حاوره : عبدالله مهيم
قبل استئناف قطار دوري الأولى لرحلته بعد الراحة الإجبارية بمنتصف الطريق كان المشهد هذه المرة مختلفاً تماماً عن كل السنوات الماضية، فالفريق الذي تعودنا أن نراه في كل المواسم عند وصولنا إلى هذه المحطة يقبع في آخر عربات القطار نجده هذا الموسم في مقدمة الصفوف ومنفرداً بالعربة الأولى، وهو الأمر الذي جعل كل المتابعين يتساءلون عن سر هذا التحول الكبير..
الشعب الحضرمي كان ضمن الشعوب التي تأثرت بنسيم الربيع العربي، فقام بثورة تغيير طالت كراسي مقدمة الترتيب ونجح في ذلك حتى الآن في مشهد نال الإعجاب واستحق التصفيق..
«ماتش» في هذا اللقاء الخاص والأول مع قائد ثورة الشعب الحضرمي الكابتن خالد بن بريك سوف تقدم لقرائها الأعزاء الإجابة الشافية عن معظم التساؤلات التي يمكن أن تطرح حول هذه الثورة..
* تعودنا دائما أن يبدأ الشعب بداية متواضعة حتى يتم ترشيحه للهبوط ثم ينهض في الأمتار الأخيرة ويبقى بين الكبار، لكن هذا الموسم اختلف الأمر فما الذي تغير؟
ـ أولاً أشكركم على هذه الاستضافة.. أما عن صورة الشعب المغايرة هذا الموسم عن كل السنوات الماضية فذلك يرجع الى عدة أسباب يأتي في مقدمتها استعدادنا المبكر للدوري والاستقرار الذي يعيشه الفريق الى جانب تجديده بدماء شابة لديها الطموح في تقديم الأفضل بالاضافة الى تغيير طريقة اللعب بما يتناسب مع امكانات اللاعبين الموجودين، كما لا أنسى عودة الفريق للعب بين جماهيره على ملعب بارادم بعد إعادة تعشيبه.. وهذه أهم الأسباب بعد توفيق الله قبل كل شيء.
* البعض يشكك في استمرار صدارتكم التي تمسكتم بها منذ البداية حتى الآن ونحن في منتصف الطريق بحجة ان فريقكم لا يمتلك النفس الطويل للمنافسة.. كيف ترد على ذلك؟
ـ النفس الطويل والحفاظ على الموقع في المقدمة يأتي نتيجة للخبرة التي يمتلكها الفريق وقد أتفق جزئيا مع ما طرحه البعض ففريقنا معظمه من الشباب الذي يلعب لأول مرة ويفتقد للخبرة الكافية في دوري الأولى ونحن كجهاز فني نعمل منذ البداية وباستمرار في هذا الاتجاه ونحاول ان نعطي هؤلاء اللاعبين جرعاً ودروساً فيما يخص ثقافة الفوز والمنافسة حتى يستمروا بنفس الأداء والحماس والإصرار، وبدون شك سوف تعترضنا الكثير من الصعاب فالمهمة التي أمامنا صعبة والطريق لايزال طويلا وبه الكثير من المنعطفات والمطبات لكن في نفس الوقت من حقنا ان نطمح ونحلم ونؤمن ايضا ان من حق الجميع ان يطرح رأيه وبالطبع نحن نحترم كل الآراء.
* بعد ان نجحتم في اجتياز نصف الاختبار هل ترى ان هناك إمكانية لتحقيق الحلم وما الذي يحتاجه الشعب في المرحلة القادمة؟
ـ نعم هناك إمكانية كبيرة لتحقيق الحلم والأرقام التي لا تكذب ولا تجامل تؤكد على الأقل حتى الآن اننا الأفضل والأقرب رغم ان الحديث عن من يحرز اللقب لايزال مبكرا عليه، وما دامت الفرصة أمامنا مثل غيرنا فسوف نجتهد وسنعمل بكل ما أوتينا من قوة وسوف نسلك أي طريق مشروع يوصلنا لتحقيق حلمنا، أما عما يحتاجه الفريق في المرحلة القادمة فنحن نحتاج الى تدعيم صفوف الفريق بمحترفين خصوصا في خط الهجوم لأن من يمثل الفريق حاليا في هذا الخط لاعبون شباب صغار السن وقليلو الخبرة وقد بذلوا مشكورين جهودا كبيرة في الذهاب لكن في تصوري ان المرحلة القادمة ستكون اكثر صعوبة وتحتاج الى لاعبي خبرة يستفيدون من أنصاف الفرص لأن التنافس سوف تزداد حدته، كما أننا نحتاج ان يقف الحظ الى جانبنا في بعض الأحيان.
* كيف تقيم مرحلة الذهاب وماهي أبرز السلبيات والإيجابيات فيها؟
ـ المستوى كان ما دون المتوسط نظرا لعدم استعداد الفرق بالشكل المطلوب وعدم وضوح الرؤية عن إقامة الدوري من عدمه وتحديد موعد انطلاقه، وأبرز السلبيات كانت تتمثل في ضغط الجدول والإرهاق الكبير الذي عانت منه كل الفرق وبالذات فريقنا الذي كان الأكثر تضررا من الضغط نظرا لبعد محافظة حضرموت عن بقية المحافظات فالفرق الأخرى لديها رحلة واحدة طوال الدوري الى المكلا أما نحن فنسافر من والى المكلا 13 مرة من دون راحة.
* التقارب النقاطي والفارق البسيط بين المتنافسين يؤكد ان المنافسة على اللقب ستكون على أشدها.. فأي الفرق ترشحها لمنافستكم حتى النهاية؟
ـ بالتاكيد ان التقارب النقاطي سوف يزيد من حدة التنافس والإثارة ويؤخر حسم اللقب حتى آخر الجولات ومن خلال متابعتي للفرق في مرحلة الذهاب أرشح أهلي صنعاء للمنافسة بقوة على اللقب فهذا الفريق يمتلك لاعبوه خبرة البطولات ويعرفون كيف يتعاملون معها كما انه فريق مكتمل الصفوف ولديه محترفون أجانب يمثلون قوة غير عادية، وايضا أرشح فريق العروبه نظرا لاكتمال صفوفه وتميز محترفيه، كما يجب ان لا ننسى حامل اللقب الذي لايزال لديه عدد كبير من المباريات المؤجلة وقد يأتي من الخلف ويخطف اللقب.
* ما جديدكم في مرحلة الإياب وعلى ماذا يراهن بن بريك في المرحلة القادمة من أجل نجاح ثورة الشعب؟
ـ ليس لدينا أي جديد وسوف نخوض الإياب بنفس عناصر الفريق وقد كنت طالبت إدارة النادي بتدعيم الفريق بمحترفين أجانب في الدور الثاني لكن للأسف لم نفلح في ذلك، وليس لدي ما أراهن عليه سوى إصرار وحماس اللاعبين واستمرار تلاحمنا كأسرة واحدة وهو الأمر الذي يعطينا قوة أمام كل الصعوبات التي تعترضنا رغم يقيني ان الإصرار والحماس وحدهما لا يكفيان لجلب بطولة دوري طويل وشاق ولكن هذا الذي بيدنا وما نملكه فقط.
* طيب.. وما الذي يخشاه الكابتن خالد على الشعب في المرحلة الحاسمة؟
ـ كل ما أخشاه على فريقي الشاب هو فارق الخبرة مقارنة بالفرق الأخرى وكل ما أتمناه ان نستمر بنفس الهمة والإصرار وروح التحدي التي بدأنا وظهرنا بها في الدور الأول حتى نصل الى خط النهاية.
* من هو الفريق الذي شد انتباهك هذا الموسم وآخر تفاجأت بظهوره المتواضع؟
ـ فريق اليرموك شد انتباهي وأعتقد انه نال إعجاب الجميع حيث حقق نتائج رائعة وفاجأ الجميع خصوصا انه لا يزال عائداً حديثا من دوري المظاليم، أما الفريق الذي ظهر بمستوى متواضع فأعتقد ان الكل يتفق معي في ان فريق الصقر ونتائجه المتواضعة محيرة ولا تتناسب مع فريق يملك ترسانة من النجوم المحليين وكذا محترفين على أعلى مستوى ويعيش استقراراً إدارياً ومالياً ليس له مثيل.
* ما رأيك في مستوى التحكيم هذا الموسم؟
ـ المستوى العام للحكام في الذهاب كان لا بأس به وهذا لا يلغي وجود بعض الأخطاء الطبيعية لكن بأمانة التحكيم هذا الموسم أفضل من المواسم الماضية والشيء الجميل هو منح عدد من الحكام الشباب الثقة وقد ظهروا بمستوى جيد يبشر بخير.
* عندما يقود بن بريك فريق الشعب أكان مدرب طوارئ أو مدرباً رسمياً يظهر الفريق في أفضل حالاته ويحقق نتائج ايجابية، ماهي الوصفة السحرية التي يملكها وتمنحه النجاح دائماً؟
ـ يضحك.. ثم يقول: ليس لدي أي وصفة سحرية كل ما في الأمر انني أعرف نفسيات اللاعبين بحكم انني كنت الى وقت قريب لاعباً في صفوف الفريق كما انني أتعامل مع جميع اللاعبين كأخ أكبر وأغرس في نفوسهم ان همنا ومهمتنا واحدة ونجاحي هو نجاحهم ونفس الشيء بالنسبة للفشل، بالاضافة الى انني أهتم كثيرا بالجانب المعنوي الذي يمثل نسبة كبيرة لأي نجاح يحققه اللاعب اليمني.. والحمدلله وبفضله دائما أوفق وإن شاء الله أستمر في ذلك ونحقق شيئا لهذا النادي الذي قدم لنا الكثير.
* عملت في الجانب الإداري كمدير لآخر منتخب للناشئين والآن تعود للعمل في الجانب الفني ألا ترى ان عدم اختيارك لمجال محدد من الممكن ان يشتت تفكيرك ويقلل من نسب نجاحك؟ وأيهما تفضل من المجالين؟
ـ أولاً أنا أعتز بتجربتي الإدارية كمدير لمنتخب الناشئين وقد استفدت منها كثيرا وأشكر قيادة اتحاد الكرة على الثقة التي منحتني إياها، وثانيا الجانب الإداري والفني مرتبطان ببعض لكنني أحب المجال الفني وسوف أواصل مشواري فيه وكل اهتمامي حاليا ينصب في هذا المجال، فالى جانب العمل الميداني أسعى الى تأهيل نفسي وأتمنى ان أحصل على دورات متقدمة في هذا المجال ومواصلة مشوار التأهيل بعد حصولي على شهادة (C) ودورة خاصة باللياقة البدنية مؤخراً.
* أنت من أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم اليمن إلا انه حتى اللحظة لم يتم تكريمك بمهرجان يليق بك وبما قدمته للكرة اليمنية.. ما السبب في ذلك؟
ـ هذا السؤال يجب ان يوجه الى الجهات المختصة التي من المفترض انها تقوم بواجبها تجاه كل من خدم الوطن بدون استثناء، كما ان إدارة نادي الشعب ربطت تكريمي بمهرجان اعتزال بالانتهاء أولاً من تكريم هادم سور الصين العظيم الكابتن الكبير صالح بن ربيعة والذي للأمانة يجب ان ينال ما يستحقه من التكريم فقد قدم هذا اللاعب الكثير للكرة اليمنية، وعبركم أجدها فرصة لأناشد إدارة النادي ان تهتم جديا بموضوع تكريمي بمعية زميلي بن ربيعة لأن الأمر قد تأخر كثيراً.
* من خلال تجربتك الطويلة كلاعب وإداري ومدرب ماهي أبرز المشاكل التي تعاني منها الكرة اليمنية وتعيق تطورها واللحاق بالدول الأخرى؟
ـ باختصار أبرز مشاكل الكرة اليمنية أو تقدر تقول الرياضة اليمنية ككل تكمن في عدم وجود المنشآت الرياضية ذات المواصفات المطلوبة والتي تسهل من ممارسة الألعاب بالطريقة الصحيحة وتساعد على التطور الى جانب قلة الإمكانات وضآلة ما يصرف على الرياضة التي أصبح المال العنصر الأول بالنسبة لها في هذا الزمن، بالاضافة الى عدم الاهتمام بالفئات العمرية ووجود مسابقات منتظمة بها.
* كلمة أخيرة تود ان تقولها في ختام هذا الحوار؟
ـ هي رسالة أوجهها الى محافظ حضرموت والسلطة المحلية فيها والى رجال الأعمال والتجار وكل أبناء المحافظة مفادها أننا أمام فرصة تاريخية لم يسبق ان حدثت من قبل ومن الصعب ان تتكرر كل مرة لذا يجب استثمارها بالشكل المطلوب وفي الوقت المناسب، فالفريق قاتل واستبسل في مرحلة الذهاب بمفرده وبمعية رئيس النادي سالم صالح عبدالحق فقط واستطاع ان يحقق الشيء الكثير ويقف في الصدارة والمرحلة القادمة هي الأهم وتتطلب وقوف الجميع حتى يستمر الفريق في السير بخطى ثابتة لمعانقة الحلم الذي ظل يراود أبناء هذه المحافظة منذ زمن، كما أجدها ايضا فرصة لأوجه رسالة أخرى الى جماهير الشعب الوفية بضرورة مؤازرة الفريق والوقوف الى جانبه بشكل فعال لأن المرحلة القادمة ستكون صعبة وبحاجة الى تضافر كل الجهود.