خطف مبدأ وقف إطلاق النار بين الأطراف الأضواء في الجلسة الأولى من المشاورات السياسية حول الأزمة اليمنية في مدينة بيال السويسرية، على وقع مطالبات بتثبيت هذا المبدأ.
وقال موفد الجزيرة أحمد الشلفي إن وفد الحوثيين وحلفائهم طالب بإعلان وقف دائم لإطلاق النار يسبق إطلاق المعتقلين السياسيين، بينما شدد وفد الحكومة على ضرورة إطلاق سراح المعتقلين ورفع الحصار عن مدينة تعز كمقدمة للمشاورات وتعزيز الثقة بين الجانبين. وأضاف أن تجديد وقف إطلاق النار المعلن حاليا يجب أن يبقى رهنا بمدى التزام جماعة الحوثيين به.
وأشار الشلفي إلى أن الأجواء سلبية في أروقة المشاورات، خصوصا بعد رفض الحوثيين الالتزام بأي من هذه الطلبات. وتابع أن وفد الحكومة أكد عدم تقدم الحوار خطوة واحدة ما لم يلتزم الحوثيون بها.
بدوره قال المندوب اليمني الدائم لدى الأمم المتحدة خالد اليماني للجزيرة إن الأمر الجيد الذي حصل اليوم هو أن المفاوضات لم تنفضّ بعد التئامها مباشرة لأن التحضير كان جيدا. وكرر أنه على الحوثيين الإفراج الفوري عن المعتقلين وفتح ممرات آمنة لمرور المواد الغذائية نحو المدن المحاصرة، واتهم الحوثيين بممارسة سياسة تجويع عقابية جماعية ضد الشعب اليمني.
وانطلقت الثلاثاء في مدينة بيال السويسرية الجولة الثانية من محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في اليمن، من أجل التوصل إلى حل دائم للأزمة.
في السياق رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ببدء المشاورات برعاية مبعوثه الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وأكد فرحان حق نائب المتحدث الرسمي باسم بان أن "الحوار السلمي والشامل هو السبيل الوحيد لإنهاء المعاناة، وإعادة بناء الثقة، والاحترام المتبادل بين أبناء الشعب اليمني".
ورحب بان بالإعلان "عن وقف الأعمال العدائية" مع بدء افتتاح المحادثات، داعيا للعمل من أجل التوصل إلى نهاية دائمة للصراع.
وفي هذا السياق أعربت الناشطة اليمنية الفائرة بجائرة نوبل للسلام توكل كرمان عن أملها بأن "تُفضي الهدنة إلى إيقاف دائم لإطلاق النار، يتم خلاله سحب كامل أسلحة المليشيات الانقلابية وانسحابها من كامل المناطق".
وكشف المبعوث الأممي عن المسودة النهائية لهيكلية المفاوضات بين وفدين يتألف كلاهما من ثمانية أعضاء وأربعة مستشارين.
وأشارت المسودة إلى القضايا الرئيسية المطروحة للنقاش، والتي تتألف من أربعة مكونات:
- الأول يشمل إجراءات بناء الثقة مثل: إطلاق سراح المعتقلين لدى الطرفين، وتحسين الوضع الإنساني، ورفع الحصار ووقف التحريض الإعلامي.
- الثاني يتضمن الإطار العام لتطبيق قرار مجلس الأمن، بحيث تنتج عنه خارطة طريق تتضمن التوصل إلى وقف إطلاق النار وانسحاب المليشيات والمجموعات المسلحة واستعادة الدولة سيطرتها على كافة المؤسسات.
- الثالث يشمل الاتفاق على الخطوات التي ستسمح باستئناف الحوار السياسي، ومنها الخطط التنفيذية للإطار العام للمشاورات.
- الرابع يتضمن الخطوات المقبلة التي تتبع المفاوضات، كتشكيل مجموعات عمل لدعم التوصل إلى اتفاق شامل، وأخرى لإعادة الإعمار.
ويعقد الاجتماع في منشأة خاصة تحت إشراف الأمم المتحدة، ويحظر على وسائل الإعلام الدخول إلى مقر الاجتماعات.