"الحسناوات والسياسة"، هو شعار جدير بالحدث الأبرز الذى ينتظره الكرملين، فى مارس 2018، حيث تجرى انتخابات الرئاسة الروسية، التى من المقرر أن ينافس خلالها الرئيس الحالى فلاديمير بوتين، 5 من جميلات موسكو، هن: ناتاليا فيليكايا، رئيس اتحاد النساء الاشتراكى الديمقراطى، وإيرينا فولينيتس، رئيس منظمة "لجنة ذوى التلاميذ والطلبة"، وإيرينا بيتيليايفا، عضو المجلس المركزى لحزب "روسيا العادلة"، والمذيعة التلفزيونية "كسينيا سوبتشاك"، بالإضافة إلى النائب العام لشبه جزيرة القرم، ناتاليا بوكلونسكايا.
ولعل الحضور الأقوى على ساحة المنافسة، كان من نصيب المذيعة الروسية، كيسينيا سوبتشاك، التى أعلنت ترشحها رسميًا للانتخابات الرئاسية الروسية، من خلال مقطع فيديو بثته عبر موقع "يوتيوب"، ويكمن سر تصدرها المنافسة فى استبعاد المحامى والمعارض الروسى الأبرز، أليكسى نافالنى، حيث قالت اللجنة المركزية للانتخابات فى روسيا، إن "نافالنى"، لا يمكنه الترشح للرئاسة، بسبب إدانته جنائيا، حيث أدين بالاختلاس، فى فبراير الماضى، وحكم عليه بالسجن 5 سنوات مع وقف التنفيذ.
وجاء الإعلان الرسمى، لترشح "سوبتشاك"، للانتخابات الرئاسية، فى ظل التحضيرات القوية، لإجراء الانتخابات الروسية، وما يحيط بها من تخوفات لوجود أى تدخلات خارجية، خاصة من جهة واشنطن، التى تتهم موسكو، بالتدخل فى انتخاباتها الرئاسة الأخيرة، والتأثير فى نتيجتها لصالح الرئيس الأمريكى الحالى، دونالد ترامب، على حساب منافسته الديمقراطية، هيلارى كلينتون.
وتراهن الحسناء الروسية - صاحبة العام الـ36 من عمرها - فى خوضها المنافسة لرئاسة الكرملين، على حالة عدم الرضى لدى الناخبين الليبراليين عن أداء الرئيس الحالى بوتين، ورغم أن فرصها فى الفوز ضئيلة جدًا، إلا أنها قررت خوض التجربة من منطلق ممارسة حقها فى الترشح كأى مواطن روسى يضمن له الدستور ذلك الحق، حيث يجوز لأى مواطن من عمر 35 عامًا فيما أكثر الترشح لمنصب الرئيس.
وفى هذا الصدد، تظهر استطلاعات الرأى، أن فلاديمير بوتين، الذى سيطر على السياسة الروسية منذ ما يقرب من عقدين، سيفوز بإعادة انتخابه بشكل مريح إذا قرر خوض المنافسة فى الانتخابات المقبلة، كما يتوقع معظم المراقبين، أن يسعى للحصول على فترة ولايته الرابعة فى مارس القادم، وذلك على الرغم من أن عددًا كبيرًا من الناخبين، يتهمون رئيس الكرملين، باتباع نظام أدى إلى عزل روسيا عن العالم الخارجى، هذا فى الوقا الذى خرجت فيه احتجاجات جماهيرية ضد رئاسة "بوتين"، نظمها المعارض البارز ألكسى نافالنى.
وبالعودة إلى "سوبتشاك" - التى وصفتها مجلة "فوج" بأنها النسخة الروسية من "باريس هيلتون" – نجدها ابنة معلم بوتين السابق، "أناتولى سوبتشاك"، العمدة الإصلاحى السابق لـ"سانت بطرسبرج"، الذى كان "بوتين" نائبًا له، كما أن والدتها "ليودميلا ناروسوفا" عضو فى مجلس الشيوخ، فى البرلمان الروسى، وولدت "سوبتشاك"، يوم 5 نوفمبر عام 1981، بمدينة لينينجراد، التى قررت خوض المنافسة على منصب الرئيس، لعدم رضاها عن استمرار تواجد نفس السياسيين فى مناصبهم على مدار أعوام طويلة، بمن فيهم "بوتين"، حيث قالت فى هذا الصدد، "عندما كنت فى الثامنة عشرة من عمرى، ودرست فى الجامعة، أصبح فلاديمير بوتين، رئيسا لروسيا، والأطفال الذين ولدوا فى تلك السنة سيصوتون لنفس الأشخاص هذا العام".
ورغم الحضور الذى تتمتع به المذيعة الروسية، إلا أن بعض الليبراليين الروس، يخشون من أن تؤدى مشاركة "سوبتشاك"، فى المنافسة إلى تقسيم أصوات المعارضة فى مواجهة رئيس الكرملين الحالى، وهنا تجدر الإشارة إلى أن "سوبتشاك"، قالت فى وقت سابق، إنها أبلغت "بوتين"، مسبقًا عن نيتها فى الترشح، وأاضافت أنها بدا لها أنه – أى "بوتين" - لم يحب قرارها.
وبالتعرض للحياة السياسية والعملية، لـ"سبوتشاك"، فبعد تخرجها من معهد موسكو للعلاقات الدولية، من جامعة ماجيمو المرموقة فى موسكو، عام 2004، أصبحت مشهورة على الصعيد الوطنى عندما قدمت برنامج تلفزيونى واقعى روسى يدعى "دوم 2"، كما أصبحت ناشطة فى سياسة المعارضة، فى الوقت الذى أعيد فيه انتخاب "بوتين" للرئاسة عام 2012، بعد التخلى عن منصبه لمدة أربع سنوات للامتثال للحدود الدستورية، كما شاركت فى تجمعات المعارضة، وتحدثت ضد الكرملين فى وسائل الإعلام الاجتماعية، إضافة إلى ذلك ألفت "سوبتشاك"، الكثير من الكتب، وأدت أدوارًا سينمائية فى عدد من الأفلام، كما تركز فى عملها الصحفى على الشئون السياسية، فيما كان معظم مشاريعها السابقة تتسم بطابع ترفيهى.
ومن أهم صفات "سوبتشاك" – المنتمية لبرج العقرب - حسب برجها الفلكى، فإنها تتميز عن النساء الأخريات، حيث لديها ثقة كبيرة فى نفسها، ولا تفشل فى أى أمر، خاصة فيما يتعلق بعملها، فهى منظمة بشكل كبير، كما أن شخصيتها قوية ولا ترضى بالاستسلام بسهولة، إضافة إلى أن من صفات أنثى ذلك البرج، أنها تحب السيطرة فى الكثير من الأمور، ولا تحب أن يكون هناك قائد غيرها.
وتتميز امرأة العقرب، أيضًا، بأنها طموحة ومجتهدة ومُحبة لعملها، فهى تعمل بإصرار وعزيمة للوصول إلى أهدافها، وهى امرأة ناجحة فى العمل، وتعمل بكل جهد وتفانٍ، ولا تخشى العواقب أو الصعوبات فى عملها بل العكس تزيدها حماسًا.