وخذلان من عرفناهم أسوأ من ظلم من ظلمونا، وقد أعود ذات يوم لوزارة الشباب والرياضة ولكن ليس لقطاع المرأة فلم يعد ضمن طموحاتي.
وزارة مهزلة
• وما رأيك بوضع وزارة الشباب والرياضة حاليا؟
- وزارة الشباب بحاجة لقيادة قوية عادلة وبحاجة لاستبعاد قيادات عاثت بها ظلما وفسادا ومزاجية، بحاجة إلى البدء بتحسين وضع الموظف أولا بالوزارة حتى يستطيع أن يعطي، هناك إدارات لا يوجد فيها مكاتب ولا أجهزة كمبيوتر ولا طابعات ولا ورق وأقلام حتى.. وهذه مهزلة إدارية فكيف يقوم الموظف بدوره في ظل انعدام كل شيء وحوافز ضئيلة.. الخلل كبير يحتاج إلى قيادة وإرادة قوية وقد تخرج الوزارة من هذا الوضع.
• هل تستحق الوزارة أكثر من ثمانية وكلاء يديرونها؟!
- كلما توسع الهيكل ضاعت واختلطت المهام وقد يصنع شخص واحد ما يصنعه عشرة يتصارعون على المخصصات المالية.
نظمية وعهودها
• وما رأيك بدور اتحاد المرأة ودور قطاع المرأة؟
- على اتحاد رياضة المرأة أن يعود للمهام التي أنشئ من أجلها والاهتمام بالفروع أكثر والتركيز على أسفل الهرم الرياضي النسوي.. أنا تنازلت في الانتخابات الماضية لاتحاد رياضة المرأة أمام الأخت نظمية عبدالسلام بعد أن تعهدت لي أن ترفع موازنة الفروع إلى مليون ريال وتهتم بالرياضيات أكثر لكنها لم تفِ بالتزاماتها رغم موازنتها التي تصل 100 مليون ريال وهذا عبث واستهتار، بقدر ما نهتم بقاعدة وأرضية الرياضة النسوية ننجح، ورئيسة الاتحاد للأسف تهتم بمسئولي الوزارة ودفع الإتاوات لهم وليس بالرياضيات.
• كيف تقيمين فترة عمل الوزير السابق معمر الإرياني؟
ـ لا تعليق لأنهم سيقولون بأني متحاملة عليه لما قام به ضدي من تعسفات.
• كيف تنظري لنتائج منتخبنا في خليجي 22 بالرياض؟
- حين يفرقنا السياسيون يجمعنا الرياضيون يرفعون علما وشعارا واحدا هو الوطن، وكان هذا جليا في كأس خليجي 22 نسينا انتماءاتنا السياسية والمذهبية والفكرية وجمعنا منتخب واحد هو منتخبنا الوطني، ونصيحة إن أردنا وطنا أفضل لا تعصف به الصراعات السياسية والمذهبية والطائفية والفكرية فلنهتم بالشباب والرياضيين فقط وسنحصل على هذا الوطن.
• كلمة تودين قولها في نهاية هذا الحوار؟
- أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ وطننا من كل شر ويجعله آمنا مستقرا موحدا إلى أبد الآبدين.. وشكرا لك أخي عباد على هذا الحوار والشكر أيضا لطاقم صحيفة اليمن الرياضي المتميز الذين أصبحوا رقم واحد بالصحافة الرياضية.