لم يشعر هادي بتلك الآلام التي رافقة مخاض ولادت جمهوريته الاولى بل كانت آلام من نصيب آخرون ذاقوا مرارتها التي تنوعت بين جسدية ونفسية وقاسوا صعوبة ايامها التي طالت بهم سواء من ناضل لأجل الولادة ام من كابر للإجهاض.
وكنتيجة طبيعية للثمن المجان الذي تسلم به هادي جمهوريته الوليدة فسرعان ما جرت نحو نهايتها الحتمية بتلك الصورة المأساوية لكن هادي هذه المرة هو من عانا سكرات موتها .
فقد كان لزاما عليه أخذ نصيبة من تلك الآلام لتمنحه اليقظة والفطنة والشعور المطلوب لحجم المسؤولية وتكسبه خبره للإمساك بعجلة القيادة والتعامل معها بشكل آمن وصحيح لتجنب الانحدار للهاوية التي انتهى بها .
مخاضان وسكرة موت حالات ثلاث مرت بها جمهوريتا هادي بينما كانت له فيها مشاهد ثلاثة ايضا ظهر فيها للسطحيين بوضع مغايرا للحقيقة العميقة التي كانت تجسد حالاته الثلاث .
فمشهد ظهوره القوي في مراسيم تنصيبه رئيسا لم يكن في حقيقته سوى قبطان فاقدا للبوصلة والخبرة للتعامل مع الاعاصير .
بينما كان الضعف والعجز الذي ظهر به في مشهد احتجازه والذي عانا خلاله سكرات الموت لجمهوريته الاولى طيلة شهر كان حقيقته التوقف في عرض البحر بعد ان ضربت الاعاصير سفينته وقذفته بعيدا عن دفة القيادة فكان توقف تم فيه التقاط الانفاس واستجماع القوة بتصحيح المسار لسفينته بعد دراسة شكل الامواج التي ضربتها .
وهو ما بدأ به المشهد في اولى اللحظات من ولادة جمهوريته الثانية في 22 فبراير 2015 مشهد ظهر فيه هاربا وضعيف بل حقيقته كانت قبطان كافح لإمساك الدفة من جديد وبدأ قيادة سفينته في عرض البحر الهائج قبطان لديه البوصلة والخبرة .