نترنح بين أوضاع كارثية، والحلول تأبى إمكانية رؤية بصيص أشعتها بين ظلام الفساد المستشري، على شعب يُمارس في حقه شتى أنواع التدمير النفسي والجسدي، وعدم الاهتمام بقيمة الإنسان، الذي من أجله تسقط جميع الأغراض الدنيئة والأهداف القاصرة، الشعب لا يطالبكم بالكثير لديمومة الحفاظ على كرامته التي من حق أي إنسان على وجه البسيطة أن ينالها دون مذلة.
أساسيات الحياة انعدمت في "عدن" وفي كل يوم تضمحل النظرة التفاؤلية لدى الشارع العدني في الأيام القادمة لمستقبل مدينته، التي رسمها في خلجات مخيلته، في أن ينعم بحياة عادية تتوفر من خلالها الخدمات الأساسية التي ترتكز على أن تبقى وتحمل المسمى الحقيقي والفعلي لمسمى "مدينة" دون أي صراع يُجهد بين ثنايا نفس المواطن في ذاته بأن مدينته "عدن" أضحت بعيدة كل البعد عن اسمها كمدينة" التي طمحت جميع دول المنطقة في السابق الوصول بأن تكون مدن دولها كمدينة "عدن".
"عدن" المدينة المدنية الأولى والرائدة في كل مناحي الحياة المختلفة ليست مجرد ملف أمني فقط، هي مدينة مؤسسات تحتاج لجهود جبارة وعقول نيرة ومتخصصين جهابذة يحبونها ويعشقونها عشق المحبوب لمحبوبته، للنهوض بها وإظهارها بأبهى حُلّى وانتشالها من وحل العبثية والتشرذم الممنهج من قبل من لا يريدون أن تقوم لها قائمة وأن تعاود أزهارها للحياة والتي ذُبلت بعد الغدر بها والتبجح على إرثها التاريخي وحضارتها الإنسانية والمدنية والثقافية العريقة.
خطوط العمل الأمنية والعسكرية والخدمية والفنية والمهنية والاقتصادية والسياحية والثقافية والتعليمية والرياضية... والعديد من شتى مجالات الحياة المختلفة، يجب أن تسيير بشكل متوازي وبطريقة منتظمة ومنظمة ويتم توزيع المهام والإشراف المباشر من قبل السلطة المحلية على قياس المدى المنفذ من الأعمال التي وكلت لكل مدير مرفق أو مؤسسة ومحاسبتهم على القصور في حالة عدم اتمام الأعمال المناطة بهم.
لدينا أكثر من "15" وكيل لمحافظ المحافظة، وتم تعيين من قبل محافظ عدن أكثر من "15" شخص مستشاراً له، والعديد من مدراء المكاتب التنفيذية، ومدراء وأعضاء المجالس المحلية لمديريات "عدن"، وأعضاء المجلس المحلي للمحافظة، فما دور هؤلاء كلهم وما هي أعمالهم ولماذا لا يتم الاستفادة من خدماتهم ولا يتم توجيههم لأداء برامجهم المختلفة لتطوير العمل وتنظيم الصف لخدمة المواطن العدني؟!
فهكذا عمل سيساعد أن يكون أداء المحافظ والمحافظة مؤسسي مدني، يعيد لعدن مدنيتها ورونقها وألقها وبريقها المعهود، وسيتم بذلك تعزيز ودعم الجانب الأمني والحد من انتشار التفجيرات والاغتيالات، فالحياة هي الوسيلة الوحيدة للقضاء على الموت.