21 فبراير الهروب الاقوى في التاريخ

Monday 30 November -1 12:00 am
----------


هاربا متخفيا وملاحقا، ذلك هو المشهد الذي ظهر فيه هادي مبتدئ به الساعات الاولى من ولادة جمهوريته الثانية في 21 فبراير 2015 لكن حقيقة هذا المشهد كانت غير ذلك فقد كان الهروب الاقوى في التاريخ .

فالمشهد يصور هادي ظاهريا في اوهن حالات الضعف لسان حاله كان يصرخ من اعماقه بصوت خافت هل من ناصر فينصرني لكن حقيقته كانت الهدوء الذي سبق العاصفة والتي كشفت لنا حقائق ما كانت لتنكشف .

فتلك اللحظات لهادي كانت لحظات إنطلاق القوة الثائرة والمنبعثة من اعماقه بمرارتين، مرارة الندم على اخطاء وقع بها قادته إلى هذه اللحظات العصيبة ومرارة الظلم الذي لحق به .

كنار إنبعثت من تحت الرماد وبركان خامد تفجر حمما يقذفها في كل الإتجاهات كانت تلك هي حقيقة حالة الضعف التي ظهر بها هادي ورافقته في رحلتيه رحلة المعتقل في صنعاء ورحلة الفرار جنوبا نحو عدن وما تلاها من ايام قاسية خاض فيها معركة البقاء ضد قوات الإنقلاب حتى بلغ اراضي عمان شاطئ الامان .

فتلك الاهوال والمحن التي عصفة بهادي منذ 21 يناير 2015 وانتهت في 26 مارس للعام نفسه مع بداية عاصفة الحزم قد تمخضت عنها مكتسبات القوة التي صنعت من هادي جبلا صامدا وجعلت منه اسدا جريحا يخشى إنتقامه وولدت بداخله كائنا قويا ورجلا متمرسا ذو خبرة ستمكنة لاحقا من إحكام قبضته لعجلة القيادة لانه حتما قد استوعب الدروس واخذ العبر .

في المقابل فإن حالة القوة الزائفة التي إتسمت بها بدايات جمهورية هادي الاولى في رونقها الخارجي لم تكن في حقيقتها سوى الضعف والوهن والتي طالتنا جميعا نتائجها الكارثية .

لكننا إستفدنا من حالة الضعف تلك التي مر بها حكم هادي فذلك الضعف هو الذي تسبب بإصتدام القوى المهيمنة على حكم اليمن ببعضها و المتمثلة بقوتين قوة الداخل ذات الثوب المناطقي وقوة الخارج ذات الثوب الشقيق .

وبهذا الضعف إنكشف ما وراء كواليس حكم هذا البلد وحقيقة تلك القوى التي تخضع اليمن لسيطرتها منذ زمن بعيد وانكشفت معها وسائلها واجندتها المتبعة لضمان تلك السيطرة .

هروبا كان هو الاقوى بالفعل لنوعيته فالشخص المعتقل كان صاحب ارفع منصب بالجمهورية ومكان اعتقاله كان محط انظار دولة باكملها تراقبه رغم ذلك فر بطريقة مازالت غامضة حتى الآن كما كان الفرار الاقوى بنتائجه وآثاره المذكورة بالسطور السابقة .