من بدايتها (كسوف) يا (كحيلان)

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

أنهى نادي النصر السعودي موسمه الماضي بدوري عبداللطيف جميل للمحترفين متربعاً على كرسي الصدارة للموسم الثاني على التوالي، ولوحظ أن (العالمي) بدأ مستواه يهبط قياساً بموسمه الذهبي الذي مضى، وكان متوقعاً من إدارة الأمير فيصل بن تركي (كحيلان) أن تعترف بذلك الداء الذي طال مفاصل أغلب نجوم الفريق، وتسعى للبحث عن صفقات مؤثرة تحافظ على ما تم تقديمه خلال الموسمين الماضيين، خاصة أن عودة النصر لمنصات التتويج تزعج (جيرانه) الذين سعوا لإيقاف مد العطش النصراوي للبطولات من خلال الاستعداد الجيد للموسم الجديد، والتعاقد مع محترفين أجانب على قدر كبير من النجومية، ويستطيعون تقديم إصافة حقيقية لهم، سعياً للمنافسة على كأس البطولة.
جلس النصراويون القرفصاء انتشاءً بما تحقق من بطولتين غاليتين، وحضور قوي لنجومهم، وامتلاء مدرجاتهم بجماهير تعشقهم، فما بالك والفريق يعيدهم لمنصات التتويج والتذكير بزمن العمالقة (ماجد عبدالله، محيسن الجمعان، وفهد الهريفي)، وتذكيراً بالخالد أبداً في نفوسهم (الأمير عبدالرحمن بن سعود) رئيس النادي التاريخي، وبالتالي عودة توهج الشمس الساطعة في سماء كرة القدم السعودية.
تلك الجلسة أشعرت المتابع بمن يكتب نهاية التاريخ، فلم تسع الإدارة للتعاقد مع مدرب جديد بعد فشل المدرب (داسيلفا) في التعامل مع كثير من المباريات الحاسمة، وإطالة فترة الراحة والاستجمام للاعبين وكأنهم من كوكب آخر وعلى شاكلة (الكابتن ماجد) في مسلسله الكارتوني، ولديهم لياقة بدنية عالية ضد (الذبول)، والاكتفاء بطاقم الفريق وعدم تطعيمه بدماء جديدة، بحجة الاستقرار، وهي حجة (بليدة) سرعان ما كشفت عورتها عند ضربات البداية الأولى لمباراة السوبر السعودي مع المنافس التقليدي (الهلال)، ثم استمر الفشل مع كل لقاء لفريق النصر تجده كالحمل الوديع أمام خصومه، وبالتالي اتضح أن الفريق في طريقه لمزيد من (الهارد لك) وعودة سنوات الضياع والهزائم المريرة!
كل تلك التخطبات لم تجعل الإدارة تصحو من (غفوتها) لمواجهة الواقع الصعب وكابوس التراجع، وكأن الاعتراف بالخطأ إعلان لوفاتها، وهي التي وقف معها الجمهور النصراوي في مواسم أكثر سوداوية هتف باسمها كثيراً، كابرت الإدارة واستمرت في نرجسيتها دون شعور لمن يحترقون حباً لكيانهم ويموتون في المباراة الواحدة غير مرة!
الكل شاهد وأيقن أن (داسيلفا) مدرب فاشل، وأن الكابتن محمد حسين انتهت صلاحيته تماماً وعليه التوجه صوب أي مهنة أخرى غير (ممارسة كرة القدم)!
وتناسى (السهلاوي) مهمته بتسجيل الأهداف وتفنن في إضاعة الفرص السهلة، وحاول أن يكون صانع ألعاب لهداف (في المشمش)، وأنبرى الحارس عبدالله العنزي للقيام بدور (الكريم) لمهاجمي الفرق المنافسة والنظر بإعجاب للكرات وهي تسكن شباكه، وكذلك الحال على بقية المحترفين الذين فشلوا فشلاً ذريعاً في تقديم إضافة حقيقية في إنزيمات الفريق، وبدأ كأنهم من (العجزة) ويحتاجون إلى رعاية خاصة تقيهم عناء السؤال!
النصر.. يا سادة أصيب بالمرض، ولم تسعفه (أناقة) كانافارو، ولا يستطيع المسكين (كانيدا) مشافاته من علله..!
النصر.. بحاجة لمصارحة، وليس (طبطبة)، و(بوس الواوووا)، هناك أشياء غير مفهومة تحدث، فغالبية النجوم مستوياتهم في الحضيض، وروح النصر مفقودة عندهم، وقلة ممن يزالون يدافعون عن ألوانه بتفانٍ وإخلاص، ومدربون ليس على قدر التطلعات، وجمهور غادر المدرجات كمداً وحزناً على كسوف شمس فريقه العالمي.
النصر.. لم يعد نصرااا يا (رجااالة) هذه الحقيقة المؤلمة لكل عشاقه، فهل ستدرك ذلك إدارته؟ أم ستظل في خيالها الحالم:
(النصر في الصدارة وشمسه ساطعة)؟

 

- نشر في الرياضية السعودية: