قالت صحيفة" تايمز" البريطانية، أن الأردن تخلي عن شركائه التقليديين في حلف السعودية والإمارات، وتوجهت إلى الجانب الأخر حيث قطر وإيران.
وأكد سفير الأردن لدى إسرائيل والولايات المتحدة سابقا مروان المعشر أن المملكة لا تستطيع تغيير نهجها جذريا، لكنها تبقي جميع الخيارات مفتوحة في محاولة لـ"حماية ظهرها".
والتقى الملك عبد الله بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في فبراير الماضي، على خلفية "حرب التصريحات" بين أنقرة والرياض بشأن قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية المملكة في إسطنبول.
وفي الشهر الماضي، بعث العاهل الأردني برسالة إلى أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني تطرق فيها إلى العلاقات الثنائية بين الدولتين.
وفي يونيو الماضي، بعث أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، برسالة شفوية إلى الملك عبد الله الثاني بشأن العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها.
وفي الرسالة أعلن أمير قطر أنه وجه بتوفير 10 آلاف فرصة عمل في دولة قطر لشباب وشابات المملكة الأردنية بالإضافة لاستثمار 500 مليون دولار في مشاريع البنية التحتية والسياحة في الأردن.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أردنيين، (لم تسمهم) أن المملكة الأردنية، "المكون الرئيسي للبنى التحتية الأمنية الغربية في الشرق الأوسط، وأطلقت في الأشهر القليلة الماضية مفاوضات مع تركيا وقطر، وحتى اتخذت خطوات غير ملحوظة نحو إيران".
وأشارت الصحيفة إلى أن "هذا التغيير كان اضطراريا" وجاء بسبب خطورة المظاهرات التي شهدتها المملكة على خلفية تردي الوضع الاقتصادي فيها، وتقليص السعودية للمساعدات المالية التي دعمت الاقتصاد الأردني على مدى عقود.
وعمت الأردن احتجاجات في صيف العام الماضي رفضا للنهج السياسي والاقتصادي وقانون ضريبة الدخل، وأدت الاحتجاجات لإسقاط الحكومة الأردنية، مما أدى لإقالة الحكومة الأردنية السابقة وتكليف عمر الرزاز بتشكيل حكومة جديدة، قامت بسحب قانون ضريبة الدخل، وأقرت مشروعاً آخر لقي رفضاً، لكن ذلك لم يمنع من استمراره بمراحله التشريعية ودخوله حيز التنفيذ.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أردني قوله: "علاقاتنا تتوقف على مصالحنا، وليس لدى الأردن أي خلاف مع تركيا أو قطر أو حتى إيران، والمسافة بيننا تتوقف على المكاسب التي نحققها".
غير أن مصادر داخل أوساط الحكم الأردنية قالت للصحيفة إن السعودية تطالب حلفاءها الإقليميين، بمن فيهم الأردن، بـ"اختيار الجانب" الذي يقفون إليه وإظهار مزيد من التضامن في ما يتعلق بمقاطعة قطر ومواجهة إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن السبب الآخر لتغيير نهج عمّان هو غضب الملك عبد الله الثاني من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب انحيازه لإسرائيل على حساب الفلسطينيين، وأن عددا كبيرا من الفلسطينيين يقيمون في الأردن حاليا.
وأكد المصدر الأردني أن "صفقة القرن" الأمريكية المتوقع إعلانها قريبا لن تجلب الاستقرار إلى المنطقة، موضحا أن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي لا يزال أهم سبب يدفع الشباب العربي إلى حضن الجماعات الإرهابية، ولن يكون هناك أي تغير إيجابي في هذه المسألة من دون إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.