ولاية هادي واقالة السلال.. سياسيون يحذرون: العزف على الوتر المترهل للشرعية مزيدا من الدمار والفوضى

Thursday 21 February 2019 4:17 am
ولاية هادي واقالة السلال.. سياسيون يحذرون: العزف على الوتر المترهل للشرعية مزيدا من الدمار والفوضى
----------
بات العزف على الوتر المترهل لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي والركون على ساعده المهزوز، لم ينتج سوى مزيد من الفوضى والضجيج الذي يزيد من الدوار ومزيد من التمزق والتشرذم التي تعيشه البلاد في متاهات ولاية الفقيه هادي..
 
فاقد الشرعية
يتطلع اليمنيون للخلاص من الكهنوت الحوثي الذي سطا على الدولة ويواصل خنق الجمهورية ومصادرة احلام اليمنيين فيما لا حل يلوح في الافق سوى الحسم العسكري في معركة يقودها الرئيس هادي الذي هو بنظر سياسيين جزء من المشكلة لا من الحل..
ويشدد سياسيون على ضرورة التغيير في منظومة الشرعية بسبب ضعف المريب داخليا وخارجيا وعدم قدرتها على تبنى القضية اليمنية ما يعني ان الشرعية القائمة ليست الحامل المناسب لقضية اليمن ومشروعه الوطني في وقت تحتاج البلاد الى قيادة حكيمة واكثر حزما وقوة.. وهنا يشير المحلل السياسي عبدالناصر المودع في حديثه لـ"يمن الغد" الى أن مؤسسات الشرعية مهترئة وأن سلطة الرئيس هادي تتضاءل بسبب فقدانه للشرعية في 2014 حين سلم صنعاء للحوثيين..
 
بقاء هادي.. مزيدا من الدمار
ويقول الخبير السياسي البروفيسور سيف العسلي في حديث لـ"يمن الغد" ان هادي لم يعد ذا جدوى وبقاءه الصوري على كرسي الرئاسة سيدمر ما تبقى من البلاد، كونه أصبح غطاء لفساد قوى تستخدمه لتمرير أجنداتها، مشيرا الى ان هادي فقد شرعيته بعدما أدخل البلاد في الفوضى والحرب.
ويقول العسلي انه كان الاحرى للأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي ان يعمل على تشجيع طرف محايد لن يتورط بالانتهاكات والفوضى القائمة ودعمه لإدارة البلاد عبر مجالس محلية ابتداء من الحديدة ومناطق الجنوب ليقوم بتشكيل حكومة كفاءات تمهد لانتخابات رئيس جديد وتشرف على اعادة الاعمار ونزع السلاح من المليشيا بضغوط دولية..
 
اداة تمزيق خارجية
لم تعد منظومة الرئيس هادي سوى شفرة حادة بيد قوى خارجية معادية لليمن ولقد بات الإجماع سائدا على أنّ فتنة الحوثيين لن تنتهيَ بغير الانتصار عليهم في الحرب، وهذا لن يتأتى إلاّ باستعادة الدولة وتثبيت أسسها من جديد.. ومن المؤكد أنّ هادي ليس صالحاً لهذه المُهمة الوطنية؛ لأنّه لم يكن صالحاً لها منذ البدء. فضلاً عن كونه الأداة التي استخدمها الغرب لتمزيق اليمن وإنهاك السعودية ضمن مساعيه للتوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران.. ونجح في مهمته بجدارة لا يُحسد عليها وفقا للمحلل السياسي والكاتب الصحفي سمير اليوسفي لدى حديثه لـ"يمن الغد".
ويعلق اليوسفي وهو رئيس مجلس ادارة مؤسسة الجمهورية للصحافة في اليمن، على طريقة حُكم الرئيس "هادي" بالفقيه الذي قضى بتحرير رأس الثور لتحرير الجرة ثم قرر كسر الجرة لإخراج الرأس المقطوع فخسر الاثنين..
 
واتهم اليوسفي الرئيس هادي بمنح الحوثيين المبرر للاحتشاد، وتطويق العاصمة.. والسيطرة عليها. قبل أن يقدم استقالته ويغادر صنعاء إلى عدن، بحماية حوثيين سلموه لموالين لهم من الحراك على إثر اتفاق أميركي- إيراني حد قوله.
 
تحذيرات مدوية
ولعل انتهاج هادي سياسة استثمار الخصوم، واستخدامهم لضرب بعضهم ببعض أوصل البلاد برمتها الى دمار وفوضى وتمزق وعملت على تقوية القوى التي اراد ضربها ببعضها كما تسببت هذه السياسة الهوجاء بتقوية قوى سياسية ذات توجهات معادية للمشروع الوطني بعد أن كانت هشة كما تسببت بظهور قوى جديدة غير وطنية على الساحة اليمنية..
ويحذر الناشط السياسي محمد الحسني خلال حديثه لـ"يمن الغد" النخب الوطنية من التساهل مع ضعف منظومة هادي وأنه في حال لم يتم تدارك هشاشة حكومة هادي وتماهيها مع اللوبي الاخواني، فإن اليمنيين سوف يصحون قريبا وقد البلاد كلها بيد جماعات الاسلام السياسي الواقع تحت الرعاية القطرية- الايرانية بشقيه الشيعي والسني وهو ما يعني أن الوطن بات تحت رحمة أذرع تمزيقية.. مذكرا بأن شرعية هادي هي من سلمت صنعاء الى مليشيا الحوثي المؤدلجة دينيا ومهدت لانقلابها من خلال اعلان حيادية الجيش وفتح قنوات العبور وسياسة المهادنة والتوطؤ الفاضح بتوقيع اتفاقيات لصالح الجماعة، وانها الان تعمل على تسليم بقية المناطق المحررة من الحوثيين لمليشيا الإخوان المسلمين..
 
اقالة السلال تجربة للاستلهام
ويذكر الكاتب اليوسفي كيف هادي خذل محافظة عمران في سياسته لضرب الاصلاح بمليشيا الحوثي التي كان قد شرعن وجودها بعشرات المقاعد في مؤتمر الحور الوطني وكيف أجلى سلفيي دماج، وكيف اقدم على مضاعفة أسعار الوقود عشوائياً، مانحاً بذلك الحوثيين المبرر للاحتشاد، وتطويق العاصمة.. والسيطرة عليها..
 وينوه اليوسفي الى تراجع هادي عن استقالته، وتحالفه مع الإصلاح.. قبل ان يعود للتحريش بين الاصلاحيين والسلفيين..
ويشير اليوسفي الى إحدى التجارب اليمنية التي يمكن استلهامها من تاريخ اليمن القريب، مذكرا بإقالة الرئيس السلال واستبداله بالرئيس الإرياني في نهاية ستينيات القرن الماضي -بعد أن تعسرّ القضاء على الإماميين، وتحوّلت الحرب إلى ارتزاق في عهده.