الجنوب أمام تحدي كبير اخر،اما ان نقف يد واحدة ،ونواجهه الخطر في خندق واحد ،ونعيش رجال ونموت بشرف،واما ان ننحني،ونتناول عن النصر،ونلطم خدودنا،ونبكي على ضياع الوطن كالنساء !..
الحقيقة التي قد لا يعلم كثيرون تفاصيلها ،هي ان عملية اغتيال اللواء (جعفر)ـ رحمة الله عليه ـ كانت بداية لمخطط اسقاط (عدن) ،واعلانها (إمارة)،ففي الوقت الذي صرعته،ومرافقه العبوة الناسفة ،كانت سيطرت شرعية فخامة الرئيس (هادي)لا تتعدى حدود قصر(المعاشيق)!.. ادرك اصحاب القرار في دول التحالف بانهم في موقف غاية في الحرج،وفي لحظة مصيرية ،وقبل ان يطلع النهار،وتصبح الاعلام السوداء ترفرف في شوارع العاصمة (عدن)،وفوق سواري مؤسساتها،ونمسي كلنا (دواعش)،وتحت رحمة (السوخوي)الروسية ،جاء قرار تعيين القائدين (عيدروس) و(شلال)،ليقطع الطريق في وجه عربدة (عفاش)،وخلاياه النائمة ،واذنابه الذين كانوا على وشك طعن الجنوب في ظهره..
ان تمسك قيادات الحراك (الانفصالية)،ورموز المقاومة الجنوبية مقاليد سلطة (عدن)كان ضرب من الخيال،ونحسبه بداية خروج الجنوب من النفق المظلم،وهذا السبب الحقيقي الذي جعلهم يفخخون حياتنا ،ويرسلون الارهاب الى شوارعنا لكي يرهبونا،ولسان حالهم يقول نحن او الموت!..
وجود قائد بقيمة(عيدروس)،ورجل من طينة،ومعدن (شلال) يشعرنا بالفخر،فهما لم ياتوا الى بلاط السلطة بجرة قلم او(برزة)،بل فرضتهما مواقفهم الشجاعة ،واحساسهم بالمسئولية اتجاه الجنوب،وشعبه،كما انهما لم يرضعا من ثدي نظام الاحتلال الفاسد ،ولم تصنعهما احزابه الملوثة ،ولكنهم ولدوا من رحم معاناة الجنوب ،ووجع شعب بكامله ،ومن رائحة التراب الذي روته دماء الاف الشهداء،وانين الجرحى،وآهات القهر خلف جدران الزنزانة،ومن دموع الامهات ،ولقمة عيش البسطاء،واحلام الاطفال ،ومن كبرياء وطن حاولوا استعباده ،وعنفوان ثورتنا ،وشرف مقاومتنا ،وتجرعوا المر مثلهما مثل كثير من شرفاء الجنوب،فـ(عيدروس)محاكم بالاعدام لانه كره ان يعيش بجناح مكسور،و(شلال)اقسم (ضبعان) النظام على تصفيته ،ونجا من مجزرة (سناح) باعجوبة..
عودة دولة الجنوب يبدأ من العاصمة (عدن) ،وهذه حقيقة يدركها كل الشمال،واذا كان الاستقلال حلم لنا ،فهو بمثابة الكابوس لهم!..من المهم ان نفهم بانه اذا كانت غاية (عيدروس)السلطة،ونعيمها فقط دون المساس بالمنظومة القائمة على فكرة السيادة ،والهيمنة على مفاصل الدولة ،نبصم بالعشرة بان (عدن)كانت ستعيش بالسلام ،ولكنهم على يقين بان مشروعه اكبر من مجرد (كرسي)،وانه لن يتنازل عن حق شعب الجنوب في استعادة وطنه،وهذا مصدر فزعهم، ويسرق النوم من اجفانهم!..
اذا اردنا الاستقلال علينا ان ندفع ثمنه ،ولا نكتفي بلعن الواقع التعيس!..فالخطر لا يهدد شخص (عيدروس)او(شلال)و(الحالمي)وغيرهم من قيادتنا،بل هو تهديدللجنوب،ومستقبله،ولا نحتاج ان نهرش روؤسنا حتى نعي بان الطريق ليس مفروشة بالورود ،ولكننا نحتاج الى مواقف شجاعة ،وايمان بقدرتنا على تجاوز التحدي،فالجنوب لن يات ووجوهنا مسمرة على الحائط ،والاحلام الكبيرة تستحق تضحيات كبيرة..
وضعوا ارواحهم على كفوفهم،واختاروا لانفسهم ،واقرب الناس لهم الموت لكي نحيا بكرامة ،ولا يسألونا رد الدين،ولكننا نملك ان نساندهم في حياتهم،ونكون خلفهم صفا واحدا من اجل الجنوب، فـالقائد (شلال) تحمل المسئولية دون ان يستلم قرار تعيينه ،ومازال القرار الى اليوم في دهاليز (الشرعية) ،ودرج مستشار فخامته!..