- لقطة من الدوري اليمني:
فشلت الأندية المصنفة بدرجة النخبة في تقديم المستوى الذي يؤهلها للعب تحت هذا المسمى، بل وقدمت الصورة الأسوأ لها خلال المواسم الأخيرة، على الرغم من البهرجة الخادعة التي اعتمدت في منح هذا الفريق أو ذاك الأفضلية عطفا على المكاسب المحققة ( رقميا ) والتي لا تجسد بأي حال من الأحوال شكل الأداء.
وخلال 13 جولة مثلت نصف المشوار للدوري ككل لم ينجح أي فريق في النأي بنفسه عن حالة التواضع السائدة، بما في ذلك فرق رأس الترتيب التي خصها الإعلام بالنصيب الأكبر من المدح والثناء، من دون أن تقدم ما تستحق عليه صك الاعتراف بتفردها.
وعلى الرغم من ذلك التواضع الذي لا يستطيع أحد غض الطرف عنه في أي محاولة لقراءة أحداث النصف الأول من الدوري، إلا أن فريقا مثل أهلي صنعاء يستحق أن نشيد بحماسة لاعبيه واجتهاد إدارته وقيادته الفنية ، بعد أن تفوق على نفسه ليتميز بـ"أفضل الموجود" من خلال تصدره لائحة الترتيب في أغلب جولات المنافسة، قبل أن يخذله الحظ في الأخير بفارق اللقاء المؤجل الذي حسم به شعب إب الأمور لينتزع الصدارة ويتوج بنصف اللقب.
واستهل أهلي صنعاء المنافسة بقوة مستفيدا من الدفعة المعنوية التي نالها من جانب إدارته المتحفزة لنيل لقب جديد في المسابقة الأبرز على الصعيد المحلي، غير أن قوى الفريق سرعان ما تأثرت سلبا بمستجدات الوضع الكروي، ليتراجع الأداء وبالتالي النتائج بفعل غيابات الدوليين والإصابات، ناهيك العقوبات التي طالت بعض أهم لاعبيه وتهدد استقرار تشكيلته فيما تبقى من الدوري.
الأهلي الذي كان " أفضل السيئين" في الدوري فاز في 7 مباريات وتعادل في 3 وخسر 3 مباريات ليستقر في المرتبة الثانية برصيد 24 نقطة.
وبانحسار أداء الأهلي ونتائجه كان شعب إب هو اكبر الغانمين بعد أن فاجأ نفسه أولا وباغت المنافسين بعد ذلك وانقض على الصدارة في الوقت المناسب.
الشعب الذي يمر بمرحلة " انتقالية" قدم كرة شابة، لكنه تعرض لأعطاب مهمة خلال الرحلة كادت تجهض مكاسبه أكثر من مرة لولا روح العناد التي تجلت في آخر المباريات وأثمرت صدارة سوف يعض عليها اللاعبون ومدربهم بالنواجذ.
وعلى خلاف التوقعات فقد ظهر بطل الموسم الماضي فريق الصقر بنسخة باهتة، ولم يحتفظ لاعبوه بالألق الذي أمن لهم ثنائية الموسم المنصرم.
الصقر الذي حافظ على أبرز عناصره من الدوري الفائت حير أنصاره قبل المتابعين المحايدين ورضخ لأهواء المنافسين في كثير من الحالات، ليكتفي بالمركز الثالث.
ولعبت التعادلات وأنصاف الحلول دورا في تراجع أرقام البطل السابق على الجدول بعد أن سلبت منه 10 نقاط كاملة، كان من الممكن أن تضعه في وضع أفضل.
ومن بين الأندية التي " نحتت في الصخر" لتحقق مكاسب ترضي جماهيرها، يبرز اسم التلال صاحب المرتبة الرابعة، الذي استفاد من حيوية شبابه ليبلغ قمة الترتيب في مرحلة ما من عمر المنافسة، قبل أن يتمركز رابعا مع انتهاء الجولة الثالثة عشرة.
وكان بإمكان " العميد" أن يذهب إلى ما هو ابعد من المرتبة الرابعة لولا " لعنة الأرض" التي لازمته لعدة أسابيع وأخلت بتوازنه أمام المنافسين الذين استضافهم على ملعبه بحقات.
وبدوره حاول فريق اليرموك تقمص دور البطل في نزالات النصف الأول، لكنه اصطدم بضعف إمكانياته البشرية في أكثر من مباراة ، نتيجة تخليه عن أهم الأسماء التي صنعت له " الربيع" قبل موسمين.
ويمكن القول إن فريق العروبة الذي يحتل المرتبة السادسة على جدول الترتيب قد أصاب جماهيره بخيبة الأمل، وهو الذي خرج إلى النور بلقب كبير قبل ثلاثة مواسم.
العروبة وعلى الرغم من جهود إدارته للتدارك وتصحيح الأوضاع إلا أن مسيرته الفنية لم تقنع أحدا، كما أن نتائجه مثلت صدمة لمن توقعوا له إعادة سيناريو النجاح.
وبالمقابل فقد كان المركز المـتأخر في وسط الترتيب اقل بكثير مما يستحقه فريق الاتحاد الابي ، بعد الأداء الرجولي الذي قدمته عناصره في اغلب مبارياتها.
الاتحاد الذي أنهى نصف الدوري بزوبعة خلفت ضحايا في الجهاز الفني، ربما يكون قد دفع ثمنا باهضا لضحالة الخبرة في التعامل مع المباريات من طرف التوليفة الجديدة التي تم الاعتماد عليها.
وسجل الشعلة بداية مرتبكة قبل أن تنصفه الجولات المتقدمة من المنافسة، لكن أوضاعه الإدارية المقلقة وتواضع خبرات لاعبيه مازالت تشكل هاجسا لدى محبيه الذي يضعون أيديهم على قلوبهم رغم ( الأمان ) الظاهر الذي ينعم به الفريق.
وكما هي عادته، فإن الهلال الساحلي ( الكبير) من حيث الإمكانيات والأسماء التي تلعب له، لم يقدم ما يتناسب مع اسمه وحجم إمكانياته. ولولا أن الفريق قد أعاد اكتشاف هدافه المخضرم ياسر باصهي، لما وجد رفاق الصاصي ما تباهون به مع نهاية الذهاب.
من جانبها بذلت إدارة ( الزعيم ) وحدة صنعاء جهودا واضحة لإعادة تأهيل فريقها العائد من الدرجة الثانية، لكن جهودها تلك اصطدمت بحاجز الإمكانيات الفردية والجماعية للاعبين المعول عليهم، ليكتفي الفريق صاحب الألقاب الأربعة على مستوى الدوري بالمركز العاشر المتأخر.
وتفاوتت مستويات الفرق الأربعة القابعة في أسفل جدول الترتيب، لكنها تساوت في رضوخها للأمر الواقع والقبول بالقليل كما يقال.
ومن بين هذه الأندية فقد تميز فحمان ببدايته القوية التي حقق من خلالها سلسلة من المفاجآت جعلته يبدو كحصان اسود قبل أن يتراجع رويدا رويدا ليستقر مع رباعي القاع.
وكان شباب الجيل رفيقا لفحمان في رحلة المفاجات ، غير أن مفاجاته لم تكتمل وفق ما تشتهيه جماهير الساحل الغربي التي تتطلع الآن إلى صحوة تنقذ فارسها من الهبوط والعودة إلى حيث قضى 7 مواسم عجاف.
واستحق فريقا شعب حضرموت ووحدة عدن مركزيهما في مؤخرة الترتيب بسبب الأداء السلبي والنتائج غير المقنعة التي قدمها كل منهما طيلة الأسابيع الثلاثة عشر.
وبعد راحة قصيرة يمكن الاعتماد عليها لترتيب بعض الأوراق هاهي الأندية تستعد لخوض غمار النصف الأهم من الدوري في ظل مؤشرات ايجابية ربما يمكن الاعتماد عليها لتبني موقف أكثر تفاؤلا بخصوص تحسن المستوى وارتفاع نسبة الفائدة.