ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺑﺠﺎﺩ ﺍﻟﻌﺘﻴﺒﻲ
«ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺟﻨﺖ ﺑﺮﺍﻗﺶ » ﻳﻀﺮﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻟﻤﻦ
ﻳﺠﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻪ ﺑﺴﻮﺀ ﺗﺪﺑﻴﺮﻩ ﻭﺟﺮﻳﺮﺓ ﻋﻤﻠﻪ، ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ
ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ
ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺟﺮﻳﻤﺘﻴﻦ ﻛﺒﻴﺮﺗﻴﻦ؛ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ
ﻋﺪﻥ ﻭﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻓﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮٍ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺩﻓﻊ ﻣﻨﻈﻤﺔ « ﻫﻴﻮﻣﻦ
ﺭﺍﻳﺘﺲ ﻭﻭﺗﺶ » ﺇﻟﻰ ﺍﺗﻬﺎﻡ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺃﺗﺒﺎﻉ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﺎﺭﺗﻜﺎﺏ ﺟﺮﺍﺋﻢ
ﺣﺮﺏٍ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ . ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ
ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﺠﺮﺍﻥ ﻭﺟﺎﺯﺍﻥ .
ﺟﻨﺎﻳﺔ « ﺑﺮﺍﻗﺶ» ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﻓﻬﻤﻪ ﻟﺘﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻪ ﻟﺪﺭﺱ « ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﺤﺰﻡ» ، ﻓﺒﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺗﺘﺠﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻧﺤﻮ « ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﻞ» ﻭﺇﻏﺎﺛﺔ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺪﻋﻢ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺼﺼﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻟﻠﻴﻤﻦ ﺑﻤﺎﺋﺘﻴﻦ ﻭﺃﺭﺑﻌﺔٍ ﻭﺳﺒﻌﻴﻦ
ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻫﺪﻧﺔٍ ﻟﻤﺪﺓ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻹﻏﺎﺛﺔ
ﺍﻟﻤﻨﻜﻮﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻗﺮﺭ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﺗﺨﺮﻳﺐ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﺎﺟﻢ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ .
ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺤﻞ ﺷﻚٍ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺳﺘﺮﺩ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ
ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﺎﺳﻢ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻭﺗﺤﺪﺙ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔٍ ﻋﻦ ﺩﺧﻮﻝٍ ﻓﻲ
ﻣﺮﺣﻠﺔٍ ﺟﺪﻳﺪﺓٍ ﻣﻦ « ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﺤﺰﻡ » ﻭﻗﺎﻝ ﺻﺮﺍﺣﺔً: « ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ
ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ » ﻭﺃﻋﻠﻦ ﻗﺮﺍﺭ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ
ﺑﺎﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﻣﻨﻄﻘﺘﻲ ﺻﻌﺪﺓ ﻭﻣﺮﺍﻥ، ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺗﻪ ﻭﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﻛﺎﻓﺔ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎ
ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻭﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﻣﻘﺮﺍﺗﻪ ﻭﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺗﻪ ﻣﻊ ﺗﺤﺬﻳﺮ ﻟﻠﻤﺪﻧﻴﻴﻦ
ﺑﺎﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻤﻌﻠﻨﺔ .
ﺣﻖ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺣﻖٌ ﻣﻜﻔﻮﻝٌ ﻟﻠﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺪ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ
ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻟﻠﻴﻤﻦ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺻﻮﺍﺭﻳﺦ
ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺃﻫﺪﺍﻑ « ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﺤﺰﻡ» ﺑﻞ ﺛﻤﺔ ﻣﻌﺮﻛﺔٌ
ﻣﺴﺘﺤﻘﺔٌ ﻟﻠﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺒﺮﻡ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﻪ
ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐٍ ﺃﻭ ﺑﻌﻴﺪٍ .
ﻭﻟﺌﻦ ﻛﺎﻧﺖ « ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﺤﺰﻡ » ﻗﺪ ﻗﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺭﺑﺎﻉ ﻗﻮﺓ
ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺤﻤﺎﻗﺔ « ﺑﺮﺍﻗﺶ» ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﻜﺒﻬﺎ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﻴﻦ ﻗﺪ ﺟﺮّ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺮﺑﺎً ﻻ ﻗﺒﻞ ﻟﻪ ﺑﻬﺎ،
ﻭﺳﻴﺪﻓﻊ ﺛﻤﻨﻬﺎ ﻏﺎﻟﻴﺎً ﻣﻦ ﻗﻮﺍﺗﻪ ﻭﻗﻴﺎﺩﺍﺗﻪ ﻭﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺗﻪ، ﻭﺳﻴﺨﺮﺏ
ﺑﻴﻮﺕ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻭﺃﻧﺼﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺻﻌﺪﺓ ﻭﻣﺮّﺍﻥ ﺑﻴﺪﻳﻪ، ﻭﺳﻴﻨﻔﺾ ﺳﺎﻣﺮ
ﺍﻟﻌﺒﺚ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺤﺰﻡ ﻭﺍﻟﻌﺰﻡ .
ﻭﻟﻦ ﻳﻤﻨﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺩ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻌﻘﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﻓﻲ
17 ﻣﺎﻳﻮ ( ﺃﻳﺎﺭ) ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻋﺒﺪ ﺭﺑﻪ ﻣﻨﺼﻮﺭ
ﻫﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻤﺜﻞ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﻭﻗﺒﺎﺋﻞ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺑﺸﻜﻞٍ
ﻋﺎﺩﻝٍ ﻛﺘﻌﻴﻴﻦ ﻧﺎﺋﺐٍ ﺷﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﻟﻠﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺰﻳﺪﻱ
ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻡ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺭﺟﺎﻻﺕ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻈﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﻝ
ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ .
ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺸﻬﺪ ﺗﻐﻴﻴﺮًﺍ ﺟﺬﺭﻳًﺎ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ
ﺍﻟﻤﻜﺎﺳﺐ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺃﻭ ﺗﻠﻚ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻫﻮ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻋﻦ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻭﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﺃﻥ
ﻳﺘﻢ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﺔٍ ﺁﻣﻨﺔٍ ﻭﻣﺤﻤﻴﺔٍ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻟﻠﻴﻤﻦ ﻭﺗﺪﻳﺮ ﺣﺮﺑﻬﺎ ﺿﺪ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺃﺗﺒﺎﻉ ﺻﺎﻟﺢ
ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﻷﺟﻞ ﺍﻟﻴﻤﻦ .
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻋﻦ ﺧﻄﺔ ﺇﻧﻘﺎﺫٍ ﺷﺎﻣﻠﺔٍ ﻣﺪﻋﻮﻣﺔٍ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺑﻐﻄﺎﺀ ﺩﻭﻟﻲ ﺗﺤﺖ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﺭﻗﻢ 2216
ﻭﺃﻥ ﺗﺘﻀﺎﻓﺮ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻹﻧﺠﺎﺡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﻄﺔ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﻛﺎﻓﺔ
ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺣﺘﻰ
ﺗﺜﺒﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻃﺮﻳﻘًﺎ ﻭﺍﺳﻌًﺎ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ
ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ .
ﺳﻴﺎﺳﻴًﺎ، ﺣﺠّﻤﺖ « ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﺤﺰﻡ » ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻌﻴﺔ،
ﻭﺃﺧﺮﺟﺖ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﻮﺭﻫﻢ، ﻓﺄﺧﺬﻭﺍ
ﻳﻠﻘﻮﻥ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﺟﺰﺍﻓًﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺩﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻭﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ
ﺑﺮﻣّﺘﻪ، ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻳﻐﻄﻮﻥ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻟﺨﻄﺐ ﺍﻟﺮﻧﺎﻧﺔ
ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺰﺭﻛﺸﺔ ﺑﺎﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻮﻓﺎﺀ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﻳﻀﻴﻔﻮﻥ
ﺧﺴﺎﺭﺓً ﺇﻋﻼﻣﻴﺔً ﺗﻀﺎﻑ ﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .
ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻣﻌﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ
ﺍﻟﺤﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔٍ ﻭﺟﻴﺶ ﺍﻷﺳﺪ ﻭﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔٍ ﺃﺧﺮﻯ
ﻭﻣﻌﻬﻢ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺸﺪﺗﻬﺎ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ
ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺪﺏٍ ﻭﺻﻮﺏٍ، ﻭﺧﺮﺝ ﺣﺴﻦ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﺎﺋﻔًﺎ ﻣﺘﺮﺩﺩًﺍ ﻳﺘﺤﺪﺙ
ﻋﻦ ﺧﺴﺎﺋﺮﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﻓﻲ ﺇﺩﻟﺐ ﻭﺟﺴﺮ ﺍﻟﺸﻐﻮﺭ، ﻭﺧﺮﺝ ﺑﻌﺪﻩ ﺑﺸﺎﺭ
ﺍﻷﺳﺪ ﻭﺗﺤﺪﺙ ﻣﻨﻜﺴﺮًﺍ ﻭﻣﻬﺰﻭﻣًﺎ ﻋﻦ « ﺍﻟﻨﻜﺴﺎﺕ» ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ،
ﻭﺍﻟﻨﻜﺴﺔ ﻣﺼﻄﻠﺢٌ ﺳﻜﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻳﻴﻦ ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ
ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﻨﻜﺮﺍﺀ ﻣﻨﺬ ﺣﺮﺏ .1967
ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺪ ﻭﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺿﻌﻒٍ
ﻭﺩﻓﺎﻉٍ ﻭﺗﺨﻠﺨﻞٍ ﻭﺍﻧﺸﻘﺎﻗﺎﺕٍ ﻭﺗﺼﻔﻴﺎﺕٍ، ﻭﻫﻮ ﻣﺸﺘﺖٌ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ،
ﺣﻴﺚ ﺣﻠﺐ ﻭﺇﺩﻟﺐ ﻭﺟﺴﺮ ﺍﻟﺸﻐﻮﺭ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺣﻴﺚ ﺩﺭﻋﺎ
ﻭﺑﺼﺮﻯ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻭﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺤﺮ ﻳﺘﻠﻘﻮﻥ ﺗﺪﺭﻳﺒﺎﺕٍ ﺣﺪﻳﺜﺔً ﻓﻲ
ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻳﺘﻠﻘﻮﻥ ﺗﺪﺭﻳﺒﺎﺕٍ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ
ﻭﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺣﻠﻴﻔﻪ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻲ « ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺩﺍﻋﺶ » .
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﻣﻬﻤﺔً ﻭﻣﻌﺒﺮﺓً ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻓﻔﻲ
ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﺗﺤﺘﻔﻞ ﺑﺎﻟﻤﻠﻚ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻓﻲ ﺣﻔﻞٍ
ﺑﻬﻴﺞ ﻛﺎﻧﺖ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﻗﻮّﺍﺕ ﺍﻷﺳﺪ ﻭﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﻬﺰﺍﺋﻢ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺃﺳﻮﺃ ﻟﻴﻠﺔٍ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺭﻩ
ﻭﻗﺎﺩﺗﻪ ﻭﺃﻧﺼﺎﺭﻩ، ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺩﻭﻝ « ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ» ﻭﺩﻭﻝ
« ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ » ﻓﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺓً ﻃﺒﻴﻌﻴﺔً
ﻫﺎﻧﺌﺔً ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﺣﺮﺏٍ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺧﺼﻮﻣﻬﺎ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﺏ .
ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺼﺎﻋﺪًﺍ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻞ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻣﻮﺯﻋًﺎ ﺑﻴﻦ ﻗﺎﺋﺪٍ
ﻣﻘﺘﻮﻝٍ ﻭﺑﻴﺖٍ ﻣﻬﺪﻭﻡٍ ﻭﻣﺰﺭﻋﺔٍ ﻣﺤﺮﻭﻗﺔٍ ﻭﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎ ﻣﻔﻜﻜﺔٍ، ﻭﺳﻴﻔﻘﺪ
ﺗﺮﻛﻴﺰﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﻬﺎﺕ، ﻭﺳﻴﺠﺮﻩ ﺫﻟﻚ ﻻﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻟﺤﻤﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﺍﻗﺸﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺠﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺰﻳﺪًﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻮﺍﻝ ﻭﺍﻟﻨﻜﺒﺎﺕ، ﻭﺳﺘﺘﺤﻮﻝ
ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﺼﺎﺑﺎﺕٍ ﻣﻨﺒﻮﺫﺓٍ ﻭﺳﺘﻼﺣﻖ ﻋﻨﺎﺻﺮﻩ ﺇﺣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ
ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻭﺛﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﺳﻴﺼﺒﺢ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻛﻌﺼﻒٍ ﻣﺄﻛﻮﻝٍ .
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻫﻮﻝٌ ﻭﻗﺘﻞٌ ﻭﺩﻣﺎﺭٌ ﻭﺧﺮﺍﺏٌ ﻭﺃﺷﻼﺀٌ ﻭﺩﻣﺎﺀٌ، ﻭﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ
ﻧﺰﻫﺔً ﺑﺤﺎﻝٍ، ﻭﻫﻲ ﻗﺮﺍﺭٌ ﺻﻌﺐٌ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ، ﻭﻟﻜﻨّﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﺗﺨﺎﺽ ﻳﺠﺐ
ﺃﻥ ﺗﺨﺎﺽ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، ﻭﻳﺠﺐ ﺗﺤﻤّﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﺒﻌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻨﻬﺎ،
ﻭﺗﻌﺰﻳﺰﻫﺎ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭﺍﻟﻈﻔﺮ ﺗﻠﻮ ﺍﻟﻈﻔﺮ، ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻟﻬﺎ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﻭﻧﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ
ﻛﻞ ﻣﺴﺘﺠﺪﺍﺗﻬﺎ ﻭﺃﺫﻳﺎﻟﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻤﻈﻔﺮ ﺣﻴﻦ ﻗﺮﺭ ﺩﺧﻮﻟﻬﺎ
ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻋﻤﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀٍ ﻟﻜﺴﺒﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻭﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻏﺪًﺍ .
ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ « ﺑﺮﺍﻗﺶ ﺍﻟﻴﻤﻦ » ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﺔ ﻣﺠﺰﺭﺓً ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻓﻲ
ﺣﻲ « ﺍﻟﺘﻮﺍﻫﻲ» ﻓﻲ ﻋﺪﻥ، ﻭﻗﺘﻠﺖ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﺑﺎﺳﺘﻬﺪﺍﻑٍ ﻣﺒﺎﺷﺮٍ، ﻣﻤﺎ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ
ﻟﻠﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺑﻘﻮﺍﺕٍ ﺑﺮﻳﺔٍ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﻋﺪﻥ ﻭﺗﻌﺰ ﻣﻦ
ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺗﻜﺒﻬﺎ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ، ﻭﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﺃﻥ
ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻠﺒﻨﺪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ .
ﺃﺧﻴﺮًﺍ، ﻓﺈﻥ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ « ﺑﺮﺍﻗﺶ» ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻣﻬﻢٌ، ﻭﻫﻮ ﺩﺭﺱٌ ﻟﻤﻦ
ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﺑﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺷﻌﻮﺑﻬﺎ، ﻭﻟﻤﻦ ﻳﻌﺘﺪﻱ ﻭﻣﻦ
ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺑﺴﻂ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺩﺭﺱٌ ﻟﻠﻄﺎﺋﻔﻴﻴﻦ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺮ
ﻳﻘﻮﻝ: « ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺑﺮﺍﻗﺶ ﺗﺠﻨﻲ »