تقرير: في الذكرى الثالثة لـ"عاصفة الحزم".. الأزمات تعصف بالمواطن اليمني ولا حل يلوح بالأفق

Monday 30 November -1 12:00 am
تقرير: في الذكرى الثالثة لـ"عاصفة الحزم".. الأزمات تعصف بالمواطن اليمني ولا حل يلوح بالأفق
-يمني سبورت:
----------

تقرير: جعفر عاتق
 

قبل ثلاثة أعوام من اليوم شنت الطائرات السعودية أولى غاراتها على مواقع عسكرية للجيش اليمني الموالي للحوثيين في العاصمة صنعاء.

عشرات الغارات خلال دقائق قليلة حولت ليل صنعاء الى نهار وجعلت من المواقع العسكرية التي سيطرت عليها حطاما.

كانت الغارات مفاجئة للحوثيين وحلفائهم من انصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لتقف حاجزا امام تمددهم نحو العاصمة الجنوبية عدن.

بدأت الغارات في الساعة الثانية من فجر الـ26 من مارس 2015 فيما كانت قوات الحوثيين على مشارف العاصمة عدن وقد بدأت فعلا بالتوغل داخل احياءها.

اعلنت بعد ذلك المملكة العربية السعودية قصفها لمواقع الحوثيين في صنعاء ومدن عدة ضمن ما اطلق عليها عملية "عاصفة الحزم" لدعم شرعية الرئيس المعترف به عبدربه منصور هادي والمقاومة الجنوبية التي تشكلت من الاهالي في العاصمة عدن ومدن جنوبية أخرى.

وبعد ساعات من الاعلان السعودي اعلنت عدة دول عربية عن تشكيل تحالف عربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية.

واصلت الطائرات الحربية قصفها لمواقع الحوثيين والقوات العسكرية الموالية في عموم محافظات اليمن إلا انها لم توقف تمددهم جنوبا.

وصل الحوثيون الى العاصمة عدن وسيطروا على احياء ومدن عدة فيها بعد مواجهات عنيفة مع المقاومة الجنوبية.

على الرغم ان مقاتلي المقاومة الجنوبية في عدن ضعيفي الخبرة العسكرية الا انهم تمكنوا من ايقاف الحوثيين والحفاظ على نصف العاصمة خارج سيطرة المليشيات.

واصلت طائرات التحالف العربي قصفها كما انها القت بأسلحة وذخائر لدعم صمود ابطال المقاومة الجنوبية في عدن وبعض المحافظات الاخرى.

أربعة أشهر من المعارك في عدن لتتوج بانتصار المقاومة الجنوبية وبدعم من التحالف العربي على مليشيات الحوثي والقوات الموالية لها.

في الـ14 من يوليو من العام 2015 اطلقت المقاومة الجنوبية عملية "السهم الذهبي" لتتمكن خلالها وبدعم من التحالف العربي من تحرير العاصمة عدن من المليشيات.

واصلت القوات الجنوبية تقدمها وحررت قاعدة العند الاستراتيجية بمحافظة لحج وباقي المديريات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين في المحافظة.

كما تمكنت القوات الجنوبية من تحرير محافظة أبين ومضيق باب المندب ومدينة عتق عاصمة محافظة شبوة.

وبعد ثلاث سنوات من انطلاق "عاصفة الحزم" اولا وثم تلتها "إعادة الأمل" مازال الانقلابيون يسطيرون على مفصل الدولة في اليمن وكذا مدن رئيسية عديدة اهمها العاصمة صنعاء.

 

عسكريا:

مازالت المعارك في جبهات عديدة على طول محافظات اليمن فيما لا يزال الانقلابيون يملكون زمام المبادرة والهجوم في عدة جبهات.

خسر الانقلابيون خلال الاعوام الثلاثة من انطلاق "عاصفة الحزم" اجزاء واسعة من اليمن حيث باتت المحافظات الجنوبية محررة بشكل شبه كامل كما ان اجزاء واسعة من مارب وتعز عادت الى حضن الشرعية وباتت القوات الجنوبية والمقاومة التهامية على بعد كيلومترات من مدينة الحديدة وميناءها الاستراتيجي، بعد تحريرها لمدن المخا وحيس والخوخة.

في الشرق من العاصمة اليمنية صنعاء يرابض الالاف من الجنود الموالين للرئيس هادي في جبهة نهم دون احراز تقدم نحو العاصمة فيما يستمر الحوثيون في دفاعهم.

وفي أقصى الشمال تسيطر وحدات من الجيش الوطني التابع للحكومة الشرعية على عدة مناطق في محافظة صعدة معقل الحوثيين، دون احراز تقدم ملحوظ مؤخرا.

 

أمنيا:

لم تكن المناطق المحررة أمنة ومستقرة خصوصا مع استمرار الهجمات الارهابية التي شنته تنظيمات متطرفة وراح ضحيتها المئات من الجنود والمواطنين.

وعلى الرغم من ذلك إلا أن القوات الأمنية نجحت في تنفيذ عدة عمليات ناجحة ضد الجماعات الارهابية وبسطت سيطرتها على مواقعها في محافظات جنوبية عدة وبدعم من قوات التحالف العربي وفي مقدمتها الإمارات العربية المتحدة.

 

اقتصاديا:

بات اليمنيون يتذمرون من طول عمر الحرب واستمرارها في ظل تدهور الاوضاع الاقتصادية في البلد الذي يعيش أكثر من نصفه تحت خط الفقر.

هبطت قيمة العملة الوطنية في اليمن "الريال" لتصل الى مستويات قياسية امام العملات العالمية.

واثر ذلك التدهور على الحياة المعيشية لليمنيين مع عدم قدرة الحكومة الشرعية على صرف المرتبات لموظفيها.

ومع كل ذلك من الكوارث التي حلت على المواطن اليمني ارتفعت وبشكل كبير اسعار المواد الغذائية مما فاقم من المعاناة.

أزمات في كل شيء هكذا أصبحت حياة الانسان اليمني كان في المحافظات المحررة "جنوبا" أو المحافظات التي ترزح تحت سيطرة المليشيات "شمالا".

ثلاث سنوات من الحرب انهت مقدرات الدولة وباتت اليمن تعتمد على المساعدات وما تجود به ايادي المحسنين، في ظل وضع الحرب المستمر.

 

سياسيا:

لم يكن الوضع السياسي احسن حالا في تحالف دعم الشرعية فخلال العام الثالث للحرب، اعلن التحالف انهاء مشاركة دولة قطر وطرد قواتها المشاركة في اليمن.

لم تكن دول التحالف الوحيدة التي حصل الشقاق بينها فحتى ائتلاف الشرعية تفرق وبات الشركاء اعداء في وطن يبحث سياسييه عن مصالحهم أولا.

جنوبا انتهت الشراكة بين عدة قوى جنوبية وقوى الشرعية الاخرى بعد اقالة عدد من رموز الحراك والمقاومة الجنوبية ليعلن اللواء عيدروس الزبيدي محافظ عدن المقال تشكيل مجلس سياسي لتمثيل القضية الجنوبية ويبدأ بعدها عداءً مستمرا للآن بين المتحالفين سابقا.

استمرت الازمة بين القوى الجنوبية لتنتهي بقتال استمر لأيام اواخر شهر يناير الماضي، في العاصمة عدن راح ضحيته العشرات من الشباب الجنوبيين دون تحقيق مكاسب سياسية لأي طرف.

توقف القتال بعد تدخل المملكة العربية السعودية وانتهى دون معرفة تفاصيل أخرى للاتفاق الذي ابرم بين الطرفين.

شمالا بدأ التذمر واضحا على سياسية عدة من طول عمر الحرب وبدأ سياسيو هذه القوى بمهاجمة دول التحالف وخصوصا دولة الامارات العربية المتحدة بعد خلافها مع قطر حيث ترتبط هذه القوى بعلاقات قوية مع الدوحة.

وفي نهاية العام الثالث للحرب في اليمن اعلن مجلس الأمن الدولي تعيين مبعوثا جديدا له في البلد ليكون الثالث منذ بداية الأزمة قبل سنوات.

وقال المبعوث الأممي الجديد البريطاني "مارتن غريفيث" أن البحث عن الحل السياسي للأزمة اليمنية أولى اهتماماته.

ومع دخول العام الرابع للحرب في اليمن لا يبدو أن هناك حلا يلوح في الأفق ما استمرار المعارك على الجبهات وتفرق اليمنيون عن هدفهم الرئيسي والمتمثل في اعادة كافة مناطق اليمن الى حضن الشرعية.

كما يأمل اليمنيون أن تنتهي الحرب قريبا ليهنئوا بالعيش الكريم على بلدهم الممزق جراء الطيش الصبياني من الحوثيين.



- عدن الغد :