ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﻏﻔﻮﺭﻱ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺆﻟﻤﺔ ﺑﻌﺚ ﺑﻬﺎ
ﺃﺣﺪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ :
" ﺃﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﺻﻒ ﺍﻟﻌﺒﺮ. ﺃﺑﻲ ﺷﻬﻴﺪ، ﻭﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ
ﺃﺳﺮﺗﻲ. ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻧﺘﻤﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺎﺕ "
ﻭﺻﻠﺘﻨﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺮﻗﻴﺐ ﺍﻷﺑﺎﺭﺓ، ﻧﺠﻞ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﺣﻤﺪ
ﺍﻷﺑﺎﺭﺓ، ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ .
ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﻗﻴﺐ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ ﺇﻧﻪ ﻓﻘﺪ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﺛﻨﻴﻦ
ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺗﻪ .
ﻗﺒﻞ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺪﺛﻨﻲ ﻋﻦ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺑﻔﺨﺮ، ﻭﻓﻲ
ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﻗﻴﺐ : ﺍﺳﺄﻝ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀﻙ
ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ .
ﺭﺣﻞ ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻷﺑﺎﺭﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻰ ﻣﻘﺮ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺒﺮ ﺧﻤﺴﺔ ﺻﻮﺍﺭﻳﺦ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺑﻼﻍ ﺧﺎﻃﺊ ﺃﻭ ﺧﺎﺩﻉ،
ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ .
ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻄﺮ ﻓﻲ ﻣﻘﺮ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ، ﻭﺍﺧﺘﺎﺭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ
ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺆﻣﻨﺎً ﺑﺒﻠﺪﻩ.
ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﻀﺎً ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ﻭﺍﻟﺠﺮﺣﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ .
ﻻ ﺃﻣﻠﻚ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺃﻋﺰﻱ ﺑﻬﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ، ﻭﻻ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﻻ
ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻟﻌﻨﺔ . ﻭﺍﻷﺑﺎﺭﺓ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺧﺎﺗﻤﺔ ﻟﺤﻴﺎﺗﻪ ﺗﻨﺎﺳﺐ
ﺷﺮﻓﻪ، ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻭﻣﻜﺎﻥ ﻟﻢ ﻳﻌﻮﺩﺍ ﻳﻮﻓﺮﺍﻥ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺸﺮﻑ.
ﻭﻟﻌﻠﻪ ﺍﻵﻥ ﺳﻌﻴﺪﺍً . ﺍﻣﻨﺤﻪ ﺍﻟﺮﺿﺎ، ﻳﺎ ﺭﺏ، ﻭﺍﻣﻨﺢ ﺃﻫﻠﻪ
ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ .
ﻛﻞ ﻫﺬﺍ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ، ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﺳﺒﺒﻪ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ
ﺻﺎﻟﺢ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ.
ﻫﻢ ﺟﻠﺒﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺧﺮﺍﺏ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﻭﺍﻟﻨﺤﻴﺐ ﻭﺍﻟﻔﻘﺪﺍﻥ
ﻭﺃﺧﺮﺟﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻭﺻﻨﻌﻮﺍ ﻣﻨﺎ ﺟﺎﺋﻌﻴﻦ ﻭﻣﺸﺒﻮﻫﻴﻦ
ﻭﺑﺎﻛﻴﻦ.
ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﻫﻢ ﻣﺜﻠﻨﺎ . ﻭﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﻌﻨﺔ