المنتخبات الوطنية.. محرمة على لاعبي وادي حضرموت

Monday 30 November -1 12:00 am
----------
كنا نعتقد أن ما نعيشه خلال هذه الفترة هو مخاض عسير لميلاد جديد للبلاد.. كنا نحسب أن صور الدمار و الدماء ستغير النفوس و تصفي القلوب.. و تصلح التشوهات .. و تضع قدم للبلد على الطريق الصحيح.. و لكن!!.... 
حضرموت و الوادي تحديدا كانت بعيدة عن جو الصراع الدائر في البلد، و تأثرنا بصور مختلفة ، و وصلنا منه ما وصلنا.. كانت الرياضة واحد من المتنفسات التي لجأ إليها الناس في تلك الأجواء .. فقد شهد الوادي حراكا رياضيا منقطع النظير في كرة القدم.. دوريات للفرق الشعبية.. و مسابقات للأندية.. و منتخبات مربعات.. و بطولة لمنتخبات المحافظة التي قسمت لأربعة منتخبات.. نشاط مذهل بحق.. كنا نستحي و نحن نمارسه و غيرنا في أجواء الحزن و مشاهد الدمار.. لكن.. كان لابد و ان تسير الحياة .. و يبقى الأمل و التفاؤل في النفوس قائما.. و النشاط الرياضي كان نافذة من نوافذ الأمل.. خلال هذه الفترة لم تتوقف مشاركات المنتخبات الوطنية الناشئين و الأول .. و لم يكن لنا حضور فيها كالعادة.. ونقبل ذلك على مضض.. لكن خلال الاسبوعين الماضيين تم اعلان قائمة أولية لمنتخب الشباب لأكثر من أربعين لاعبا و تفاجأنا أن تمثلينا اقتصر على لاعبا واحدا.. و تم ضمه عبر تواصل شخصي.. و هنا كانت دهشتنا.. البقعة الأكثر اشتعالا في كرة القدم.... يتم اختيار لاعبا واحد.. في الوقت الذي اعتقدنا أن فرصتنا للاختيار للمنتخبات و تمثيل الوطن كبيرة.. تساءلنا.. لماذا هذا التجاهل؟؟ هل كلف الاتحاد من يكتشف من مواهبنا من يستحق الانضمام!!؟ هل خرج أحد لرؤية مواهبنا؟؟ الجواب.. لا.. عطفا على أن فرع القدم بالوادي لم يعلم باختيار الممثل الوحيد إلا من الأخبار المتداولة.. لم يكن هذا التصرف علينا بغريب.. و لكن قيمنا و أدبنا يجعلنا إلا نصدر الأحكام إلا بعد التحري.. و للأسف أن النتيجة أشد ألما.. إن من هو مكلف بالنزول هو ابن المحافظة مساعد المدرب.. نكوص ابننا عن مهمته لا يلغي حالة التهميش التي تمارس ضدنا..و لا يعفي الاتحاد العام من من إيجاد طريقة للنزول إلى وادينا و حيث عجلة كرة القدم لم تتوقف حتى ثانية واحدة و هو سبب كاف لتركيز الاهتمام على الوادي... و مما زاد من امتعاضنا أن محافظات متوقف النشاط فيها كليا كان لها نصيب الأسد.. و حظيت بتمثيل كبير..  و بتواصل شخصي آخر حظينا باستدعاء ثلاثة من أفضل مواهبنا الشابة مستوى و خلقا .. فرحنا كثيرا و نسينا ما سبق.. هكذا نحن أبناء وادي حضرموت..و هللنا و كبرنا.. و هرول أبناؤنا الثلاثة إلى صنعاء و على حسابهم الخاص في رحلة شاقة و متعبة.. لم يكن لنا مع المنتخبات وافر الحظ و النصيب.. فشبابنا رأوا في اختيارهم أمر جلل.. فراحوا و الفرح يغمر قلوبهم .. و لم يكونوا يعلمون أن ينتظرهم في صنعاء الحقد و الحسد.. لم يكونوا يتصرون أن يكونوا مختارين غير مرغوب فيهم , ثقال على بعضا من طاقم المنتخب ... فاحدهم منع من التمارين بداعي كبر السن.. و هو يشاهد من يعرفه و يكبره سنا في الملعب و الآخر اعطي له يومان و وصله خبر الاستغناء عنه و استبعاده.. و يشتكون من سوء المعاملة.. و بقى واحد و اعتقد انه سيسقط بمبرر قبيح.. فماذا عسانا أن ننتظر  من نافخ كير.. إنكسار و خيبة تركت في القلوب أثر بليغ.. 
يغضبهم تعصبنا لمناطقنا.. و يثير حفيظتهم طلباتنا بالفكاك منهم.. و لا يدركون انهم أكثر من يزرع في نفوسنا المناطقية.. و هم من اشربوا قلوبا كراهية ما كانت لتكون لولا صنائعهم الخبيثة.. و ان مرروها عبر أبنائنا و أهلنا.. نحن وطنيون و نعرف حق الأوطان.. مسالمون و مخلصون لا ينازعنا في ذلك منازع.. طواعية بلا تكلف.. عفويا لا نعرف الزيف و التزلف.. حتى على حقوقنا كظمنا الغيظ حبا لما هو أعظم.. و لكن.. كلما ازددنا طهارة ازدادوا رجسا..و كلما تنازلنا عظمت شراهتهم.. فليعذرونا أن رأوا منا الكراهية و البغضاء.. و لا يلومونا.. فهذا حصاد معاملتهم..