كثيراً هم سفراء اليمن بالخارج .. واقصد هنا بسفراء اليمن ليسوا أصحاب السعادة السفراء من السلك الدبلوماسي والذين يتوزعون في كل البلدان الشقيقة والصديقة في الدول التي تربطنا بهم علاقات دبلوماسية .. ولكني اعني بالسفراء من يقدمون بلدهم اليمن بشكل جميل ولائق ويرفعون علم وطنهم عاليا خفاقا في المحافل العربية والدولية .. أنهم (المبدعون) من رياضيين أبطال في شتى الالعاب .. وفنانين مطربين وملحنين موسيقيين .. ورسامين وشعراء وغيرهم .. هؤلاء يستحقون أن نطلق عليهم سفراء حقيقين .. فبهم نفخر ونرفع رؤوسنا عاليا لما حققوه بجهود ذاتية .. دون أن نقدم لهم يد العون .. وفوق هذا نبخل أن نطلق عليهم لقب سفير .. بل هم سفراء فوق العادة بدون سفارات !!.
وما دمنا في حضرة الرياضة .. ومتخصصين فيها .. سأتحدث اليوم عن أحد هؤلاء السفراء المبدعين في الجانب الرياضي .. هو النجم اليمني هشام أحمد سيف المقيم في بريطانيا الذي حقق المركز الأول والميدالية الذهبية .. في الكاتا الفردي .. والمركز الأول والميدالية الذهبية في الكاتا الجماعي .. في بطولة أوربا للكارتية (الشوتوكان) والتي اختتمت الأسبوع الماضي في سويسرا .. الكابتن هشام سبق له أن حقق بطولة العالم للشوتوكان وهو حامل اللقب للاتحاد العالمي WSKA ..ويمثل بريطانيا في هذه البطولة وحقق بطولة المملكة المتحدة في أكثر من مناسبة .. كما أن بطلنا هشام يشارك باسم اليمن في العديد من البطولات وكان آخرها بطولة العالم للكارتيه (هان شودان) والتي اختتمت مؤخراً في بريمن المانيا .. ولكنه يمثل اليمن في الكاتا هان شودان وتتبع الاتحاد الدولي للكارتية WKF وهي بالنسبة له جديدة وتحتاج الى تأهيل وتدريب بهذه اللعبة التي تختلف عن الشوتكان التي يحمل لقبها العالمي .
نجمنا هشام التقيت والده صدفة في المانيا الدكتور أحمد سيف أكاديمي متميز في إحدى الجامعات البريطانية .. صاحب ثقافة عالية .. لاعب كارتيه سابق اظنه كان يلعب في نادي أهلي تعز .. رغم هجرته وعمله الأكاديمي في بريطانيا إلا أنه يعشق اليمن وترابها .. ومتألم كثيراً لما وصلت إليه الأوضاع في اليمن .. متمنين أن تنفرج الغمة عنها .. الدكتور أحمد نجده دائماً بجانب ولده هشام في كل البطولات داخل المملكة وخارجها .. وهو من زرع فيه وشجعه على ممارسة لعبة الكارتيه .. اخبرني الدكتور انه يريد لابنه أن يشارك باسم اليمن في اللعبة .. وانه سبق له ان شارك باسم اليمن في كثير من المحافل وعلى نفقته الخاصة .. بالتنسيق مع اتحاد اللعبة في بلادنا .. لكن الإشكالية في أن المشاركة اليمنية تأتي في إطار اتحاد الدولي للكاراتيه WKF وهو يشمل المدارس الخمس الاساسية للعبة .. فيما الاتحاد الدولي WSKA الذي يحمل لقبه ولده هشام فيختص بمدرسة واحدة وهي الشوتوكان لذا توجد صعوبة حين يشارك باسم اليمن لتعدد المدارس .
تلك المدارس بالمناسبة لا تختلف كثيراً عن الشوتكان بل قريبة منها .. لذا هو يطالب من وزارة الشباب والرياضة اليمنية واتحاد اللعبة المعنية .. من اجل مشاركة هشام باسم اليمن .. يطلب منهم إقامة معسكرات لولده في إحدى الدول العربية المتميزة بالكاتا مثل مصر والإمارات وقطر .. من اجل الاحتكاك والاستفادة وتقوية مهارات هشام في المدارس الأربع الاخرى ..مؤكدا انه وجد تعاونا وترحيبا للفكرة من قبل رئيس الاتحاد اليمني للكاراتيه الكابتن مختار حميد .. الذي وعد ان يضع الفكرة ضمن برنامج وخطط الاتحاد اليمني .. ومناقشتها مع وزارة الشباب والرياضة .
الأمر الآن متروك على طاولة وزير الشباب والرياضة .. وعلى جهة الاختصاص بالوزارة .. وانصح باللقاء مع اتحاد اللعبة ودراسة الامر من شتى النواحي .. قبل أن يطير علينا هشام .. وهذا الأمر يذكرني مع اختلاف اللعبة والمسميات .. حين أتى لليمن في التسعينيات والد البطل العالمي نسيم .. وكان حينها نسيم بطل على المستوى الداخلي بالمملكة المتحدة .. قبل أن يتوجه للاحتراف .. أتى والده لليمن يطلب أن يمثل نسيم اليمن في الأولمبياد العالمي .. لكنه لم يجد آذاناً صاغية .. فتحول نسيم من بطل هاو إلى بطل العالم لوزن الريشة .. بعدها فتحت اليمن كلها له بما فيها دار الرئاسة .
والله من وراء القصد.
الثورة:
