سامي الكاف: الكثير من اليمنيين غير مهتمين بالحرب لأنهم منغمسون في الصراع (من أجل البقاء على قيد الحياة)

Monday 30 November -1 12:00 am
سامي الكاف: الكثير من اليمنيين غير مهتمين بالحرب لأنهم منغمسون في الصراع (من أجل البقاء على قيد الحياة)
----------
 خاص:
أكد الحاصل على وسام التقدير على مستوى قارة آسيا سامي الكاف أن "الكثير من اليمنيين غير مكترثين أو مهتمين بالحرب ولا تداعياتها .. هم بشكل عام منغمسون في الصراع من أجل البقاء على قيد الحياة".
و أضاف في سياق لقاء أجرته معه قناة (الجزيرة مباشر) أن التكريم الآسيوي غير المسبوق سواء على مستوى قارة آسيا ، وبالتالي على مستوى اليمن، يعني له الكثير.. "كونه جاء في وقت كنتُ بأمس الحاجة إلى أن تكون هناك جهة معينة تلتفت إلى مشواري الإعلامي الذي عانيت فيه كثيرا من خلال محطات مختلفة".
 
في ما يلي نص اللقاء :
 
ـ (الجزيرة مباشر): أنت لاعب كرة قدم سابق وخريج هندسة طيران .. لماذا اخترت الرياضة وتركت الهندسة؟
في البداية الموضوع لم يكن محض اختيار من قبلي، لأن الموضوع تم بالصدفة .. أنا عندما أنهيت دراستي الجامعية في جمهورية أوكرانيا وتحديدا عاصمتها كييف حصلت على درجة ماجستير هندسة طيران مدني عدت إلى الوطن لمتابعة الحصول على وظيفة .. وطبعاً مجال هذا التخصص لايوجد إلا في الطيران اليمني .. طبعاً مثلي ومثل آخرين تم رفض توظيفنا ، ربما لأسباب سياسية لم أكن وقتها على علم بهذه المواضيع وكنت ذات يوم ماراً إلى مقر عمل والدي الحبيب إبراهيم الكاف الذي كان يعمل في مؤسسة 14 أكتوبر للصحافة والطباعة والنشر وقابلت عن طريق الصدفة شيخ الإعلاميين الرياضيين الاستاذ محمد عبدالله فارع .. وكان الاستاذ على علم بأنني كنت لاعب كرة قدم سابق في فريق الجيش قبل تحقيق الوحدة اليمنية فطلب مني كتابة مقال .. قال ربما نكتشف لديك موهبة في الصحافة .. بصراحة خجلت من  أن أرد له هذ الطلب وقلت له حسناً سوف أكتب وانتهت المقابلة وأنا لم أكن حينها مستعدا لكتابة أي مقال .. فرجعت إلى البيت وكانت ذلك في العام 1997 ، حيث كانت في تلك الفترة التصفيات لنهائيات كأس العالم، فكتب تقرير فني عن مباراة السعودية وإيران وسلمته مباشرة بعد انتهائي منه بساعتين إلى الاستاذ محمد عبدالله فارع  ، فإذا به يجيزه للنشر اليوم التالي ومن هنا بدأت عملية التحاقي في مهنة الصحافة الرياضية ومنها انطلقت إلى مجالات أخرى .
ـ (الجزيرة مباشر): ما هي أبرز المحطات في تاريخك الصحافي والإعلامي؟
كانت أبرز المحطات تتمثل في تأسيس الملحق الرياضي في صحيفة 14 أكتوبر الذي تحول بعد فترة وجيزة إلى صحيفة اعادت تأسيس الصحيفة التي كانت تصدر عن المؤسسة وتوقفت لفترات سابقة لأسباب خاصة بالمؤسسة.. طبعاً هذا الملحق حقق المركز الثاني في استفتاء اجرته وكالة الانباء اليمنية "سبأ" أثناء تولي زميلي د. حسين العواضي رئاسة هذه الوكالة قبل أن يصعد إلى حقيبة وزارة الإعلام .. هذه المحطة كانت من أبرز المحطات التي كانت في بداية المشوار ، ثم بدأت في مجال آخر وهو طرق العمل الإعلامي في تلفزيون عدن وكانت هذه تجربة مختلفة تماما عن العمل الصحفي ، وتكمن هذه التجربة في أنني خضت مباشرة العمل في المجال التلفزيوني من خلال برنامج مباشر على الهواء كان اسمه "مربعات رياضية".. وحقق نجاحاً لافتاً للأنظار، ولكن لأسباب خاصة بالنظام وقتها القائم على السياسة الإعلامية بشكل عام في اليمن تم محاربة هذا البرنامج وتم إيقافه لأسباب واهية .. وطبعاً تطورت العملية وعملتُ على تصعيد الموضوع إلى وزير الإعلام ، ولكن وجدت أن السياسة التي تدير الإعلام بشكل عام في اليمن كانت وما زالت تعاني من التسلط وعدم افساح المجال لتلك البرامج التي تعاني التهميش .
 
ـ (الجزيرة مباشر): لماذا تم تحويلك للمحاكمة عام 2009؟
بعد تركي .. أو بعد إزاحتي في التلفزيون وإزاحتي أيضا من منصبي كمشرف عام على صحيفة 14 أكتوبر الرياضي وجدت الفرصة مواتية للعمل في مجال الصحافة الخاصة ، فعملت على تأسيس أقسام رياضية في عدد من الصحف وكانت أبرزها صحيفة المصدر وصحيفة الصباح وقدمت من خلال هذه الصحيفتين خطاب إعلامي رياضي مقرون بخطاب سياسي وكان هذه الخطاب الرياضي الذي يستند إلى السياسة كان بشكل عام لم يكن مألوفاً في تلك الفترة وفتحت مواضيع لم يتم التطرق لها من قبل الإعلام الرياضي ، فسببت لي مضايقات من السلطة وقتها.. طبعا أنا فتحت عدد من المواضيع ،فكانت أبرز هذه المواضيع سرقة الاراضي في محافظة عدن قبل السلطة بأسماء وهمية تكون من محافظات أخرى وكان هذا الموضوع مثار جدل.
وتواصلت الأعمال التي تنتقد الأخطاء الحكومية وبالذات من قبل رأس السلطة من خلال مؤسسة الرئاسة نزولا إلى مجلس الوزراء ووزارة الشباب والرياضة وما تحتهم .. ومجمل هذه الاعمال سببت لي مضايقات من وزارة الإعلام فتم تحويلي إلى المحاكمة.
 
ـ (الجزيرة مباشر): ماذا يمثل تكريمك من الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية؟
بالتأكيد هذا التكريم يعني لي.. كونه جاء في وقت كنت بأمس الحاجة إلى أن تكون هناك جهة معينة تلتفت إلى مشواري الإعلامي الذي عانيت فيه كثيرا من خلال محطات مختلفة .. والجميل في هذا الموضوع أن التكريم الآسيوي أتى لاول مرة على مستوى قارة آسيا وبالتالي على مستوى اليمن وهذا فخر لي ، حيث سبق وأن قلت في تصريحات مباشرة أثناء التكريم إن هذا التكريم ليس فقط لسامي الكاف ولكن لكل يمني ولكل من ينتمي إلى الإعلام الرياضي والإعلام بشكل عام.
 
ـ (الجزيرة مباشر): ما هو تأثير الحرب في اليمن على الإعلام الرياضي والرياضة اليمنية؟
بشكل عام أي حرب تقام في أي دولة تكون تأثيراتها على الإعلام الرياضي أو الإعلام العام يمثل كارثة ، لأن ذلك يؤثر على اداء رسالته في طرقه لعمله.. ما أود قوله في هذه النقطة أن الإعلام الرياضي شأن الإعلام العام انقسم إلى قسمين .. قسم مع الشرعية التي يمثلها الرئيس عبدربه منصور هادي وقسم آخر مع الطرف الآخر ويمثله جماعة الانقلابيين و هم ميليشيات الحوثيين وصالح.
من هذا المنطلق ظهر الانقسام.. لكن أنا أرى إن الإعلام الرياضي لم ينقسم ذلك الانقسام الذي انقسم عليه الإعلام العام ، فما زالت أواصر العلاقات بين المنتمين للإعلام الرياضي ما زالت متماسكة بغض النظر عن الانقسام الحاصل في النزاع في اليمن.
 
ـ (الجزيرة مباشر): هل يتم استغلال المنشآت الرياضية اليمنية في أغراض حربية؟
عندما قامت ميليشيات الحوثي وصالح للتحرك للسيطرة على محافظة عدن تم السيطرة على عدد من المديريات من قبل هذه القوات وتم التمترس في إحدى المنشآت و هي ملعب 22 مايو في عدن وقامت قوات التحالف بقصف مناطق تجمعهم في هذا المكان ، عدا ذلك معظم المنشآت الرياضية مازالت متاحة للرياضيين لممارسة انشطتهم ومنافساتهم التي بطبيعة الحال توقفت -أقصد فيما يخص المنافسات الرسمية- كل ما يتم ممارسته يأتي في إطار شعبي ، حبي ، مناسباتي.
 
ـ (الجزيرة مباشر): هل تلمس مشاركة الرياضيين والإعلاميين الحرب اليمنية؟
بكل تأكيد ، لأن الكثير من الرياضيين في مختلف الفرق وأغلب منتسبيها هم من الشباب .. وطبعاً من الشباب الذين اركوا وساهموا في الحرب في عدن بالذات كثير منهم رياضيون.
 
ـ (الجزيرة مباشر): ما هو تأثير الحرب اليمنية على الإعلام الرسمي؟
في تصوري الإعلام لم يصب بحالة شلل ، ولكن يمكن القول إنه انقسم في أدائه الإعلامي تبعاً لمن يسيطر على عدد من وسائل الإعلام .. فهناك مثلاً وسائل إعلام ما زالت خاضعة تحت سلطة الشرعية ممثلة بالحكومة وهناك وسائل إعلام أخرى ما زالت تحت سيطرة الانقلابيين مليشيات الحوثيين وصالح.. ما يمكن قوله أن الإعلام بشكل عام لم يكن بتلك الدرجة التي كانت عليها أثناء تحقيق الوحدة اليمنية لأن تلك الفترة كانت في تصوري العصر الذهبي للإعلام.
ـ (الجزيرة مباشر): ما هو تأثير الإعلام على المواطن اليمني؟
بشكل عام أنا أرى أن الكثير من اليمنيين غير مكترثين أو مهتمين بالحرب ولا تداعياتها .. هم بشكل عام منغمسون في الصراع من أجل البقاء على قيد الحياة .. ما مثلته هذه الحرب كارثة بكل المقاييس سوى على الجنوب أو الشمال .. أغلب الناس لا علاقة لهم بالسياسة فالذي يحدد الأداء السياسي هم مجموعة بسيطة جداً ، إذا ما قارنت عددهم بعدد سكان اليمن فهم قلة قليلة للأسف الشديد.
ـ (الجزيرة مباشر): ما هو تأثير الحرب في اليمن على الصحافة الورقية؟
بكل تأكيد تراجع عمل الصحف بشكل كبير في عدن بالذات و في عدد من المحافظات وتوقفت الكثير من الصحف عن العمل ، بقي منها فقط عدد قليل ،ربما على عدد اصابع اليد الواحدة وهذا يدل على أن الإعلام الصحفي الورقي فقد تلك المكانة التي كان يحتلها في وقت سابق.
ـ (الجزيرة مباشر): ما هو دور وتأثير الإذاعات الخاصة و منصات التواصل
الاجتماعي في الحرب الإعلامية في اليمن ؟
يمكننا القول إلى حد ما أن كثير من وسائل الإعلام اتجهت إلى مواقع التواصل الاجتماعي سواء اكان على "فيسبوك" أو تويتر" أو حتى على مستوى "واتس آب" .. لكن كل هذا الذي يتم قياساً بعدد سكان اليمن قليل جداً ،بمعنى إن عدد الذين يعملون أو ينشطون في وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى وسائل الإعلام التي فتحت لها صفحات في وسائل التواصل الاجتماعي عددها وتأثيرها غير مؤثر بتلك الدرجة التي ممكن أن تمثله إذاعة "أف أم" ، لأن الإذاعة تصل إلى عدد أكبر سكان اليمن وبالتالي تصل رسالتها أفضل من بقية وسائل الإعلام.
 
-  اللقاء فيديو :