كتب / مختار محمد حسن :
قبل أيام نشرتُ (فيديو) لطفلة صغيرة إسمها (منارة) أبهرت الجميع بفقرة (جمباز) في اليوم المدرسي الذي أقامته مدرسة الضياء بمنطقة شعب العيدروس والكل يومها أُعجب بها وأشاد بما قدمته !!
وبعد يومين تألق إخوتها في بطولة عدن للجمباز ونالوا الميداليات الملونة بتحقيقهم المركزين الثاني والثالث في البطولة لمنتخب مديرية صيرة .. وكان الكل قد أعجب بمستواهم وأشادوا بهم في البطولة.
وبعد انتهاء البطولة حاولت أن أعمل لقاء صحفياً لهؤلاء الأبطال الصغار ، لأنهم يحتاجون للدعم الإعلامي والإشادة ولفت النظر إليهم !!
وخلال جلوسي معهم عرفت أن والدهم (كفيف) وكذلك أمهم (كفيفة) .. ويعيشون في منزل متواضع ويمارسون حياتهم بهدوء، ولم يصدق أحد أن (الأب والأم) مكفوفين ، لأنهما يتحركان بسهولة وبخطوات واثقة .. زد على ذلك أن الأب لديه حس فكاهي عالي، وعندما تجلس معه لا تستطيع فراقه من حديثه الشيق ، بل يتعدى ذلك عندما يبدأ يدندن ويمسك بـ (العود) ليسمعك عزفاً منفرداً رائعاً.
أما الأم .. فلا أحد يقدر يجازيها على تربيتها لأولادها الخمسة (3 أولاد و2 بنات) ، إضافة إلى أنها تربي إبن (أخوها) .. ومن يزور البيت ويرى الترتيب والنظافة ، يشيد بهذه الأم المكافحة ، ومن هو قريب جداً من هذه العائلة يعلم تماماً أن الأم تنزل السوق وتشتري كل الاحتياجات (الراشن) والخضروات وغير ذلك لكونها طباخة ماهرة.
تحية كبيرة نرفعها لهذه الأسرة الأكثر من رائعة .. وصدق من قال : (الضرير إنسان له أحاسيس ومشاعر أكثر من غيره من الناس الذين يتمتعون بنعمة البصر علماً أن المكفوفين لديهم طاقة أكبر، ويتمتعون بالذكاء أكثر من غيرهم لأن الله عوضهم عن فقدان النظر).
